قانـون اختيـاري لا يلغـي سلطـة الطوائـف على مريديها

في السابع والعشرين من شهر أيار الفائت، وقف وليم محفوض ونادين سمكو في السفارة اللبنانية في قبرص، ليسجلا زواجهما المدني الذي أتمّاه لتوّهما. دامت مدة انتظارهما حوالى نصف ساعة، التقيا خلالها بسبعة أزواج آخرين، وفدوا إلى السفارة لإتمام الغرض ذاته.

وبالأمس، وقف وليم ونادين في خيمة «شمل» المطالبة بإقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، في وسط بيروت، حيث زفهما مجموعة من الناشطين في المجال. فحمل الزوج السعيد، الورود الحمراء، وابتسما للصورة، وكانت جملتهما «الأوضح» مطلبياً، للحضور المشارك في نقاش حول القانون مع الدكتورة أوغاريت يونان: «السبعة أزواج الذين التقينا بهم، ليسوا إلا عينة عن عشرات يتزوجون مدنياً في قبرص، ودلالة على مدى حاجتنا لتشريع هذا الزواج في لبنان».

هنا تلفت رئيسة «جامعة اللاعنف في لبنان والعالم العربي» أوغاريت يونان إلى أن «العمل على إقرار القانون يتم بشكل منظم، ومنهجي، وعملية التوعية والضغط والخيمة المنصوبة في وسط بيروت ليست عشوائية، بل هي تأتي في إطار حملة الضغط والتوعية التي نفعّلها لنصل إلى مرادنا، وهو إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية في لبنان». وتكرر يونان، علماً أنها كتبت مشروع القانون الذي رفع إلى مجلس النواب، بمساهمة من الدكتور وليد صليبي، إن «عدم وجود قانون مدني في لبنان، هو أمر مخالف الدستور، وهو تقاعس من قبل الدولة ونوابها عن إتمام واجبها إتجاه المواطنين بإقرار قانون مدني اختياري لأحوالهم الشخصية، لكي يصبح هو القاعدة، ويضحى الاستثناء في تطبيق قوانين الطوائف والمذاهب، لمن يريدها لنفسه». وتعود يونان لتشير إلى أن مشروع القانون طرح كمشروع اختياري، أي أنه يحق للبناني أن يختاره أو الاستمرار بالخضوع لقانون طائفته، «وبهذا المعنى، لا يكون هدف القانون القضاء على الأحكام الدينية، بل تقديم بديل لمن يريد سواها».

بدوره، يشير صليبي، وهو شريك مؤسس في «جامعة اللاعنف»، إلى أن «بعض الكتل النيابية أبدت في الفترة الأخيرة اهتمامها بتــــأييد مشـــروع القانون، ولن نعلن نحن عـــن أسمائهم، بانتظار أن يظهروا هــم تأييدهم علناً، قريـباً جداً».
أما الناشط طوني داوود فشرح أن «واحدة من أبرز الأمور التي نحاول التركيز عليها في الخيمة هي توعية المواطنين لضرورة إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية، علماً أن اللبناني يتبع قانون طائفـــته من دون أن يتعرف إلى تفاصيله، ومن دون مناقشة المحتويات التي تحكم كل حياته منذ ولادتــه، وتفصل في زواجه وإرثه ومــوته».

السابق
الاخبار: ميقاتي: وعدونا بمعارضة سـلميّة!
التالي
من تحت الطاولة