كل البيئات حاضنة

حسناً فعل الامين العام في "حزب الله" باقراره بوجود عملاء لاميركا واسرائيل في داخل التنظيم الذي اعتبر الاعصى على الاختراق، والذي كان يوزع التهم يمينا ويسارا على شركاء في الوطن تبين ان في صفوف احزابهم عملاء، علما ان العمالة واحدة، وهي لسوريا كانت مفضوحة ويجاهر اهلها بها، كأن الخيانة تختلف اذا كانت مع صديق او مع عدو.

ما جرى مع "حزب الله" يجب الا يتحول شماتة او ما شابه، بل درس لكل القوى السياسية، وحتى الامنية والعسكرية، ان الاختراق حاصل في كل الميادين، وان كل البيئات "حاضنة"، ولكن لبعضها القدرة على ضبط الامور في داخله قبل ان تتسع وتنفلش، وربما كان لدى هذا البعض القدرة على اخفاء الامور- الحقائق وضبضبتها ومعالجتها في نطاق داخلي ضيق كما هي حال الحزب مثلا، في حين ان تفكك البنية التنظيمية لدى اخرين تجعلهم في موضع الشبهة والانكشاف اكثر، وتسمح للاجهزة بالتدخل المباشر، وحتى بالكشف عنهم دون تردد او حسابات محلية واقليمية تقيم لها الاجهزة وزنا.

ثم انه بعد الحديث الشهير عن "البيئة الحاضنة" تم توقيف العميد فايز كرم، وعدد من ضباط الجيش، وقوى امنية اخرى، قبل ان ينكشف امر داخل "حزب الله" نفسه، مما يؤكد ان البيئة اللبنانية واحدة، وتاريخها في هذا الامر واحد، ولا ضرورة لفتح ملفات من الثمانينات والاجتياح الاسرائيلي للبنان والاستقبالات ونثر الارز والتعامل، لانها تكشف كل البيئات الحاضنة لدى كل الطوائف والمناطق، ولا ضرورة للحديث عن عمالات اخرى، لنؤكد ان احزابنا كأسنان المشط.

السابق
النهار: مقاربتان داخل الحكومة حول المحكمة وإسرائيل تهدّد بشنّ هجوم على الجنوب
التالي
الاخبار: إسرائيل: صواريخ الأسد ستسقط بيد حزب اللّه