الموسوي: ما حصل في الاتصالات اعتداء على رئاسة الجمهورية

 أحيت مدينة صور والقرى المجاورة ذكرى أسبوع والدة الاستشهادي هيثم دبوق باحتفال أقيم في نادي الإمام الصادق في المدينة بحضور ممثل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشيخ علي جابر على رأس وفد من الأمانة العامة للحزب، كما حضر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس، المطرانين شكر الله نبيل الحاج وجورج بقعوني، ممثلين عن دار الفتوى في صور بالإضافة إلى علماء دين وفعاليات وشخصيات.

الموسوي

وألقى النائب الموسوي كلمة تناول فيها آخر التطورات ولا سيما منها حادثة مبنى الاتصالات، منتقدا بشدة إقدام أحد الأجهزة الأمنية على محاصرة المبنى ومحاولته الاعتداء على أحد الوزراء في حكومة تصريف الأعمال ورفضه الانصياع لأوامر وزير آخر حاول تصحيح الخلل، لكنه اضطر إلى الاستقالة بعد تمرد الضابط المسؤول، سائلا عما إذا كان ما جرى هو نموذج الدولة التي أرادوا منا أن نعبر إليها، وعما إذا كان هذا هو نموذج الدولة الذي ملأتم آذاننا صخبا وصراخا بأنكم تريدون إقامته في لبنان؟.

وأكد أن ما حصل لا علاقة له لا بتقاليد الدولة ولا بأعرافها، وأن ذلك زاد المعنيين بمقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائليين قناعة بالتمسك بسلاح المقاومة، وذلك بعد رؤيتهم أن أولئك الذين دأبوا على طلب تسلم مهمة الدفاع عن الوطن، يعتمدون هذا النموذج الميليشياوي المتمرد العصابوي وغير ذلك من نعوت وتسميات يمكن إطلاقها.

وأضاف الموسوي: ما رأيناه في مبنى الاتصالات يؤكد أن من كان يزعم أنه صاحب مشروع الدولة في لبنان لا علاقة له فعليا بإقامة هذا المشروع، بل ان مشروعه كان على الدوام السيطرة على موارد الدولة وتحويل مؤسساتها وأجهزتها وإداراتها إلى أجهزة ومؤسسات وشركات خاصة تابعة له تأتمر بأمره لا بأمر رئيس الجمهورية ولا وزير الداخلية ولا أي وزير آخر، معتبرا أن ما حصل هو اعتداء على مقام رئاسة الجمهورية وموقعها الذي أكد احترامه بحيث تم التعرض له إذ وبحسب النص الدستوري، يعتبر رئيس الجمهورية بعد تصريف الأعمال هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكن لم يتم احترام لا وزير ولا موقع ولا أي أحد، بل هذا هو نموذج دولتهم الذي يمنون النفس بإقامته في لبنان، لكن هيهات أن ينالوا ذلك إذ إن الدولة التي ستقوم في لبنان هي الدولة العادلة التي تعامل جميع أبنائها على أنهم متساوون في الحقوق والواجبات، فلا يضطرون إلى القيام بما يتجاوز القانون لأن ثمة من في هذا البلد سرق أموال الدولة من دون حسيب أو رقيب، ولافتا إلى أن نموذج الدولة الذي نعمل على إقامته هو الدولة القوية التي تستطيع بقدراتها الخاصة والذاتية أن تواجه العدوان الإسرائيلي على لبنان وأن تحافظ على حرية قرارها السياسي، وحين ذاك تبطل الحاجة الى اعتماد وسائل اخرى تقوم على المبادرة الشعبية.

وتابع قائلا: إذا كان العجز والفساد وعدم الكفاية قد اضطرنا إلى القيام بإجراء استثنائي في تكليف مجلس الإنماء والإعمار بالتخطيط والتنفيذ والتمويل لمشاريع إنشائية تمثل 82% من إنشاءات وأشغال الدولة اللبنانية، فلماذا تقيمون الدنيا ولا تقعدونها إذا قرر شعب أن يبادر إلى تحرير نفسه وأرضه بعدما رأى عجز الدولة وفسادها المستمرين حتى الآن؟.

