يوم كسر الصومالي سبات الضمير

تضامنا” مع أطفال الصومال

منذ أن وجد الإنسان، أوجد الله معه نعمتين لا يمكن لأحد مصادرتهما حتى صاحبهما ذاته، الروح و الصوت، روح تتغذى بالإنسانية و صوت يعلو إما مواجها” و مطالبا” بحق، و إما متألما” صارخا” من شدة الظلم، حتى إذا خفت، يجعل من الدموع وسيلته…

كيف بإنسان تعذب روحه و لا يقوى على الصراخ، لا بل و دموعه قد جفّت بعد أن كانت مائه التي يشرب، إنه الصومالي، ذلك العربي المنسي في بلاده، العربي الأفريقي الذي ألف الموت فأصبح روتينا” يوميا” في حياته و عادة لا يستطيع تخيل يوم من دونها، لا أخفي مدى تأثري بفظاعة الصور، صور أطفال بدل أن تكون المدرسة بيتهم و الألعاب شغلهم الشاغل، أصبحت أراضي الصومال بيتهم فشيدوا منها قبورا” من جوع و عطش و إنكسار، أعرف الأطفال كائنات بريئة لا هياكل عظمية جنى عليها ظلم أولاد بني البشر، من يرضى بذلك؟ أي دين و أي عقيدة و أي فكر إجتماعي؟ ألا يستحق أطفال الصومال محكمة دولية تحاكم قاتليهم و مجوعيهم؟ ألا يشعر البنك الدولي أن مساعدة الإنسان واجب؟ صدقني أيها البنك الدولي، إنهم إستثمار جيّد و عقول قابلة للعطاء، لا أرواح معرضة للقتل… أين الضمير؟ أين الضمير العالمي و العربي خاصة أين!

في شهر رمضان الكريم، تكاد الموائد لا تخلو من أصناف الطعام و توابعه على موائد العرب، حتى أنهم يتنافسون في فنّ الأكل بلوغا” للتخمة، اما الطفل الأسمر.. فيشرب من مياه نهر لونه الوحل، أليس العرب إخوة و جسم واحدا”؟ أليس الصومال عضوا” من هذا الجسد؟ إن الصومال مريض، مرضه قاتل و مميت، مرضه هو ضعف الشعور الإنساني عند إخوته، لا أظن ان إنقاذ الإقتصاد الأميركي أو الأوروبي أهم من أطفالنا يا دول الخليج، و لا أموالكم المكدسة على صدوركم تنفعكم يوم يلعنكم طفل مظلوم، أنتم من جرّ الويلات على الصومال و معكم أميركا، أين تنظيم القاعدة؟ أهو ذلك الطفل السليل… أو بالأحرى ذلك الهيكل العظمي، قبل أن تأكل يا عزيزي، فكر أو إطلع على صورة لهم، واحدة فقط تفي بالغرض، إنه طفل يموت مبتسما” فرحا” بالخلاص، الخلاص من جوع و قهر أنتم سببه، أين الضمير… الأطفال بحاجة إلينا..

و المستفز أكثر من ذلك.. من يسخف الموضوع و يقلل من شأنه كأن الطفولة المقتولة لا تعنيه، مشاهد الأطفال الجوعى لا تهزّ منه ساكنا”، أترضى أن تعيش أو إبنك و أخوك كذلك؟ أنا عن نفسي لا أرضى و لن أرضى بالدوس على روح و سأكون لها الصوت، لأن الطفولة أطهر مراحل الإنسان، فلنعيد لها الحياة.

ملاحظة :
أكثر من 30 ألف طفل ماتوا من وراء المجاعة التي اجتاحت الصومال.نداء إنساني للتبرع بمياه كبير/صغير الحجم ، مواد غذائية (حبوب ، عدس ، سكر، أرز ، الحليب المجفف، معلبات ، التون، حمص، اكياس فواكه مجففة، الفول,البازيلا والخضرا المعلبة……) أو بمبلغ مادي يمكننا من شراء المواد الغذائية بكمية كبيرة وبأسعار أفضل كى تؤمن لنا كمية أكبر للمساعدة .

السابق
العدو يحصن مسروقاته من أصحابها!!
التالي
دوريات للجيش واليونيفيل على “الأزرق