اليونفيل لـ”جنوبية”: الانفجار لم يؤثر على حركتنا.. وعديدنا سيزيد هذا الشهر

من شارع جنوبي محلي إلى شارع عالمي وأوروبي بامتياز. إنه الشارع البحري الجنوبي لمدينة صور، الذي برزت أهميته بشكل اكبر من ذي قبل مع مجيء الآلاف من جنود قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل"، الذين أصبحت صور وجهتهم من حيث إقامة عائلاتهم الى إرتياد المطاعم والمقاهي وقضاء السهرات اليومية. لكن بعد الإنفجار الذي إستهدف الكتيبة الإيطالية عى المدخل الشمالي لمدينة صيدا نهار 27-5-2011، لوحظ تقلّص تحركاتهم في الجنوب عموما ومدينة صور خاصّة. ماهو السبب في ذلك؟ هل ستتأثر السياحة في الجنوب بعد إستهدافهم؟ وما هي القراءة السياسية لما جرى؟

موقع "جنوبية" قام ببعض الإتصالات لتقصّي الموضوع، فأشار مدير "إستراحة صور السياحية" حليم حدّاد الى أنّ إقبال قوات اليونيفيل على الإستراحة يمكن إعتباره جيد جدا، وفيما يتعلق بتخفيف تحركاتهم بعد الإنفجار الذي إستهدف الكتيبة الإيطالية علّق حدّاد: "من الطبيعي أن يتأثر وضع الجنوب لكنّه لم يؤثّر على حركة مجيء جنود اليونيفيل الى الإستراحة، فقد شهدنا الحركة نفسها كما من قبل في الأيام الأخيرة". ورجّح ذلك الى "العلاقة الطيبة بين الإستراحة واليونيفيل، قيادة وجنودا، والأمن والأمان اللذين يتأمّنان لهم داخل المنتجع، فهناك عقود عمل وعروض خاصة لهم".

بدوره أشاد رئيس اللجنة الإعلامية في بلدية صور خضر عكنان بـ"الدور المهم الذي تلعبه قوات اليونفيل في إنعاش السياحة في الجنوب"، وقال: "شهدت مدينة صور إنتعاشا إقتصاديا غير مسبوق بعد حرب تموز والتعزيزات التي شهدتها قوات اليونفيل من خلال زيادة عديدهم. والملحوظ أنّ عدد المطاعم زاد بنسبة 50 %"، وويضيف: "بعدما كان عدد المطاعم والمقاهي لا يتجاوز الاربعة على الشارع البحري، اليوم يفوق الـ15". وعما بعد غستهداف الكتيبة الإيطالية أجاب: "بعد الإنفجار الذي تعرّضت له الكتيبة الإيطالية خففت قوات اليونفيل من تنقلاتها والسهر في المطاعم والمقاهي، وقد أثّر هذا سلبا على أصحاب تلك المقاهي والمطاعم".

وتعليقاً على الاحداث ومدى تأثيرها على حركة أصحاب "القبعات الزرق" وإن كان هنالك اجراءات جديدة لجهة تغيير تعاطيهم مع الناس، سألت "جنوبية" نيراج سينغ، المسؤول الاعلامي لقوات اليونيفيل في الجنوب، فأجاب أنّ "لليونيفيل اجراءات امنية شاملة حتى من قبل الاعتداء، إذ ان خبراءنا الامنيين يراجعون دوماً ويجرون التغييرات اللازمة طبقا للمتطلبات. وما حدث مع الكتيبة الايطالية لا تؤثر على قدرات اليونيفيل العملية على الارض و بالتالي فإن عملياتنا ستستمر على الارض بالتنسيق الكامل مع القوات اللبنانية المسلحة".

وأشار سينغ إلى أن "تركيز اليونيفيل الرئيسي يقوم على تطبيق بنود القرار 1701 و تأدية المهام الموصى بها من مجلس الأمن". وقد أكدّ على "التعاون المشترك بين اليونيفيل والقوات اللبنانية المسلحة، وعلى التنسيق الكامل مع السلطات المحلية لتبادل المعلومات فيما يتعلق بالمسائل الأمنية سعياً لاستكمال الجهود المشتركة"، وأضاف :"إن اي تهديد لليونيفيل او نطاق عملها يكون موجها ضد مصلحتنا المشتركة لحفظ الأمن في الجنوب اللبناني،وتجنب اي خرق للقرار 1701".

وقد اعتبر أنه "على السلطات اللبنانية تقع المسؤولية الأولى لتطبيق القانون وحفظ الأمن ضمن نطاق عمليات اليونيفيل بما يتضمنه هذا من أمن الأشخاص والمعدات".

أما عن القراءة السياسية للواقع ومدى تأثير ما جرى على عديد قوات اليونيفيل في الجنوب قال: "نحن لن نقوم بالتكهنات في هذه المسائل، وهذا لن يكون تصرفا مسؤولا في هذه المرحلة، والتقديرات يجب ان تكون مبنية على وقائع مستندة الى تحقيقات جارية الآن لتحديد الحقائق والظروف المحيطة بهذا الاعتداء".

وأشار إلى أن "فريقي التحقيقات والطب الشرعي لليونيفيل يعملان الآن بتنسيق مع نظرائهم في الجيش اللبناني ونأمل بأن الاسراع في التحقيق سيؤدي الى تحديد هوية منفذي الاعتداء و جلبهم الى العدالة، وأكمل: "بالتالي من المهم ان نسمح للتحقيق ان يأخذ مجراه، لكن في هذا الوقت اي تصريح غير مبني على وقائع هو ضار للتحقيق".

أما عن عديد اليونيفيل أجاب:" لن يكون هنالك تغيير بالمجمل لعديد القوات العاملة في الجنوب والمحددة بقرار مجلس الأمن رقم 1701، لكن هناك تغييرات روتينية في تركيبة هذه القوات من حيث وحدات البلاد المشاركة. هذه التعديلات تتم عبر الامم المتحدة – قسم عمليات حفظ السلام، بالتشاور مع قوات البلاد المشاركة".

وأضاف سينغ: "هذه عملية مستمرة في كل مهمات قوات حفظ الامن في الأمم المتحدة، حيث ان عدد الوحدات المشاركة من دول معينة يتقلص بينما يزيد في وحدات دول أخرى، او تنضم وحدات جديدة لدول أخرى، على سبيل المثال. ستنضم خلال هذا الشهر وحدة ايرلندية جديدة، ووبالتالي فإن عدد القوات العاملة سوف يزيد هذا الشهر".

وختم سينغ: "لدينا الآن وحدات من 35 دولة مشاركة في اليونيفيل وهو اكبر عدد مشارك في تاريخ هذه المهمة، وهذا دليل على الدعم الكبير الذي تحظى به اليونيفيل من القوات المشاركة كما من المجتمع الدولي بشكل عام من اجل مهمته في جنوب لبنان".

السابق
قرى جنوبية درست وبادت واختفت
التالي
صور دعوة لانتخاب مفتي