العريضي:لا أحد يستطيع ان يتحكم بالقرارات وحده ويحكم لبنان

 افتتح وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي اليوم العلمي الثامن عشر لرابطة اطباء الاسنان في الضاحية الجنوبية، بالتعاون مع نقابة اطباء الاسنان في فندق روتانا – الحازمية، في حضور ممثل قائد الجيش العقيد الطبيب جوزيف مشاعة وعمداء كليات الجامعات اللبنانية واليسوعية والعربية وممثلين للنقابات.
بداية حيا العريضي الضاحية الجنوبية وأهلها ورجالها ومناضليها ومجاهديها لأنها موئل أحرار وفقهاء وعلماء وحكماء وانقياء وشهداء وواحة علم واطباء واساتذة جامعات ومحامين ومعلمين وعاملين ومجاهدين يكدون من اجل حياة كريمة وشريفة وعزيزة، وقال: ثمة جيل لا يعرف عن الضاحية الا القصف والاستهداف ولا يسمع بالضاحية او لم يسمع بالضاحية الا في بداية الحروب حتى الآن، حتى وسمها البعض انها ضاحية الارهاب وليست كذلك.
أضاف: الضاحية احدى اهم المناطق البيروتية التي كانت من أجمل مناطق بيروت وأعطت رجالا كبارا وكانت ملاذ عيش حقيقيا عندما تقول العيش المشترك لا اريد الدخول في الاسباب الاجتماعية منذ عقود من الزمن او الاسباب السياسية التي ادت الى هذا الواقع الاجتماعي في الضاحية امتدادا من الواقع الاجتماعي الذي فرضته سياسات الدولة في الارياف، وعندما اقول الارياف اتحدث عن ضواحي كل المدن وليس عند الضاحية الجنوبية لبيروت. الذين نزحوا من عكار الى المدن يعانون المعاناة نفسها والذين نزحوا من الجبل الى بيروت لديهم المعاناة نفسها ومن بعلبك الهرمل ومن الجنوب الى المدن وصيدا وصور، هذا يدخلنا في الاسباب السياسية التي ابدأ في الحديث عنها بتوجيه التحية الى المناضلين والمجاهدين في الضاحية وفي غيرها الذين اكرموا لبنان والجهاد وقدموا اغلى ما عندهم من اجل الحرية والكرامة والارض. تحية الى شهداء المقاومة ورجالها وكل الذين ساهموا وساندوا بالكلمة والموقف والطب في اي مكان من الامكنة باحتضان هذه الحالة الوطنية وهم لا ينتمون الى حزب وفئة وتيار واحد في لبنان.

وتابع: هذه ليست مرة الاولى التي اقف فيها بين اطباء الاسنان عموما واطباء الاسنان في الضاحية الجنوبية خصوصا. استمعت الى كلمات استوحي منها لاصل الى ما اريد قوله. هذا مشهد جميل عندما نرى الاطباء اصحاب مهنة يجتمعون وهم ينتمون الى فئات سياسية مختلفة في السياسة واحيانا بحدة وقسوة، لكن انتم تجتمعون هنا في مؤتمر علمي مهني تريدون من خلاله الارتقاء بالمهنة والعمل الى مستوى يرقى الى المستويات المتقدمة التي نراها في دول اخرى وتتابعون العلم والتقنية للاستناد اليها من أجل تطوير المهنة، وتساعدون الناس وترفعون الالم عنهم واحيانا تقتلعون الالم من الجذور، وكم نحن في حاجة الى سياسيين يرتقون بمهنتهم لان السياسي هو صاحب مهنة ويجب ان يكون في مهنته صاحب حرفة. كثر هم اصحاب مهنة لكنهم ليسوا محترفين. السياسي يجب ان يكون صاحب حرفة.

وقال: ما أجمل لقاء السياسيين حول مهنتهم، يكونوا محترفين يرفعون مستوى هذه المهنة لكي تبقى الحياة السياسية كبيرة ويبقى المستوى كبيرا والخطاب عاليا وراقيا ومتقدما ومطمئنا ويفتتح المجال امام البحث والتنقيب العلمي الموضوعي الهادىء لنصل جميعا في مقارباتنا ومناقشاتنا ومداخلاتنا الى تشخيص الحالة بشكل صحيح لننتقل الى تشخيص للحل بشكل صحيح، وليس ثمة حل لمشاكلنا الا بمثل هذا اللقاء والحرفية والبحث الدقيق والموضوعي العلمي لان الارتجال والتسرع والانفعال والتوتر والتخوين والتشكيك والتحدي والمزايدة والاتفاف والدوران والكذب والبحث عن مصالح خاصة لا يمكن باي شكل من الاشكال لاي فريق من الفرقاء ان نصل معه الى نتائج ايجابية تطمئن الناس ونستطيع ان نقتنع فعلا اننا ذاهبون الى رفع الهم والحرمان عن الناس واقتلاع اسباب هذه الازمات التي نعيشها من جذورها.

