الإفراط في تناول الكافيين يؤدي إلى تصلّب الشرايين

تُعد مادة الكافيين من أهم المواد الموجودة في المشروبات في شكل خاص وأكثرها شيوعا، وهو يدخل في الكثير من المشروبات الغازية والشاي، وليس فقط في القهوة. إختصاصية التغذية ميراي هبر كشفت لـ “الجمهورية” عن الكمية التي يجب الحصول عليها يوميا من هذه المادة، حسناتها وسيّئاتها، إضافة إلى الأشخاص الذين عليهم تجَنّبها. منذ اكتشاف مادة الكافيين في العام 1820، كثُرت الدراسات حول هذه المادة المستهلكة من قبل 90 في المئة من الأشخاص الراشدين.

تقول هبر: “لقد صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنّ مادة الكافيين هي من أكثر المواد المنبّهة المستهلكة في العالم، وهي معترف بأنها آمنة وقانونية، بعكس الكثير من المنشّطات العصبية الأخرى. ولا بد من الاشارة إلى أن الراشدين يحصلون على الكافيين بشكل كبير من خلال القهوة، أمّا الأطفال والمراهقين فيستهلكونها أكثر من المشروبات الغازية”.

وتضيف: “نجد الكافيين بمعدل 60 إلى 135 ملغ في فنجان (230 مل) من القهوة، 15 إلى 60 ملغ في كوب من الشاي، 38 إلى 55 ملغ في كل عبوّة (300 مل) من المشروبات الغازية، 80 ملغ في عبوّة المشروبات المنشّطة، 14 ملغ في كوب من شراب الكاكاو، و2 إلى 6 ملغ لكلّ 30 غ من الشوكولا. كما أن عددا كبيرا من الأدوية يحتوي هذه المادة، خصوصا الأدوية التي تخفّف الآلام”.

وتشير هبر إلى أنه “بعد مرور خمس دقائق من استهلاكه في المشروبات، يصل الكافيين إلى جميع أنسجة الجسم ويبلغ مفعوله الذروة بعد مرور نصف ساعة، على أن تتحلّل نصف كمية الكافيين في الجسم بعد 4 ساعات. يُذكر أن هذه المادة تتحلّل عند المدخّنين بسرعة أكبر، أمّا عند الحوامل والأطفال فتستغرق عملية التحَلّل وقتا أطول. ويحللّ الجسم كمية الكافيين التي يتناولها، باستثناء 3 في المئة فقط، فيتخلّص منها عبر البول. إذا، يجب إدراك أن مفعول الكافيين لا يتراكم من يوم إلى آخر”.

وتفيد: “تتحدّث العديد من الدراسات عن فوائد مادة الكافيين، إذا استخدمت باعتدال، أي من 35 إلى 350 ملغ في اليوم عند الراشدين الذين لا يعانون أيّ نوع من المشاكل الصحية، و300 ملغ عند النساء اللواتي هنّ على استعداد للحمل، و4 إلى 5 ملغ عند الأطفال. لكن في المقابل، ذكرت العديد من الدراسات مساوئ الاستخدام المفرط للكافيين”.

وتضيف: “من الإيجابيات المثبتة للكافيين، أنه يزيد الطاقة البدنية عند الرياضيين الذين يتناولونه بمعدل 330 ملغ قبل ساعة من بدء الرياضة، كما أنه يزيد من نسبة حَرق الدهون لديهم. وقد أقيمت دراسة أخرى شملت الطلّاب الجامعيين، حيث تبيّن أنّ 200 إلى 300 ملغ من الكافيين قبل الامتحان يساعد على التركيز والاستيعاب، كما يحسّن الذاكرة. أمّا تناول الكافيين بمعدّل 200 إلى 300 ملغ من قبل الأشخاص الذين يتعرّضون لضغط كبير، فهو يحسّن المزاج وردّات الفعل البصريّة ويخفف التعب. ولا بد من الإشارة إلى أن الأبحاث قد أظهرت أن فوائد القهوة يمكن أن تعود إلى المواد المضادة للأكسدة الموجودة قي القهوة، وليس الى الكافيين”.

وتقول هبر: “لكن في المقابل، إن تناول الكافيين بطريقة مفرطة يؤدي إلى صداع وقلق وارتعاش في اليدين، إضافة إلى الأرق. ولقد أشارت العديد من الدراسات الى أنه يسبّب ارتفاعا في ضغط الدم عند الأشخاص الذين يعانون أصلا مشاكل في الضغط، كما يتسبب بتصلّب الشرايين. نذكّر أيضا بأنّ الإفراط في تناوله يسبّب ارتفاعا في الكولستيرول، ويؤدّي إلى مشاكل عديدة في القلب، مثل تَسارُع دقّاته. ولن ننسى أيضا أن تناول أكثر من 350 ملغ منه يؤدي إلى الاعتياد على هذه المادة، ما يسبّب الصداع والتعب والتوتر والعصبية عند عدم الحصول على هذه الكمية”.

وتختم هبر: “إن الإفراط في استخدام مادة الكافيين يؤدي إلى عوارض جانبية، لذلك ننصح الأشخاص الذين لا يعانون مشاكل صحية بتناول المشروبات التي تحتوي الكافيين باعتدال. أمّا الحوامل والأطفال والمراهقين، والذين يعانون مشاكل في القلب وارتفاعا في الضغط، فعليهم الابتعاد عن هذه المادة وتجنّبها قدر المستطاع”.

السابق
المَسابح المُغلقة تعرّضكم للربو!
التالي
قانصو في تكريم طلاب في انصار: لقانون انتخابات يقوم على الدائرة الواسعة والنسبية