قبلان: الاعتدال طريق الأمن والسلام وما يجري سببه الظلم والتجني

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "الاعتدال طريق الأمن والاستقرار والسلام، وما يجري على الأرض في المناطق كافة سببه الظلم والتجني، وعلينا ان نفكر بكل جدية في أسباب ومنشأ ما يجري من حركات وتحركات على الأرض لنعالجها فنضع النقاط على الحروف، فإذا أردنا ان نعالج الأمور، فان علينا ان نعود إلى الجذور والأصول والمنابع الحقيقية، فالإسلام الكريم أمرنا بالعدل. فقال القرآن الكريم "اعدلوا فهو اقرب للتقوى" فالعمل الصحيح يتحقق بالعودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة اهل البيت، فلا يجوز ان نهمل الأمور، وعلينا ان نعالجها من جذورها ونعود أنفسنا على قول الحق والعمل في سبيل خلاص الإنسان من المشاحنات والانحرافات، ولقد جاء الإسلام ليبلسم الجروح ويرأب الصدع ويجمع الشتات ويتعامل مع الناس بصدقية وجدية، وشهر رمضان هو المناخ السليم والصحيح لعلاج الأمور، فالصوم جنة، والصبر طريق الخلاص، والإنسان خليفة الله على الأرض، والقرآن هو العاصم من الانزلاقات والاختراقات".

وأضاف قبلان: "علينا ان نتأمل مليا وجديا في العمل من اجل خلاص الإنسان من بؤر الفساد والانزلاق فنعالج الامور بدواء شاف يصحح المسار، ويطمئن البال، ويعمل في سبيل رفع مستوى الإنسان من كل عثرات وويلات ومطبات، وعلينا ان نعالج الأمور بكل ما اوتينا من قوة وحكمة وصبر وسعة صدر فنبتعد عن المزايدات والمناورات، ونسد الثغرات التي أودت بالإنسان إلى طريق منحرف وبعيد عن الصوابية والمصداقية والجدية".

دعا العرب والمسلمين إلى "ان يعودوا إلى جذورهم ودينهم وقرآنهم الذي هو شفاء من كل داء، فالقرآن دستور الامة، وتعاليمه تصحح مسيرتنا، فليخشع الإنسان، ويقوم بعمل يرضي الله وينفع الإنسانية، فالطمع داء دفين والزهد غنى كبير والوقوف على جادة الحق سلامة وأمان واطمئنان، وشهر رمضان هو شهر الله تعالى الذي يريد الخير لمخلوقاته وللبشرية التي تجسد الطموحات والخيارات الحقيقية لبناء مجتمع مبارك وفاضل وكريم، ونحن اذ نخاطب الصائمين فاننا نرتشف من تعاليم شهر الله تعالى لنعود إلى خلاص أنفسنا من كل حقد وضغينة، وعلينا ان نتعاون من كل المناطق فنعطي لكل ذي حق حقه ولا نسرق حقوق الاخرين، ولا نتأثر بالعوامل الخارجية فننصف انفسنا والاخرين".

وأكد "ان لبنان في حاجة إلى نهضة مباركة وكريمة، وعلينا ان ننصف أنفسنا بإعطاء الحق لأصحابه، ونبتعد عن كل طمع وجشع واستئثار، فنقلع عن الكيدية والسجالات العقيمة، ومن لبنان نخاطب الشعب العربي السوري كي يتحرك بهدوء وخشوع وحكمة، فبلادنا محاصرة من قبل العدو الإسرائيلي، وعلينا ان نفك الحصار عن بعضنا البعض فنعمل بنيات صادقة وقلوب خالصة تعمل لإخماد الفتن وإطفاء نار الحقد ويكون الحكام والشعب على ارض صلبة يتعاونون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، ان تقوى الله هي الزاد والعمل بأحكام شرع الله هي الدواء الشافي والحل الكافي لكل الأزمات فلا يأخذن الغضب والشطط أحدا، وعلينا ان نكون عقلاء منصفين نعمل لصالح البشرية والمجتمع".

وأكد "ان ما جرى في مجلس النواب من تشريعات وإصدار قوانين أمور جيدة جدا، ولكننا نأسف لعدم إقرار قانون تخفيض السنة السجينة إلى تسعة اشهر، ونطالب باقرار قانون جديد للعفو العام عن المساجين الذين يستحقون العفو العام فلا نظلم احدا من المسجونين، ويجب ان يحاكم الموقوفون، فلا يجوز استمرار توقيف المساجين دون محاكمة، ونحن لا نضمر الا الخير لكل إنسان وخاصة للمخطئين والمنحرفين، ونطلب من الله ان يغفر لهم ويصحح عملهم، وعليهم ان يعودوا إلى الله فيتوبوا من ذنوبهم ولا سيما ان التوبة هي الزاد لكل انسان".

وطالب قبلان اللبنانيين ب"المحافظة على الوضع العام في لبنان فينهجوا الطريق الصحيح الذي يوصل إلى السلامة والأمان، وعلينا ان نتصدى للعواصف بكل إمكاناتنا ونثبت أمامها، فما يجري في سوريا خطير، وما يحل بالبحرين من ظلم كبير، وما يدور في فلك ليبيا تفتيت للأرض العربية، وما يجري من محاكمات في مصر يلفت النظر ويعزز الإصلاح ويبشر بإنقاذ مصر، وعلى العرب والمسلمين ان يتحصنوا بوحدتهم وتعاونهم على الخير، ويكونوا يدا واحدة في مواجهة الاستعمار الجديد لبلادنا وأرضنا، فإسرائيل لا تزال تتربص الشر بنا، وهي تخطط لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية والقدس، وعلينا ان لا نكون في غفلة مما يجري في أرضنا فنكون يقظين من فتن ومكائد إسرائيل، وعلينا ان نكون بعون بعضنا ليكون الله بعوننا".

السابق
نيكولاييف: لاحترام سيادة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها
التالي
قبيسي: مؤسسات الدولة بدأت تنطلق لتحافظ على حق لبنان في ثرواته النفطية