بيضون: تخوف “حزب الله” والتطورات السورية عجّلت التشكيل

 رأى الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "تخوّف قوى الثامن من آذار من عودة الرئيس سعد الحريري الى الحكم وتخوف "حزب الله" من التطورات الاقليمية سرّعا عملية تشكيل الحكومة"، واصفاً "خطوة رئيس مجلس النواب نبيه بري باعطاء مقعد شيعي في الحكومة للطائفة السنية بـ"الهدية المسمومة"، متوجهاً الى بري بالقول: "الطائفة الشيعية ليست اقطاعية وليست ملكاً لك ولأبيك".

وأعرب في حديث لـ موقع "المستقبل" الإلكتروني. عن تخوفه من ان "تكون خطوة الرئيس بري مقدمة لفرض وصاية السلاح على طرابلس ومدخلاً لحماية هذا التمثيل عبر ادخال مجموعات مسلحة اليها"، موضحاً "أن تصرفه هذا ليس تضحية بل املاء للقبول بالامر الواقع".

وقال: "هناك محاولة من الاكثرية الجديدة للخروج من المأزق الذي وقعت فيه. في الاسبوع الاخير قبل التشكيل كان واضحاً ان هذه الاكثرية ستتفكك، خصوصاً بعد الطريقة الترحيبية والمهمة التي استقبل بها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان، اضف الى ذلك الخوف من عودة الرئيس الحريري الى الحكم، ما يشكل ضربة كبيرة لـ"حزب الله" في الداخل والمحور الاقليمي في الخارج". اضاف: "هذه الامور دعت الى استعجال التشكيل والقيام بخطوات غير محسوبة كتوزير 7 اشخاص من الطائفة السنية و5 من الطائفة الشيعية".

وأشار في تعليقه على توقيت التشكيل الى "عناصر عدة لعبت دوراً في هذا الخصوص، اولها تخوف سوريا من تفكك الاكثرية وخسارة الورقة اللبنانية في الوقت الذي تنشغل فيه بالاوضاع الداخلية، وثانيها تخوف "حزب الله" من التطورات الاقليمية الامر الذي جعله يريد تأليف حكومة باي شكل من الاشكال"، وثالثها تخوف الرئيس نجيب ميقاتي من الانهيار الاقتصادي. إذ ان المؤشرات، خلال فترة الـ4 اشهر والنصف التي قضاها في المشاورات، كانت تدل على تراجع العجلة الاقتصادية، وبالتالي فإنه سيتحمل مسؤولية اي تدهور".

وعن تخلي الرئيس بري عن مقعد للطائفة السنّية اوضح بيضون " ان مصالح الرئيس بري الشخصية اكبر من مصالح الطائفة"، سائلاً: "لماذا وافق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وميقاتي على هذه الخطوة. كان من المفروض ايجاد مخارج اخرى.

وعما اذا كانت هناك ضغوط مورست على الرئيس سليمان للتوقيع على الحكومة، قال: "الرئيس سليمان وحتى ميقاتي قدما تراجعات كبيرة امام "حزب الله"، وهذا امر مستغرب إذ ان التطورات الاقليمية اضعفت الحزب ولم تقوّه وكان المفروض عدم مجاراة الحزب في طلباته".

وإذ وصف حكومة ميقاتي بأنها "حكومة اغتصاب للسلطة"، اكد ان "عمرها لن يطول لان فشلها واضح فهي لا ترتكز على الكفاءة بل الاستزلام والمحاصصة".

وعما اذا كان متخوفاً من ان تتجه الاكثرية الى اساليب كيدية،ختم قائلاً: "في العام 1998 كان هناك حضور عسكري ومخابراتي سوري ساعد النظام في ذلك الوقت الى الذهاب بالكيدية الى الآخر. اليوم لم يعد هناك حضور عسكري سوري. كما ان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون اضعف سياسياً من ان يمشي بالكيدية. و"حزب الله" اليوم في موقع حساس جداً. فمحاولته لفرض ارادته على البلد ادت الى عزلته".
 

السابق
الراي: القرار الاتهامي بنظر “حــزب الله” سيبقى حبراً على ورق
التالي
وزيـر العمل رجـح إنجـاز البيان الوزاري في 15 يوماً