شهر ينتظر البت بنفايات النبطية…معمل نفايات الكفور ليس الحل

أقامت شبكة مجموعات شبابية بالتعاون مع تجمع الجمعيات والهيئات المدنية في النبطية مؤتمرا حول أزمة النفايات الصلبة في المنطقة بحضور ممثل عن بلدية النبطية وبلدية كفرتبنيت، وحضور رؤساء الجمعيات البيئية والجمعيات الأهلية وحشد من المهتمين البيئين. أدار الحوار الدكتور ناجي قديح، في محاولة للتوصل لإستراتيجية معالجة فاعلة، خصوصا بعد الردود السلبية الكثيرة حول إنشاء معمل معالجة النفايات في خراج بلدة الكفور، والذي واجهه أهالي بلدة  الكفور وبلدة الشرقية بالمعارضة البارزة.
تطرق المؤتمر إلى الطرق المعتمدة حاليا في حل أزمة النفايات على صعيد لبنان، والنبطية تحديدا، مؤكدا الدكتور قديح أن طرق جمع النفايات ووضعها في أماكن عشوائية يزيد المشكلة تفاقما، بإعتبار أن ما نطلق عليه اليوم تسمية مطمر تختلف كثيرا عن مصطلح مكب، بحيث يحتاج المطمر لمواصفات علمية دقيقة، وتكوين هندسي محدد، ونظام لتجميع الغازات، وفي لبنان لا يوجد سوى مطمري الناعمة وزحلة ، مع عدم وجود نظام لتجميع الغازات، ما يشكل منهما مصدران للتلوث الهوائي طويل ألأمد، حتى بعد إقفالهما.
ما يحدث حاليا هو عملية تجميع للنفايات ووضعها في أماكن عشوائية لا تراعي مواصفات محددة،  من حيث إبتعاد المكب عن المنازل السكنية، إتجاه الريح،  بعده عن منابع المياه والأبار الجوفية. وما تعمد إليه معظم بلديات المنطقة بعد تجميع هذه النفايات هو حرقها، هذا الحرق العشوائي والغير مراقب، يشكل مصدرا لأسوء أنواع  الملوثات ، لأنه إحتراق غير كامل،  ينتج عنه عدد كبير جدا من الغازات الضارة.
إستعرض الحاضرون أمثلة واقعية لأنواع من المكبات الموجودة في منطقة النبطية، والتي كانت  مكبات عشوائية مشتتة في القرى، قبل أن يجمعها إتحاد بلديات الشقيف في مكب واحد في خراج بلدة كفرتبنيت – أرنون، هذا المكب الذي بدأ بحفرة كبيرة جدا وسرعان ما تحول إلى جبل من النفايات،  فمدينة النبطية فقط تنتج يوميا 40 طنا من النفايات، ما دفع ببلدية كفرتبنيت كما يقول رئيس اللجنة البيئية فيها أحمد ياسين:"  إلى وقف المكب للضغط على إتحاد بلديات الشقيف للشروع ببناء معمل النفايات في الكفور"، والذي موله الأتحاد الأوروبي بمنحة  قيمتها مليون يورو، تحتاج لشهر قادم حتى تنتهي صلاحيتها المجددة منذ فترة ما يقارب السنتين.
إختلفت المناقشات بين ممثلي البلديات وبين المهتمين بالشأن البيئي، وتنوعت الإتهامات حول توزيع المسؤوليات في معالجة هذه الأزمة، وفيما حمل كثيرون المسؤولية للأحزاب والسياسيين في منطقتنا، بإعتبارهم الكلمة الفصل، أكد الدكتور قديح أن المواطن مسؤول أيضا عن العمل ضمن ثقافة بيئية منزلية تبدأ من الأسرة، مشيرا إلى أن النسب الموزعة على أنواع النفايات المنزلية، تذهب بنسبة أربعين بالمئة إلى البلاستيك والزجاج والمعادن وما شابه، وستين بالمئة إلى المكونات العضوية الغذائية، والتي ترتكز المشكلة عليها، هذه النسبة هي التي يجب أن يعمل المواطنون على حلها من منازلهم، ليأتي دور المسؤولين من بلديات وجمعيات وسلطات رسمية.
قدم الدكتور ناجي قديح في ختام المؤتمر خلاصة توصل فيها إلى أن حل مشكلة النفايات يبدأ بحل مشكلة النفايات العضوية والتي تشكل نسبة 60 بالمئة ، بإعتبار أن النفايات الصلبة لا تشكل خطرا أو رائحة أو تلوثا، إذا فصلت ووضعت جانبا لفترات طويلة. مؤكدا أننا لو بدأنا فصل النفايات في منازلنا في سلتين، عضوي وغير عضوي، وقمنا بوضح برميل خاص مصمم بطريقة بسيطة وسهل جدا، وأمنا لها بعض الشروط البسيطة من ضوء وحرارة ورطوبة وتهوئة، لأمكننا بكل سهولة تصنيع "كومبوست" للنباتات في حدائقنا و شرفاتنا، ويعد من أفضل أنواع الكومبوست هذا الناتج عن النفايات العضوية النباتية .
على الصعيد الرسمي قدم الدكتور قديح إقتراح للبلديات ، إنشاء معمل كومبوست، شارحا كل تفاصيله المادية وكلفته الزهيدة  أمام ما يصرف من أموال، معتبرا أنه يقدم ربحا ويرد على خزينة البلدية مصدرا لمشاريع أخرى ويحل بالتالي الأزمة العالقة، مقدما نوعين من معامل الكومبوست الأول موجود في سينيق- صيدا، ولكنه يحتاج للكثير من شروط السلامة العامة، ويساهم في نسبة تلوث في الهواء كبيرة، لأنه يعتمد طريقة  المعالجة البيولوجية ، مقدما شرحا مفصلا لها ولسلبياته، ومقدما معملا يعمل بطريقة مختلفة كليا، بحيث لا يحتاج إلى تقنيات ومعدات كبيرة ومكلفة، ويتعامل مع المعالجة البكتيرية الهوائية, وينتج أفضل أنواع الكومبوست التي نستوردها من الخارج.

السابق
OTV: فرق الاطفاء تواجه صعوبة باخماد حريق مستودع البلاستيك بالاوزاعي
التالي
مطبّات الاسمنت والزفت تكافح الحوادث… بالحوادث