صبحية جمعية النور دعماً لمشغل الكفير ــ حاصبيا

أقامت «جمعية نور» للرعاية الصحية والاجتماعية قبل ظهر أمس، لقاءً تحت عنوان: «نور للتراث.. ترويقة وعرض أزياء»، وذلك في فندق «الحبتور» في سن الفيل، بحضور عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندة بري، ونقيبة المحامين أمل حداد، رئيسة المجلس النسائي اللبناني أمال شعراني، رئيسة تجمع النهضة النسائية منى فارس، عقيلة السفير السوري فيروز عبد الكريم علي، رئيسة الجمعية مارلين حردان وحشد من السيدات.

حردان
بعد كلمة ترحيبية ألقتها منى قاصوف، لفتت مارلين حردان إلى أن «الجنوب هو بوابة الوطن ومهد طفولة العلم والابداع، وعملت جمعية نور على تثبيت الانسان في أرضه، من خلال الخدمات الانسانية والاجتماعية والصحية».
وإذ أعلنت حردان عن إنشاء مستوصف للجمعية في بلدة حولا قريباً لتقديم الخدمات الصحية للأهالي في تلك المنطقة المقاومة والعزيزة، وجهت التحية «إلى المرأة الجنوبية الصامدة القوية، التي نعتز بها ونفرح بأننا نشاركها هذا الإنجاز الذّي عرض». وتابعت: «من الرائع أن تجتمع النساء اللبنانيات من أقصى البلد إلى أقصاه في «صبحية»، يتشاركن اللحظات، ما يثبت تضامنهن ووحدتهن».

بري
من جهتها، رحبت برّي بالحضور، وقالت في كلمة لها: «أتشرف في كل سنة أن التقي نساء جمعية نور الابداعية على مستوى الجنوب والجبل، وشعرت دائماً أن هناك إضافة مميزة في كل سنة، ليس فقط في التفاعل مع الانتاج الاجتماعي والثقافي والصحي، لكن أيضاً على مستوى كرة الثلج التي نراها تكبر يوماً بعد آخر، والسبب هو الجدية والمسؤولية في التعاطي مع كل هذه المؤسسات. واذا كان هناك من تميز لهذا النجاح فلأن وراءه سيدة متميزة هي الصديقة مارلين حردان. كما كان هذا الحب والوفاء والتفاعل من السيدات اللواتي انتظرن طويلا لمن يمدّ يد العون والتقدير للنساء المقاومات والمجاهدات في الجنوب. هذا الجنوب الذي صدّر الاستقرار والحب والوفاء، وعزّز الوطن على المستوى العام».

وتابعت: «اقول اليوم للمرأة والحكومة مجتمعة في المجلس النيابي لنيل الثقة، بات علينا تطوير آلية التحرر، وأدعو كل سيدات لبنان الى الوقوف مرة واحدة في اجتماع لبناني لإعلاء الصوت من أجل التوقف عن المشاريع المغيبة للمرأة، إهمال بات معيبا بحق الوطن وحق الاجيال، يجب أن تكون المرأة اللبنانية صورة جميلة وصنوا متحركاً أمام الرجل ومعه. هذا الاهمال المعيب بحق وطن كان له من المجاهدات والنساء اللواتي قدّمن الغالي والرخيص في سبيل أن يحيا».

ثم قدّمت الجمعية عباءة للسيدة بري من صنع سيدات الجمعية، وقدمت «فرقة صوايا للرقص الشعبي» لوحات فولكلورية، وعرضا بالسيف والترس. وشاركت الفنانة وعارضة الازياء السابقة كارلا بطرس مع بعض العارضات في استعراض للعباءات من صنع سيدات الجمعية.

الجنوب والحرمان
وعلى هامش اللقاء، اجرينا حواراً مع رئيسة الجميعة السيدة حردان، التي قالت في ردّ على سؤال حول اللقاء: «إنها مناسبة سنوية، وهي جزء من نشاط جمعية نور، الذي يختص بمشغل حاصبيا، وبالعودة إلى الجمعية، فقد تأسست منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وتهدف إلى مساعدة القرى الجنوبية خصوصاً، والقرى اللبنانية عموماً، على مختلف الأصعدة، فهي تضمّ أكثر من عشرة مستوصفات، ومشغلا يدويا، ومعملا لتحضير المونة الشتوية، إضافة إلى أنها تنظّم العديد من الأنشطة المساعدة للمرأة، حيث تهدف الجمعية إلى إيجاد فرص عمل لجميع السيدات الجنوبيات، وهي صديقة للمدارس الرسمية، وتعمل على دعم جميع القطاعات لتطوير مستوى المعيشة وتحسينها في القرى الجنوبية، وهذا طبعاً بدعمٍ مباشر من النائب أسعد حردان، فهو من يشجعنا على إكمال هذه المسيرة، إذ إنه مؤمن بالعمل الاجتماعي، ويعتبره صورة أخرى للعمل المقاوم، حيث يؤمن بدعم جميع قرى الجنوب ومساعدتها لكي يبقى اهلها متمسكين بالأرض ، وثمة تنسيق كامل بين جمعية نور وجميع مؤسسات الدولة».

