ماذا يقول الأميركيّون والفرنسيّون عن حكومة الرئيس ميقاتي؟

يختلف الموقف الأميركي عن الموقف الفرنسي في العديد من النقاط بشأن حكومة الرئيس ميقاتي الثانية، رغم انهما تلتقيان في «اظهار شعور الاحباط او الأسى من التشكيلة الحكومية ومن أنها قد تكون حكومة بشار الأسد وحزب الله».

فالاميركيون يتحدثون عن «احباط كبير من الحكومة وعن تخوفهم من الدور الذي ستقوم به لدعم النظام السوري المعرَّض للانهيار والعزلة، وان كانوا ينتظرون الصيغة الأخيرة للبيان الوزاري والخطوات العملية للحكومة ليحددوا موقفهم النهائي».

اما الفرنسيون ورغم شعورهم «ان هذه الحكومة هي حكومة بشار الأسد وحزب الله، فإنهم لا يعبرون عن احباطهم الكبير من التشكيلة بل يؤكدون العلاقة الجيدة مع رئيسها والاحترام والتقدير لعدد كبير من وزرائها، وهم ينتظرون مواقف الحكومة وأفعالها ليعلنوا الكلمة الفصل، مع انهم لن يتأخروا كثيراً في ارسال برقيات التهاني».

ويركز الاميركيون والفرنسيون كثيراً على ما يجري في سوريا وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني عادة وعلى موقف ودور حزب الله مستقبلاً، وهم يراقبون بشكل دقيق كل التطورات الحاصلة في لبنان وسوريا والعلاقة المستقبلية بينهما.

وفيما يتحدث الاميركيون «عن احتمال قيام الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي بخطوات سلبية تجاه الحكومة ولبنان اذا اتخذت مواقف غير مناسبة»، فإن «الفرنسيين يؤكدون استمرار العلاقة القوية مع لبنان وعدم توقف الدعم والمساعدات في كافة المجالات».

فماذا يقول المطلعون على المواقف الاميركية والفرنسية تجاه حكومة الرئيس ميقاتي؟ وكيف ينظر الاميركيون والفرنسيون لمستقبل التطورات في لبنان وسوريا والمنطقة؟

الأميركيون والفرنسيون والحكومة

بداية ماذا يقول الاميركيون والفرنسيون عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وماذا يتوقعون منها؟

مصادر دبلوماسية مطلعة على الموقف الاميركي تقول ان «تشكيلة الحكومة أشعرتنا بالاحباط لانها «حكومة سوريا وحلفائها وحزب الله» ولكن ذلك لا يعني اتخاذ موقف نهائي منها، فالموقف منها مرتبط بثلاثة أمور اساسية:

1- تشكيلة الحكومة وأعضاؤها.

2- مضمون البيان الوزاري.

3- أفعال الحكومة وأداؤها.

فليس هناك وسطيون في الحكومة لأن هؤلاء (اي الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والاستاذ وليد جنبلاط اصبحوا في جيب سوريا)، ونحن ننتظر ماذا ستفعل الحكومة على صعيد الالتزامات الدولية وخصوصاً القرار بين701 و1559 والمحكمة الدولية وكيفية التعاطي مع القرار الظني عندما سيصدر

»

وتوقعت المصادر «قيام الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي بخطوات سلبية تجاه الحكومة ولبنان إذا اتخذت خطوات سلبية ضد الالتزامات الدولية او ساعدت في الدفاع عن النظام السوري، لأن سوريا ستصبح مثل كوريا الشمالية وهناك شبه إجماع دولي للوقوف بوجه النظام السوري الذي يواجه شعبه.

واضافت المصادر «الحكومات اللبنانية ما بين 2005 و2011 كانت على علاقة جيدة مع الادارة الاميركية، ولذلك تلقت مساعدات بقيمة مليار رنصف مليار دولار من اجل المساعدة في بناء الدولة ومؤسساتها، واذا اتخذت الحكومة الجديدة مواقف غير مناسبة فانها قد تتعرض لخفض هذه المساعدات».