وتابع: أقول ذلك انطلاقا من هذا المشهد، لان المشهد السياسي مناقض تماما بلقائكم اليوم. أتمنى ان التقي شخصا يستطيع ان يقول لي شيئا مقنعا وفق معيار واحد في حياتنا العامة نعيشه اليوم في لبنان، بلد من دون معيار كل شيء مباح ومستباح، ولكل طرف او فريق او شخص او صاحب رأي معزوفته الخاصة. نكاد نصل الى مرحلة نعيش فيها، لا اقول يأسا إذ لو كنا في حالة يأس لما كنا في الموقع الذي نحن فيه، بل حالة اكتئاب كبير حول مصير ومستقبل لاننا نفتقد الى كبار ورجال وحرفيين. آمل ألا نصل الى هذه المرحلة ولكن استمرار الوضع على ما هو عليه فنحن واصلون وهذا اخطر ما يمكن ان نصل اليه لأننا نريد ان نتطلع دائما الى قادة نشعر بالاطمئنان اليهم ومعهم وبين بعضهم البعض لانهم جميعا مسؤولون عن لبنان، لان لبنان ليس لفريق ولا لطائفة او مذهب أو فئة، ولا يستطيع احد مهما امتلك من عناصر القوة ان يتحكم بالقرارات وان يحكم لبنان وحده. هذا هو لبنان وهذا هو الميزان اللبناني الذي يقاس، كما عرفنا كبار البلد دائما، بميزان الجوهرجي في المعادلة السياسية الداخلية اللبنانية، والذي لا يتقن التعاطي مع هذا الميزان ومعاييره وعياراته لا يستطيع ان يتعاطى السياسة في لبنان مهما تقدم مواقع ومراكز، هذه هي التجربة اللبنانية الفريدة.

أضاف العريضي: بحكم عملنا نلتقي بالسفراء ونقرأ لكل الذين مروا في لبنان، وطالما وجدنا ديبلوماسيين زاروا لبنان وتعلقوا به وفي نهاية خدمتهم اقاموا فيه. الكل يكتب من كل الاتجاهات السياسية، هذا بلد جميل وكل ديبلوماسي يعمل فيه يفهم كل ما يجري في العالم. يقولون تعلمنا في لبنان، وتعليقا على ذلك اقول لبنان يعلم لكن اللبنانيون لا يتعلمون. شيء مؤسف ان يتعلم الآخرون عندنا ويتعلمون منا وفينا وكأن بلدنا اصبح حقل تجارب ليتعلم الآخرون ويستفيدون، لذلك نتطلع بأمل كبير الى انجاز متواضع، تشكيل الحكومة، وشخصيا لست متوقعا حكومة استثنائية في تاريخ لبنان ستعالج المشاكل وتضع حدا لها.
وقال: هناك مشهد اليوم لا اعتقد ان احدا في لبنان من كل الاتجاهات السياسية ابدى ارتياحا له، ولا اعتقد ان احدا في لبنان من كل الاتجاهات السياسية الا وقال كلمة واحدة وهي أن المؤسسات انتهت وانهارت الدولة. هذا مشهد بشع ومقلق ويؤسس لانهيار المؤسسات. هل هذا ما نريد ونتطلع اليه؟ من هو المستفيد من هذا المشهد؟ هل التنافس والتنافر يبني مؤسسات امنية يجب ان تحمينا او داخل مؤسسة امنية حققت انجازات استثنائية في مواجهة شبكات العدو الاسرائيلي على مستوى التجسس والخلايا الارهابية والعمالة مع اسرائيل؟ هل هذه المؤسسات التي نطمئن اليها لتدير شؤوننا في كل مواقعنا؟ طبعا لا. أي خلل في عمل اي مؤسسة من المؤسسات ينعكس على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين لان المؤسسة وجدت لادارة شؤون الناس، هذه المؤسسات ليست موجودة لخدمة فريق او حزب او طائفة او تيار او منطقة.

