قبلان: للمداورة في الوظائف والمراكز الأولى بين الطوائف

  ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بتهنئة المسلمين واللبنانيين بذكرى ولادة الإمام المهدي في الخامس عشر من شعبان "حيث أشرقت الأرض بنور ربها، وعلينا إن نفرح بولادة الإمام المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، فتطمئن النفوس، وتهدأ بحكم الإمام المهدي الذي يقيم دولة الحق والإيمان، فهو يحقق الفرج للانسانية بخروجه، لذلك فان على المنتظرين لخروج الإمام المهدي ان يجددوا ولاءهم للائمة أهل البيت فيكونوا عاملين بنهجهم وتوجهاتهم فينعموا بولاية الإمام المهدي من خلال السير في رحابه لأنه امام العدل والإنصاف والحق، فهو بقية الله في أرضه وخاتم الأولياء، ينتظر الأمر من رب السماء، ويعمل بأوامر الله تعالى، ويبتعد عن نواهيه، فهو كاشف لهموم الناس، وعامل لإصلاح شأن الأمة يدعو إلى الخير، ويعمل لتوفير الأمان، والاطمئنان لكل الناس، فالأئمة دعاة إصلاح ويعملون لإعلاء كلمة الله تعالى ولا تأخذهم في الله لومة لائم، إن الامام المهدي يعمل من اجل احقاق الحق وازهاق الباطل يأتينا بوجه منير وسعة صدر وقلب منفتح يدعو المؤمنين إلى إصلاح الأمة، ويطالبهم ان يكونوا بعيدين عن الفظاظة والغلظة والأنانية عاملين لمصلحة الإنسان وكرامته وعزته، متصدين لأهل البدع والفساد والظلم فيكونوا، مصلحين متقين ملتزمين أوامر الله تعالى، متحلين بحسن الخلق ليكون همهم رضا الله تعالى والدعوة اليه من خلال الاستقامة والتقوى، فنعمل لصالح البلاد ولخير العباد، فنبتعد عن البغي والفساد والفتنة والضلالة، وتكون مسيرتنا سائرة على نهج رسول الله والأئمة الأطهار ليكون المؤمنون من أهل الورع والاستقامة والعدالة، فيلتزموا الكلام الطيب المصلح الذي يقرب ولا يبعد".

ودعا الشيخ قبلان المؤمنين إلى "إصلاح أمورهم بالعودة إلى تعاليم الدين ليكونوا خير منتظرين لظهور الامام المهدي حتى يلتحقوا بركبه ويسيروا على نهجه في محاربة الفساد والظلم والطغيان، وعلينا كمؤمنين ان نبقي تواصلنا قائما مع الله ليعجل بظهور الامام المهدي حتى يزهق الباطل ويحق الحق ويحارب الفساد والمنكر والبغي ويقيم العدل والإنصاف".

وأكد "ان الإمام المهدي هو خليفة الرحمن، وشريك القران، ومقيم دولة العدل والإيمان، وعلى المؤمنين ان يستعدوا ليكونوا من أصحاب الإمام المهدي العاملين تحت رايته في سبيل احقاق الحق لان الامام المهدي رجل الإنقاذ والصلاح والإصلاح، فهو امل المستضعفين والمحرومين في التخلص من الظلم والطغيان، وهو مخلص البشرية ومنقذها مما تعاني منه من ظلم وطغيان، فالإمام المهدي داعية سلام وكل قريب منه هو قريب من الله تعالى، وكل بعيد عنه بعيد عن الله لأنه إمام الإنس والجن الذي يحقق حلم الأنبياء والمرسلين والاولياء والصالحين في إقامة دولة الإيمان، وهو ينتظر امر الله تعالى في الخروج للقضاء على الشر والكفر والظلم والطغيان".

وشدد على "ان أهل البيت هم ضمانة في الدنيا والآخرة فهم خشبة خلاص الأمة من تمسك بها امن وهم سفينة نجاة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، وعلينا كمؤمنين ان نكون في رحاب أهل البيت فنسير على نهجهم ونترك مفاسد الدنيا وزينتها، ونتمسك بالحق لنكون من أهل الحق والصدق، وعلينا ان نظل مع أهل البيت لنكون من أهل الحق".

ورأى "ان بلادنا في حاجة إلى إصلاح يحتم ان نعود إلى الجذور فنعمل بأحكام الدين فنكون بعيدين عن الضوضاء والفوضى فنحب لله تعالى ونكره لله تعالى، ونكون في حذر ويقظة لما يتهدد بلادنا".

وطالب اللبنانيين "ان يتعاونوا لصون شعب لبنان وحماية أرضه وإبعاده عن الفوضى والفتن والارتجال فنعمل ليكون لبنان آمنا مستقرا في هدوء مستمر فنتعاون لما فيه مصلحة العباد وآمن البلاد ونبعد كل من يسيء إلى لبنان، لذلك فان خطف الاستونيين عمل مدان اذ أساء إلى سمعة لبنان ومن ارتكب عملية الاختطاف اضر بلبنان، وعلينا ان نحمي لبنان بالعدل والإنصاف ومحاربة الباطل".

وتساءل "لماذا لا تكون المراكز والوظائف العليا مداورة بين الطوائف، فلماذا تخصيص هذه الوظائف لجهة دون أخرى، لذلك يجب إن ننصف أصحاب الكفاءات بإعطائها حقها فنعطي السيف والقلم لصاحبهما من صاحب الاختصاص والخبرة والكفاءة فنتخلص من عقلية ابن الست وابن الجارية، لذلك يجب ان تتنازل كل الأطراف والطوائف لمصلحة لبنان، ونحن نطالب بالمساواة والإنصاف فتتم مداورة الوظائف بين كل الطوائف على أساس اختيار الكفاءات من المخلصين لوطنهم ولا تكون المراكز حكرا على طوائف معينة، وانا اريد ان تعمل الحكومة على إنصاف الناس دون إجحاف لحق احد".

وأكد قبلان "ان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى قطب رحب لأنه يجسد الطائفة الشيعية إذ يضم كل أطراف وأقطاب الطائفة الشيعية، وهو مؤسسة وطنية تحرص على مصلحة الوطن كما تحرص على مصلحة الطائفة، من هنا فإننا نطالب بالمداورة في الوظائف والمراكز الأولى بين كل الطوائف على أساس اختيار الأكفأ والأجدر من أصحاب الخبرة والنزاهة". 

السابق
حريق بين بلدتي عيتا الجبل وبيت ياحون وانفجار قنابل عنقودية
التالي
معن بشور: حين كانت العرقوب بوَّابة فلسطين