اعتصام لـلجماعة الإسلامية.. وآخر ضدها

تكرر أمس مشهد المواجهات بين مناصري النظام السوري ومناهضيه في اعتصامين متقابلين بالقرب من السفارة السورية في محلة الحمرا، في رأس بيروت، حوّله الطرفان إلى حرب شعارات.
فعند السادسة والنصف من مساء أمس، وفي شارع المقدسي حيث يقع مبنى السفارة، نفّذت «الجماعة الإسلامية» اعتصامها التضامني الأول مع الشعب السوري، غير أنه استٌهل بعراك بالأيدي بين معتصمين مناصرين للنظام السوري ومناصري «الجماعة» الذين انسحبوا الى طرف الشارع، قبالة النادي الثقافي العربي، في حين تجمّع العشرات من أبناء الجالية السورية أمام السفارة، للتعبير عن ولائهم للرئيس السوري بشار الأسد. وفصلت قوة مكافحة الشغب والجيش بين الطرفين.

سريعا انقلبت الساحة إلى جبهة هتافات. رفعت الجهة الداعية إلى الاعتصام شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، مقابل شعار المناصرين «الشعب يريد بشار الأسد».
في المعركة نفسها، حضر علمان وأغنيتان لسوريا. علم يعبّر عن الولاء « للسيد الرئيس»، وعلم يتضامن مع الشعب السوري ضد النظام. أغنية تشيد بصفات الرئيس، مقابل أغنية تطالب بالحرية والديموقراطية. أما الحصيلة فهي تعادل الفريقين بعدد الحضور، والأعلام والهتافات.

شارك في اعتصام «الجماعة» نساء وأطفال، ردّدوا شعار «من بيروت لحوران الشعب السوري ما بينهان». وحمل هؤلاء لافتات باللغتين العربية والانكليزية تطالب بالحرية. أما جديد الاعتصام، فكان اقتباس بعض عبارات الرئيس الليبي معمر القذافي الشهيرة. إذ هتف مناصرو الأسد «زنقة زنقة ودار دار، الله وسوريا وبشار»، بينما هتف المناهضون له «زنقة زنقة ودار دار، بدنا نشيلُه لبشار».

واستمرّ المشهد لأكثر من ساعة ونصف الساعة، حاول الطرفان خلالها التشويش على بعضهما من خلال التسجيلات الصوتية التي صدحت في المكان. وألقى رئيس المكتب السياسي في «الجماعة الإسلامية» عزام الأيوبي كلمة أكّد خلالها «ان الحرية هي حق للشعب السوري». بعده أم الشيخ محمد طقوش المصلين في صلاة الغائب «على أرواح شهداء سوريا»، وعلي إيقاع أناشيد وطنية، أبى مناصرو الاسد توقيفها تزامنا مع أداء الصلاة.

وحده صوت أذان المغرب نجح في إنهاء الاعتصام، فبادر مناصرو «الجماعة» إلى الانسحاب من الساحة والتوجه إلى الباصات التي أقلتهم. إلا أن الطرف الثاني تابع اعتصامه أمام السفارة، ومدّ مائدة الإفطار التي كان قد أحضرها معه.

السابق
حول الإشتباك بين عناصر من حركة فتح
التالي
الانوار: دعوة مجلس الدفاع للانعقاد اليوم تحسباً لتطورات أمنية