وتابع: استمعت اليوم الى الانجازات التي تحققت وتعبر عن رؤية وتطلع وعمل جماعي على مستوى رابطة ونقابة. هذا جميل جدا، لكن انتم في النهاية تتعاطون مع مؤسسات الدولة وهي الراعية لكل شيء. اذا وصلنا الى هذا الواقع واستلمنا واستمر هذا التدحرج والانزلاق نحو الانهيار، يعني ذلك لن يسلم احد في لبنان في كل الاتجاهات. الذي يتطلع الى اسرائيل كعدو والى اميركا كالمتدخل في الشأن الداخلي اللبناني وضاغط على الشأن اللبناني لن يرتاح لان هذا الشأن والوضع سيكون هشا وبالتالي هذا يفتح الباب لتحقيق اغراض الآخرين، الذي يتطلع الى مشروع دولة لن يكون مرتاحا لما يجري، الذي يرى فريقا آخر يتدخل او يستهدف البلد، الذي لديه مشروع سياسي خاص على المستوى اللبناني، كل الاطراف اللبنانية متضررة. اي منطقة في لبنان لا تعاني مشكلة الحفر على الطرقات وتسبب وقوع ضحايا؟ انتم كاطباء تسمعون الصرخة كل يوم لعدم توفير الاموال للادوية المستعصية للناس.

أضاف: البطريرك الراعي منذ يومين اطلق صرخة لدفع الاموال للمدارس المجانية، ونحن اليوم على ابواب الامتحانات الرسمية، صناديق المدارس الرسمية لا مال فيها وشركات المياه والكهرباء ونحن على ابواب موسهم اصطياف. كل هذه الحالة في لبنان الى اين تصل فيها؟

وختم العريضي: المعاناة واحدة والهموم واحدة لكن الهم ليس واحدا والاهتمامات ليست واحدة، لذلك آمل ان نرى حكومة في اسرع وقت في الحدود التي اشترت اليها لكي نقف امام الهموم. هكذا نستطيع ان نعالج مشاكل الناس ونحد من الخسائر امام الاستحقاقات التي تواجهنا في الداخل وما ينتظرنا من الخارج.

بسام

وكان رئيس رابطة اطباء الاسنان في الضاحية الجنوبية الدكتور عبد النبي بسام ألقى كلمة أشار فيها إلى أن رابطة اطباء الاسنان في الضاحية الجنوبية أولت الشأن العلمي منذ انطلاقتها اهتماما مركزيا في سبيل إعلاء شأن المهنة وتقديم سبل المعرفة والتطور للزملاء وخصوصا انه في هذا الزمن المعاصر تتسارع الاكتشافات العلمية وطرق العلاج بوتيرة عاليه تفرض علينا ضرورة المتابعة والمواكبة لكل ما هو جديد للحفاظ على مستوى علاجي يليق بنا وبمهنتنا، وسيبقى هذا دأبنا وغايتنا على الرغم من بعض المحاولات للمقاطعة او المناكفة او المحاصرة، معتمدين على سلامة وايجابية توجهاتنا وانفتاحنا على جميع الزملاء الذين اثبتوا في كل المحطات اخلاصهم واحتضانهم ودعمهم لرابطتهم التي ستبقى الحصن المنيع لتجربة نقابية ومهنية ديموقراطية تتسع لكل الزملاء على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، طالما ان همنا مصلحة طبيب الاسنان ومستقبل المهنة.

وشكر للنقيب ومجلس النقابة واللجنة العلمية مساعدتهم ورعايتهم كل الانشطة العلمية التي تنظمها التجمعات والروابط والجمعيات العلمية، وشكر لكليات طب الاسنان في الجامعات اللبنانية واليسوعية والعربية الدور الاكاديمي الذي يضطلعون به لتبقى هذه الصروح منارة نعتز بها في هذا الشرق. وقال: لا بد من شكر معالي الاستاذ غازي العريضي رعايته الكريمة ليومنا العلمي، ونشكر أيضا المحاضرين الدكتور كريم قرباني والدكتور نيقولا نفاع والدكتورة منى زيتوني والشكر ايضا للشركات الراعية.

وختم بسام: في اجواء عيد المقاومة والتحرير، تحية للدم القاني المجبول بالارض يشرئب عاليا، فكل المدى مداه تلتقطه كل حبة تراب وتستقبله ملائكة السماء، هي المعادلة الذهبية الماسية المتالقة بين جيش وشعب ومقاومة. من هنا نرفع أسمى آيات التبريك للمقاومة، لسيدها الشامخ الرأس، صانع العزة والاباء، لشعبها، للارض، للوطن، كل الوطن الذي به وله نهدي هذا الانتصار العظيم.

ملاعب

ختاما ألقى نائب نقيب أطباء الأسنان الدكتور ياسر ملاعب كلمة أوضح فيها ان ما تقوم به الرابطة من جهد هو لمصلحة الاطباء، داعيا الجميع إلى الوقوف بجانب النقابة لتحسين أوضاع أنظمة وقوانين التأمين الصحي والتأمين على الحياة الذي اصبح لكل الاطباء وهو الزامي وإعطاء رخص العيادات الطبية بحسب التوزيع الجغرافي. 

السابق
السفير الايطالي: نريد جوابا من المسؤولين اللبنانيين عن الهجوم الارهابي
التالي
خريس اكد انعقاد الجلسة التشريعية