السفير : ويليامز يحذر من الانزلاق إلى حرب

كتبت "السفير" تقول ، بين الجلسة الماراتونية لمجلس الوزراء أمس، والجلسة التشريعية الدسمة لمجلس النواب اليوم وغدا، تكون العجلة الحكومية ـ النيابية قد دارت بزخم بعد فترة طويلة من الركود والمراوحة، علما بأن جدول الاعمال المثقل للجلستين كشف عن وجود كمّ كبير من القضايا والملفات المتراكمة التي تحتاج الى حسم سريع، للتعويض عن "الوقت الضائع" والحد من كلفته العالية على المواطنين.
وفي حين أقر مجلس الوزراء اقتراح تحديد الحدود البحرية للبنان، مع تعديلات طفيفة، بعد إقراره في لجنة الاشغال العامة النيابية، قالت مصادر مطلعة لـ"السفير" ان هناك إمكانية لإدراج المشروع على جدول أعمال الجلسة التشريعية اليوم او غدا، وإلا فانه سيحال على جلسة الاربعاء المقبل في حال قرر الرئيس نجيب ميقاتي عرض المشروع المنجز على خبراء دوليين مختصين، لتأكيد المؤكد، وتأمين المزيد من الحصانة له.
وقد أبلغ الرئيس ميقاتي الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدة مايكل ويليامز، خلال لقائه به، "أن الحكومة اللبنانية أنجزت، بالتعاون مع المجلس النيابي، مشروعا لقانون تحديد المناطق البحرية بما يحفظ حقوق لبنان وواجباته، وسيتم إبلاغ المنظمة الدولية به فور إصداره". وشدد على أن "لبنان عازم على الدفاع عن حقوقه وصون سيادته بكل الوسائل المشروعة". وعبر عن قلقه من الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية وآخرها في منطقة الوزاني.
وقال ويليامز من جهته ان حادثة الوزاني كانت مقلقة جدا "والخبر الجيد أنه لم يصب أحد، أما السيئ فإننا لا نستطيع أن نتحمل أي حادثة مماثلة، إذ يمكن أن ننتقل من مثل هذه الحادثة إلى حرب في خلال ساعات قليلة".
حكوميا، وبعد ست ساعات من المداولات المتواصلة، تمكن مجلس الوزراء من انجاز 72 بندا من جدول اعمال مؤلف من 167 بندا بعدما استحوذت البنود المطروحة من خارج جدول الاعمال على المداولات. كما جرى البحث في تسريع انجاز موازنة العام 2011 والتحضير لموازنة العام 2012، لضبط كل الانفاق الحاصل خلافا للاصول حاليا.
واستغرق درس اقتراح تحديد الحدود البحرية للبنان حيزا واسعا من الوقت، لا سيما ان بعض الوزراء اعتبروا انه لا يكفي ان يكون هناك تفاهم بين رئيس الحكومة ولجنة الاشغال النيابية حول هذا الاقتراح حتى يتم إقراره تلقائيا، وبالتالي أصروا على مناقشته وعدم الاكتفاء بالاطلاع عليه، وانتهى البحث الى تعديل بعض الصياغات والتوافق على توصيف الاحداثيات المتعلقة بالنقاط البحرية وكيفية
احتسابها، من دون تحديدها، على ان يصار الى اصدارها لاحقا بمرسوم.
الى ذلك، أظهرت النقاشات لبنود جدول الاعمال الآثار السلبية التي تركها الشلل في العمل الحكومي خلال المرحلة الماضية على مفاصل الوزارات. وفي هذا الاطار، طرح وزير الاشغال غازي العريضي وجوب تأمين اعتمادات مالية ملحة للوزارة بغية تأهيل وتعبيد شبكات واسعة من الطرقات، ما زالت مجمدة منذ أيام الحكومة السابقة، فتمت الموافقة على الاعتمادات المطلوبة.
وأثار وزير الصحة علي حسن خليل افتقار الوزارة الى المال الضروري لتأمين حاجة المرضى الى الأدوية للأمراض المستعصية، وخصوصا السرطان، فجرت الاستجابة لطلبه.
وعندما طرح موضوع ملء بعض الشواغر في ملاكات مؤسسة كهرباء لبنان، اتسع النقاش ليطال مسألة احتدام أزمة انقطاع التيار الكهربائي وصرخات الناس المتصاعدة في مختلف المناطــق، واستقر الرأي على ضرورة ان يعرض وزير الطاقة جبران باسيل، وفق برنامج متدرج، الاحتياجات التطبيقية لخطة الحل التي سبق ان وضعها وأقرتها الحكومة السابقة، وذلك للسير في هذه الخطة مرحلة تلو الأخرى.
والى جانب الملفات الاجتماعية، حضرت عناوين سياسية واعلامية ساخنة، فتوقف الوزير علي قانصو عند قرار الرئيس الاميركي باراك أوباما تمديد العقوبات الاميركية المفروضة على عدد من الشخصيات اللبنانية، لافتا الانتباه الى ان قرار فرض العقوبات اتخذه الرئيس السابق جورج بوش بناء على اتهامات باطلة وُجهت الى تلك الشخصيات بتهديد الاستقرار، وذلك بهدف دعم حكومة فؤاد السنيورة آنذاك، ثم جاء أوباما ومدد العمل بهذا القرار، في تدخل سافر وغير مقبول في الشؤون اللبنانية، وتساءل: من نصّب أميركا وصية علينا حتى تحدد من يخل بالاستقرار ومن يحافظ عليه. وطالب بان يستدعي وزير الخارجية السفيرة الاميركية لينقل لها اعتراض لبنان على قرار أوباما.
وتوقف الوزير نقولا فتوش عند التحريض الذي تمارسه بعض وسائل الاعلام اللبنانية على سوريا، منتقدا هذا السلوك غير المسؤول الذي يتسبب بالاساءة الى العلاقة مع دولة شقيقة، وداعيا الى الالتزام بقانون الاعلام المرئي والمسموع.
وبينما تم تعيين غسان بيضون مديرا عاما للاستثمار في وزارة الطاقة، تطرق المجلس الى موضوع آلية التعيينات، وخصوصا في ما يتعلق بنسبة المفترض تعيينهم من خارج الادارة العامة، حيث ربط احد الوزراء بين هذا الامر وبين حقيقة ان اكثرية الطاقات والخبرات العلمية والكفاءات من داخل الملاك غادرت لبنان او احيلت على التقاعد، ما يؤثر على ملء الشغور في الادارات إذ لا توجد آلية للتعيين من خارج الملاك.
وتطرق مجلس الوزراء الى حادثة الوزاني وتصدي الجيش للاعتداء الاسرائيلي الجديد على السيادة اللبنانية، فأبلغ وزير الخارجية عدنان منصور المجلس ان لبنان سيتقدم اليوم بشكوى الى مجلس الامن الدولي ضد الاعتداء الاسرائيلي.
وفي رد غير مباشر على البيان الصادر عن الرئيس سعد الحريري بشأن الاحداث في سوريا، تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن وجوب ان تأخذ المواقف الصادرة عن القيادات اللبنانية في الاعتبار خصوصية الواقع اللبناني ووضع مصلحة لبنان فوق المصالح الاخرى.

السابق
المستقبل : عون يُبرّر للنظام السوري أفعاله ويعتبر “حقوق الإنسان” عنواناً تجارياً
التالي
النهار : الحكومة تتنحى للمجلس في قانون النفط