المستقبل: عون مستمر في حملته على الأمن الشرعي

في وقت تأكد أن التشكيل الحكوميّ باقٍ في الكوما، حتى إشعار آخر، واصل الإنقلابيّون هروبهم إلى الأمام، متغافلين عن مأزقهم الوخيم ومحرّضين على ما تبقى من معالم الدولة اللبنانية ومؤسّساتها وأجهزتها على خلفية العراضة الكاريكاتورية للوزير شربل نحّاس.

في موازاة ذلك، استمرت تداعيات الإعتداء على الدورية الإيطالية في اليونيفيل وبرز في هذا الإطار تأكيد من قيادتها بأن عديدها سيزداد الشهر القادم. في حين لم يتوانَ البعض إعلامياً عن التهديد بأنّ رسالة أمنية دموية جديدة في صدد الإعداد لمواكبة طبيعة المرحلة الإقليمية!

وأوضح الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ ان التحقيق في حادثة التفجير قائم والفرق الجنائية وفرق التحقيق التابعة لـاليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع نظرائها في الجيش اللبناني لتحديد كل الوقائع والظروف المحيطة بالحادثة. وأشار الى ان التحقيق يتقدم بشكل جيد ونأمل ان يؤدي هذا الى تحديد منفذي الاعتداء وجلبهم الى العدالة.

وأضاف أنّه من عدم المسؤولية التكهن بخلفيات هذا الموضوع في هذه المرحلة ويجب أن يكون تقييم اليونيفيل مبنياً على وقائع. وأوضح أننا لم نبلغ رسمياً بأي خفض لعديد الجنود الإيطاليين. وقال انه ليس هناك اي تغيير في العديد الاجمالي لقوة اليونيفيل وانتشارها والذي تم تحديده وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، ومن ضمن هذه القوة المحددة تحدث تغييرات روتينية في تشكيلات القوات. وكشف أن كتيبة ايرلندية ستنضم الى اليونيفيل في الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن عديد اليونيفيل في الشهر المقبل سيزداد على الأرض وحالياً لدينا 35 دولة مساهمة وهو الرقم الأعلى في عدد الدول المشاركة في تاريخ اليونيفيل وهذا دليل على الدعم القوي الذي تتمتع به من الدول المساهمة بالاضافة الى المجتمع الدولي بشكل عام لمهامها في جنوب لبنان.

وكان القائد العام للقوات الدولية جنوب الليطاني الجنرال البرتو اسارتا تفقد الجنود الستة المصابين في مستشفى حمود الجامعي في صيدا، وقال ان اليونيفيل اتخذت وتستمرّ اتخاذ الاجراءات الأمنية المناسبة لضمان سلامة وأمن عناصرها خلال تنفيذهم مهامهم.

وإذ عزت الوطن السورية هذا الكلام إلى مصدر سياسي رفيع، لفتت الى انه لا يمكن مقاربة هذا التفجير الا في هذا السياق. وتوقعت ان تزيد وتيرة هذه الرسائل الأمنية الدموية، كلّما أظهر هذا المحور إرادته الصلبة في التصدي لهذا المشروع. ورأت أن هذا التحدّي يتطلّب من لبنان تضامناً كاملاً مع سوريا في وجه المخططات التي تحاك ضدها.

الى ذلك، واصل رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون حملته على المدير العام لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف والمدير العام لقوى الأمن الداخليّ اللواء أشرف ريفي بالتناغم مع خطباء حزب الله. وفيما تحدّث عون عن سلطة ربما منعت وزير الداخلية من إتخاذ الإجراء التأديبي المناسب، معلناً أن يوسف هرب من لبنان اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي ان سلاح الدولة موزع بين أجهزة تحولت الى ميليشيا خاصة بفريق سياسي في لبنان. وعلى غراره، راح زميله في الكتلة، النائب علي فياض، يتحدّث عن تصعيد أمني وإرباك الساحة اللبنانية بهدف إرباك دور الأكثرية الجديدة وإظهاره كدور متلازم مع الفوضى والاضطراب لتخويف الناس من هذا الدور. كذلك، ذهب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الى القول بأن قضية الشبكة الثالثة في وزارة الاتصالات كشفت سقوط شعارات الفريق الآخر حول الدولة والعبور والوصول اليها، ليعود بعد ذلك إلى الكلام المعاد المكرّر حول أن أي توان عن المقاومة هو خطيئة.

في الملف الحكومي علمت المستقبل أنه لم تُجرَ أي اتصالات خلال الساعات الماضية بالنسبة الى تشكيل الحكومة، بين الأطراف المعنية بالتشكيل في الأكثرية الجديدة والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، إذ أن الأفق مقفل تماماً وكأن الموضوع، بحسب أوساط سياسية مطّلعة، تمّ سحبه من التداول.

ولفتت هذه الأوساط الى أن تلك الأطراف، اعتبرت كلام رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، حجّة لوقف القيام بأي خطوة، وكأنها تعتبر أن ذلك الكلام جعلها في حلّ من التجاوب مع الرئيس المكلّف.
وأشارت الى أن حلفاء جنبلاط الذين تناولهم في حديثه، لم يكونوا ممتنين مما جاء على لسانه. علماً ان جنبلاط تمكّن من أن يقول كلاماً لا يستطيع الرئيس المكلف قوله.
من جهة أخرى، يُعِدّ نواب 14 آذار لإصدار مرسوم جوّال في شأن التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حتى تشكيل الحكومة.

وتتحدث أوساط مطّلعة عن ضمان توقيع عشرين وزيراً على المرسوم، الذي سيصدر بعد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الى بيروت.
وهذا الإجراء الذي لا يُعدّ سابقة يُسهم في منع خلق أعراف متّصلة بحلول مجلس النواب مكان السلطة التنفيذية.

وأوضحت أوساط نيابية أن هذه الخطوة تدل على من يحرص على استقرار البلاد ومن لا يهمه هذا الاستقرار، إذ لن يتم القبول بأن يأخذ مجلس النواب مكان السلطة التنفيذية علماً أن أهمية هذا التمديد تكمن في المحافظة على الليرة ولا سيما عبر شخص يوحي بالثقة.

السابق
الفارق بين سوزان مبارك وسوزان تميم!
التالي
الأنوار: اليونيفيل تعلن عن تقدم التحقيق بالاعتداء على جنودها