اما على الصعيد الفرنسي فمصادر دبلوماسية فرنسية في بيروت تقول «لم تكن التشكيلة الحكومية بالمستوى الذي نريده لكننا مع ذلك نحن حرصنا على العلاقة الجيدة مع الرئيس نجيب ميقاتي وحكومته وليس هناك أي تغيير في الموقف الفرنسي تجاه لبنان، لكننا سنراقب اداء الحكومة ومدى التزامها بالقرارات الدولية والمحكمة الدولية، وفي ضوء هذا الاداء سنحدد موقفنا، وفي الحكومة شخصيات محترمة وجيدة، لكن المهم كيف سيكون اداؤها وعلى أي اساس ستتخذ مواقفها. الرئيس ميقاتي مُقنع ومنطقي في مواقفه وعلاقتنا معه جيدة ولا مشكلة في هذا الاطار، لكن المهم كيف سيكون اداء الحكومة وكيف ستتصرف إزاء الأوضاع الداخلية والخارجية وتجاه المجتمع الدولي لانه في ضوء ذلك سنحدد مواقفنا وتحركاتنا، مع حرصنا على افضل العلاقات مع لبنان».

التوقعات حول لبنان وسوريا

لكن ماذا يقول الاميركيون والفرنسيون حول التوقعات المستقبلية على صعيد الوضع في لبنان وسوريا؟

يركز الاميركيون والفرنسيون كثيراً على قضية المحكمة الدولية واحتمال صدور القرار الظني بشأن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومع انهم لا يحددون توقيتاً حاسماً لصدور القرار الظني، فإنهم لا يستبعدون احتمال صدوره في النصف الأول من شهر تموز المقبل لأن من المفترض ان الاجراءات القانونية والعملية قد انتهت، لكن لا شيء نهائي في هذا المجال والمطلوب انتظار ما سيصدر لتحديد الموقف النهائي.

لكن القضية الأهم التي ستؤثر على الوضع اللبناني هي التطورات في سوريا. ويتساءل الفرنسيون عن موقف حزب الله مما يجري في سوريا وما هو الموقف الذي سيتخذ الحزب اذا تطورت الأمور بشكل سلبي، فهل سيعمد الحزب لتصعيد الموقف والاتجاه نحو تفجير الوضع؟ أم انه سيعمد للانكفاء الداخلي وحماية موقعه؟

ويؤكد الفرنسيون «ان الموقف الفرنسي من سوريا منسجم مع الموقف العام من الثورات العربية وخصوصاً في ليبيا واليمن ومصر، ففرنسا لا يمكن الا ان تكون مع الشعوب العربية وحرياتها والنظام السوري يجب ان يسرَّع الخطوات الاصلاحية. وان كنا لا نتوقع حصول عمليات عسكرية ضد النظام السوري نظراً إلى حساسية ذلك لكن سيتم زيادة العقوبات الأوروبية والعمل لحصول ادانة من المجتمع الدولي».

اما الاميركيون فهم يعتبرون «أن الوضع في سوريا دخل مرحلة جديدة ولا يمكن الرجوع الى الوراء فإما ان يتغير النظام او ان يسقط. وهناك تواصل مع المعارضين السوريين لكن ليس هناك معطيات عن أية علاقة مع الاخوان المسلمين او الحركات الاسلامية، مع اننا لا نخاف من وصول الاسلاميين للسلطة ما داموا اعتمدوا الخيار الديمقراطي، ويجب عدم تخويفنا من وجود السلفيين في سوريا».

ويؤكد الاميركيون «انهم يتابعون التطورات في الوطن العربي والعالم كله ينتظر ما سيحصل في مصر وتونس خلال الانتخابات المقبلة لان ذلك سيحدد مصير هاتين الدولتين».

ويعتبر الاميركيون «ان لبنان وسوريا يمران اليوم في مرحلة حساسة وصعبة. وعلى لبنان ان لا يدعم استمرار النظام السوري الذي قد يتعرض لعزلة دولية تشبه ما يجري في كوريا ولانه لا مصلحة للبنان بربط مصيره بمصير الوضع السوري».

وبالاجمال، فإن الاميركيين والفرنسيين يراقبون التطورات في لبنان وسوريا والمنطقة وهم يعتبرون أن الأيام المقبلة ستكون حساسة ودقيقة لأنها ستشهد تطورات هامة إن على صعيد المحكمة الدولية او ما يجري في سوريا أو لجهة الوضع الداخلي وكل هذه التطورات سيكون لها تأثير على الموقف الاميركي والفرنسي ازاء الحكومة اللبنانية.

السابق
بحر صور يحنّ إلى سكانه الأصليين
التالي
عواصم التحالف ترحّب بقرار أوباما