تاريخ شقرا… في 19 ألف صورة لمحمد العلي

"على ضفاف الذاكرة"، معرض جديد لأبناء بلدة شقرا (قضاء بنت جبيل) يحكي بالصور التاريخية والتراثية قصّة بلدة بأكملها، ويروي تاريخا يعود الى أكثر من مئة سنة. المعرض الذي تم افتتاحه في مدرسة شقرا الرسمية إعتمد على جهد فرديّ لمحمد العلي، بدعم من المجلس البلدي، وتضمّن صور الراحلين من أبناء البلدة، الذين تركوا بصماتهم المميّزة في ذاكرة البلدة ووجدانها.
19 ألف صورة جمعها محمد العلي خلال خمس سنوات، وعمل كما يقول على "أرشفتها في أقراص مدمجة، لأعرض ما تيسّر منها في معرضي السنوي هذا، بعد جهد مضني وتفرّغ كامل، إذ لم أترك منزلا أو مغتربا الاّ وقصدته لأحصل على ما لديه من الصور والحكايا القديمة، لذلك جمعت أيضاً حكايا البلدة وقصصها التاريخية، التي تؤرشف تاريخ البلدة من العام 1800، حتى بتّ أملك موسوعة تاريخية مقصوصة ومصوّرة معاً تمهيداً لتحقيق حلمي في اقامة متحف تراثي للبلدة".
من الصور واحدة للمدرّس الأول لطلاّب البلدة موسى الزين شرارة، وهو يعلّم الطلاّب بفيء شجرة السنديان المعمّرة في العام 1922، كما تذكّر بتاريخ المهاجر الأول في البلدة، وتركّز على تأثّر البلدة بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين في العام 1948، عندما اضطرّ العديد من أبناء البلدة الى الهجرة بحثاً عن الأمن والحياة الرغيدة.
ويبيّن محمد أنه "بات في استطاعة أبناء البلدة سيما من الجيل الجديد أن يشاهدوا صور أجدادهم وطريقة حياتهم وتقاليدهم وعاداتهم ما يسهم في التواصل بين الأجيال". كما يتضمّن المعرض فيلماً مصوّراً يحكي عن بلدة شقرا في الخمسينات، ليشاهد الأهالي البيت القديم وطريقة المعيشة وظروفها القاسية، ويحكي عن الطبيب الأوّل في شقرا، الذي كان يقصد البلدة قادماً من بلدة رميش، يحمل معه شنطة تحوي مقصّاً وحبوباً حمراء وبيضاء، ومعه أحد أبناء البلدة الذي يعينه على حمل الشنطة ويدلّه على المرضى، فيحصل المريض، بمرض صعب، على حبّة حمراء، والمصاب بمرض بسيط على حبّة بيضاء". ويذكّر العلي أن "في المعرض ما يشير الى دور عالم الدين الأساسي في حياة الأهالي، فهو كان يقوم بمهام وزارتي العدل والداخلية، ومرجع الأهالي في كلّ شؤونهم، كما نذكّر بتاريخ أوّل رئيس بلدية وشرطي بلدي، وأوّل بوسطة وصلت الى البلدة في العام 1953 وأول معصرة تدار بواسطة الحجر الصخري الكبير، وكانت توضع في ساحة البلدة في العام 1922".
وفي المعرض صور وجهاء البلدة، من الرّاحلين، الذين كانوا يجتمعون في الساحة العامة، لمناقشة قضايا البلدة وشؤونها وشجونها، ويذكّر بدور ساحة البلدة، الذي كان مركزاً لكل مناسبات البلدة، فتقام عليها الأعراس والأطراح، إضافة الى دورها التجاري.
ولا شكّ، وبحسب العلي دائما، أن "من أهم أهداف المعرض التركيز على دور الأهالي في مقاومة اسرائيل، منذ الرصاصة الأولى مروراً بأبرز المحطات الجهادية، وصور الشهداء المقاومين الذين تصدّوا للاحتلال الأسرائيلي ودورهم في تحرير الأرض والانسان وتصدّيهم للغزاة في تموز 2006".

السابق
الطيب اردوغان: “الثعلب التركي”
التالي
في تعريف الميقاتية: رعد يشتم المحكمة… وميقاتي يغازلها على CNN