كرامي:حماية بلدنا عبر تكاتفنا ودعم جيش قوي ومقاومة باسلة

 أصدرالرئيس عمر كرامي، اليوم بيانا، لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي الرابعة والعشرين في الأول من حزيران، جاء فيه: منذ أربع وعشرين، واليوم بعد أربع وعشرين… الهامة القامة تملأ المكان والزمان،
والموقف القاطع الصارخ كحد السيف، والمبدأ الذي دونه الدنيا وما فيها، والسماحة والزهد والتواضع…

لكأنك يا رشيد تطل من شرفات العلياء على وطنك الحبيب لبنان، وعلى مدينتك طرابلس، تلوح لها شوقا هو شوق الروح للروح… فترد عليك التحية نهر وفاء لا ينشف… وقلعة شموخ لا تنحني… وبساتين خير وعطاء… وبيوتا مفطورة على التقوى ومكارم الأخلاق.
لكأنك يا رشيد أنت من يتذكرنا في الأول من حزيران… ولكأنك خائف على لبنان… أن لا يبقى لبنان.. بل ذكرى لبنان.

لكأنك عارف يا رشيد… وأنت تلوح من شرفات العلياء… أن الأيدي مشغولة بالتصفيق لقاتلك… أو لأسياد قاتلك! وحسبك أن تلوح لك أيدي الأوفياء الباقين على العهد والنهج، الأمس واليوم، إلى آخر الأيام.

اليوم، وبعد أربع وعشرين عاما على إغتيال شهيد لبنان وفلسطين والعروبة رشيد كرامي، أراني أصارحكم كما كنت دائما… لا تحركني مصالح أو منافع… ولا تمنعني حسابات سياسية ومواقع وحكومات وانتخابات… لأقول لكم أننا في خطر، وان على الجميع مراجعة الذات والعقل والوجدان، إكراما لدماء شهدائنا، وصونا للكرامة، وحفظا لآخر ما يمكن حفظه من حقوق مهدورة وعيش كريم.

اليوم، لن أدخل في موضوع تأليف الحكومة، ولكنني أدعو وعلى عجل الى تأليف دولة.
لبنان انهار بدءا من عام 1975 بفعل الحروب الطائفية المريعة… ومن ثم التطبيق الغريب لاتفاق الطائف الذي أنجز السلم الأهلي ولكن هذا التطبيق الخاطئ كرس الانهيار الفعلي للدولة والمؤسسات.

واليوم تسير الدولة بخطى متسارعة الى ما يشبه التحلل الكامل… إذ لا قانون ولا مؤسسات ولا أعراف ولا دساتير ولا قضاء… بل تنعدم حتى شكليات الدولة بحدها الأدنى في كل المواقع.

اليوم علينا أن نلتقي، وأن نتفق على أن هذا النظام الطائفي المذهبي يجب التخلص منه، لبناء دولة جديدة يشعر بها أبناؤنا وأحفادنا بالأمن والعدل والمساواة.

اليوم علينا أن نلتقي ونتفق على أن حماية بلدنا تحتاج الى تكاتفنا ووقوفنا خلف جيش قوي ومقاومة باسلة.

اليوم علينا أن نعي أن الهجمة الأميركية ـ الإسرائيلية التي تستهدف عالمنا العربي تزداد شراسة وتستبيح كل المحرمات قتلا وتدميرا وتشريدا ومؤامرات. وها هي أميركا وإسرائيل تخوضان اليوم معركة عنيفة في الصراع مع العرب، بعد ما يقرب من قرن من الإذلال والاضعاف ونهب الثروات ووضع اليد على الموارد النفطية واغتصاب الحقوق، وبعد بذل الجهود الجبارة لتحويل أرض العروبة الى كيانات متناحرة ومجموعات متعصبة.
اليوم علينا أن نبقى متيقظين وأن نقف بالمرصاد لهذه الهجمة التي تحاول الاستفادة من كل ما يحدث في عالمنا العربي… في العراق أو مصر أو ليبيا أو تونس أو اليمن أو البحرين.

أما بالنسبة الى سوريا الشقيقة… فهناك استهداف لجبهات الصمود، عبر استعمال الأعداء لقدراتهم على استثمار براءات الشعوب ومحاولة استغلالها لزعزعة استقرارها وزرع الفوضى والفتنة واستعمال التطرف والعنف والاعلام لتحقيق هذا الهدف.

أخي رشيد

أنت من كان تحسين وضع لبنان وشعبه هدفا لك. أنت من آمن بالمؤسسات وعمل على انشائها. أنت من وقفت مع عدالة القضية الفلسطينية وضرورة السعي لاستعادة كافة الأراضي العربية المحتلة. حسبك أنك دفعت دمك ثمنا لقضية آمنت بها.
 

السابق
قاسم: ثمة استخدام سياسي للمؤسسات الدولية
التالي
يزبك: نريد دولة لا تميز