وتابعت حردان ردّاً على سؤال حول مدى مظلومية المرأة الجنوبية: «إني أعتبر أن المرأة هي جزء من المجتمع، وهي تشكّل 50 % منه، على الرغم من أن القوانين اللبنانية لا تعترف بذلك، إلا أن جميع الوظائف أصبحت مشغولة من قبل المرأة، كما أنني أكره كلمة «مظلومة»، كونها تشعرني بالإحباط، ولا مكان للإحباط في قاموس جمعية نور، أما الجنوبية، فهي الأم والأخت والشهيدة، وهي الطبيبة ، ومديرة المدرسة والمربية والممرضة، هي صمدت واجتهدت، وكدّت أكثر من النساء في مناطق أخرى، وهي بالتالي قوية جداً، ونحن نقف إلى جانبها وندعمها في صمودها».

فعالية منذ البداية
من جهتها، وفي حديث خاص لـ«البناء»، أكّدت راعية الاحتفال السيدة رندة بري أنها واكبت أعمال جمعية نور منذ تأسيسها، وقالت: «على الرغم من كل الضغوطات التي تعرضت لها، بقيت جمعية نور مصرّة على الاستمرار والمتابعة، وأثبتت أنها جزءٌ من العملية الإقتصادية والفكرية والثقافية في المجتمع اللبناني، وظهر ذلك في أعمالها وخدماتها لا سيما في جنوب لبنان، حيث أثبتت جهودها الفعالة على جميع الأصعدة، وكانت اليد الحنون للصامدين، وباعثة التفاؤل بغدٍ أفضل، لكن وللأسف، فإن جمعيات كـ«نور» غير ملحوظة من قبل الدولة التي لا تدعم تشجيع المرأة، وخصوصاً الجنوبية التي تحافظ على التراث».

فرصة
بدورها، أثنت رئيسة تجمع النهضة النسائية منى فارس على عطاءات جمعية نور، وقالت في حديث إلى «البناء»: «إن جمعية نور، ككل عام تعمل على دعم المرأة بشكل فعال، وهي تتّبع المثل القائل: «بدل من أن تهديني كل يوم سمكة، علّمني كيف أصطاد»، فجمعية نور أعطت فرصة لجميع سيدات الجنوب أن يبرزن طاقتهن وأعمالهن، لكي يصبحن عنصراً فعالاً، وتسنح لهن الفرصة للمساهمة في القطاعين الصناعي والاقتصادي، ولو بشكل بسيط، فيصبحن منتجات فاعلات في المجتمع».

لقاء للوحدة

من جهتها، اعتبرت «أم مهدي»، من هيئة دعم المقاومة الإسلامية في حديث إلى «البناء» أن هذا اللقاء محطة مهمة مع السيدات في الدرجة الأولى،وقالت: «هو لقاءٌ على المعاناة وقضايا المجتمع اللبناني، هي «صبحية» تعبّر عن الوحدة اللبنانية في كل المدن، كما العرض اليوم (أمس)، هو أيضاً طريقة للتعبير عن إمكانيات المرأة اللبنانية على الابتكار والابداع من حيث الأعمال اليدوية والـ«آرتيزانا»، فهذا العمل هو دليل على نشاط النساء الكادحات في هذه الجمعية».
بدورها، اعتبرت رندة بعقليني أن فعالية «صبحية» جمعية نور، تكمن في أنها تجمع النساء من مختلف الطوائف ومن مختلف المناطق اللبنانية، وقالت: «إن جمعية نور عابرة لكل الطوائف، وأعطت المرأة الجنوبية فرصة لأن تكون منتجة وفعّالة، وقد أثبتت أن كل عمل إنساني لا يكون قولاً بل فعلاً».

مشهد مفرح
أما الأخت سيلاستي صقر مسؤولة ثانوية راهبات القلبين الأقدسين حاصبيا فقالت لـ«البناء»: «فرحت جداً بمشهد اليوم (أمس)، وهذا دليل على أهمية هذه الجمعية، وعلى الجهود التي تقدمها لجميع اللّبنانيين، نحن في حاجة إلى أن تكون جميع المؤسسات في لبنان على هذا القدر من العطاء، ونتمنى لـ«نور» النمو و الازدهار.

تجلي المشهد
والتقت «البناء» أيضاً السيدة فداء حردان التي قالت: «المرأة الجنوبية هي المناضلة المجاهدة، هي المقاومة من أجل حياة أفضل حرة مستقلة، وهي معطاء، ويتجلى ذلك في ما قدمته المرأة اليوم ضمن لقاء جمعية نور، ولعل الأشغال والعباءات التي عرضت، أبرزت أن المرأة تستطيع أن تنتج، وتستطيع أن تؤازر الرجل في بناء الأسرة، والحفاظ عليها».

فعل صمود
الصحافية وصاحبة مجلة «كواليس» فاطمة فقيه قالت لـ«البناء»: «بلادنا في تطور، والجنوب يتطور، والفضل في ذلك للمرأة، فهي زرعت الأرض، وهي التي ناضلت، وحاربت بأسلحتها البسيطة، إنما الفتاكة، وتكمن هذه الأسلحة في صمودها، وما أنشطة جمعية نور، إلا دعم للمرأة في هذا الصمود، لذلك أعتبر الجمعية مشاركة فاعلة في الصمود من خلال دعمها للقرى، إن في افتتاح المستوصفات، ودعم المدارس الرسمية، أو من خلال تعليم المرأة وتمكينها».

السابق
14 قرية تتنافس رياضياً في اتحاد جبل عامل
التالي
جزين تعاند الاهمال وتخطو نحو مشهد سياحي متجدد