في لبنان إنترنت؟ نكتة!

 إذا أردتُ أن أحدّثكم عن الإنترنت في لبنان، أفكّر أوّلا هل وصلت هذه التكنولوجيا فِعلا إلينا. فالخدمة عندنا توحي أن لا إنترنت هنا. دقيقة. إثنتان. ثلاث. ربما أربع في بعض الأحيان. أنتظر الصفحة أن تطلّ، أن ألمح منها شيئا، ربما خطّا أو شريطا، كلمة. أفقد الأمل. أقفل الكمبيوتر. ألعن الساعة التي كذبوا فيها علينا وقالوا إن في لبنان إنترنت.

منذ فترة وأنا أعاني بسبب سرعة الإنترنت المتدنية جدا – أكرّر جدا. أتصل بالشركة التي تؤمّن لي الخدمة. أستوضِح الأمر.

"لقد حمّلتم 9 جيغا الشهر الفائت… تخطّيتم النسبة المسموح بها". تجيب موظفة. أستغرب قائلا: "أنا مشترك في خدمة التحميل "غير المحدود"، ويحقّ لي أن أحمّل قدر ما أشاء!".

"صحيح، لكنّكم بهذا أثّرتم في الشبكة". يأتي الرد. تعليل في غير مَحلّه، لا معنى له. تعليل لبناني (جميع الحقوق محفوظة!).

في تموز من السنة الماضية، سَنّت فنلندا قانونا يمنح مواطنيها الحق في الحصول على خدمة إنترنت "فائقة السرعة". هكذا، تكون شركات الإنترنت مُلزمة قانونا تأمين الخدمة بسرعة أدناها 1 مب/ثانية لكلّ المواطنين البالغ عددهم حوالى خمسة ملايين نسمة، على أن تصل هذه السرعة إلى 100 مب/ثانية كحد أدنى في حلول العام 2015. الإنترنت في فنلندا حَق، أمّا في لبنان، فقصاص.

متى تصبح الدولة اللبنانية قادرة على توفير أدنى ما يطلبه مواطنوها، ولا سيّما الشباب؟ 

السابق
كتاب مفتوح إلى وزير العدل
التالي
منصور شكا من شغور دبلوماسي وتعهد بتعيينات غير سياسية