وأكد الموسوي السعي لبناء الدولة العادلة القوية من خلال البدء بتشكيل حكومة وطنية تأخذ على عاتقها استعادة هيبة الدولة وحرمتها، مشددا على الجدية في تشكيل هذه الحكومة، وقائلا إنه يجب أن لا يعتري أحدا شك في إعلاننا الرغبة في ذلك، ويعرف الجميع في لبنان الجهود والمساعي التي بذلناها من أجل تذليل العقبات وما زلنا مستمرين في هذا المسعى، لكن يجب التمييز بين ممارسة ضغط لا نرغب في ممارسته ولا نستطيع ذلك على أي حليف، وبين الرغبة الجدية في تشكيل الحكومة، وعلاقتنا مع حلفائنا الكبار هي علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وهي لم تقم يوما على الضغط بمن فيهم حلفاؤنا الجدد الذين يعرفون تماما أننا استجبنا إلى اقتراحهم بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي.

وشدد على أن تشكيل الحكومة يمر فعلا عبر تذليل الضغوط الأميريكية والأوروبية التي تمارس من تحت الطاولة على عدد من المكلفين بتشكيل هذه الحكومة، تارة بالتهديد وطورا بالترغيب، وقال: إن تشكيل الحكومة يقتضي تذليل عقبات تتمثل في تركيبة هذه الحكومة وهذا ما نحن مستمرون في القيام به، لكن ذلك يفترض أيضا تذليل العقبة الأميريكية – الأوروبية التي تخير اللبنانيين بين حكومة يضعون يدهم عليها أو على الجزء الأكبر منها، وبين حالة شلل حكومي إجرائي في لبنان، ومشددا على وجوب أن تتبلور إرادة وطنية قوية تقف في حزم بمواجهة الضغوط الأجنبية من أجل تشكيل هذه الحكومة التي جدد التأكيد على المضي في مسعى تشكيلها، مبديا الثقة بقدرة اللبنانيين ولا سيما الأغلبية الجديدة على تشكيل حكومة بإرادتهم الذاتية، وليس كما تم تشكيل الحكومات السابقة بفعل تدخل في أكثر من مناسبة.

ولفت الموسوي إلى أن المواجهة التي يخوضها حزب الله هي مع الإدارة الأميركية وهو ما أعلنه بنفسه الرئيس الأمريكي، رئيس أقوى دولة في العالم، حين قال سنواجه حزب الله، مؤكدا أن هذه المواجهة بالنسبة للحزب كانت على الدوام موضع فخر واعتزاز لاعتقاده بأن الموقع الطبيعي لكل حركة نهوض أو تحرر أو مقاومة في العالم العربي والإسلامي ولا سيما إذا كانت إسلامية، هو ليس في موقع عقد الصفقات والتسويات مع الإدارة الأميركية، وإنما في موقع المواجهة مع الاستكبار الأميركي والنفوذ الأمريكي.

وأضاف: أما من يعقد الصفقات والتسويات فهو بالتأكيد يكون قد التبس عليه دوره أو فقد موقعه الذي كان ينبغي أن يكون فيه، وإن موقعنا الطبيعي هو أن نكون في مواجهة قوة امبراطورية تسعى إلى فرض هيمنتها على أمتنا من أجل نهب خيراتها، وفي مواجهة قوى عاتية تقدم الدعم والرعاية الكاملين للعدو الذي ارتكب بحق شعبنا أفظع المجازر، والذي ما زال يرتكبها محتلا أراضينا بعدما تمكنا من تحرير معظم الأراضي التي كانت محتلة، وإن موقعنا الطبيعي هو أن نواجه داعم الاحتلال والإرهاب، بل مرتكب ومقترف الاحتلال والإرهاب.

وتابع الموسوي قائلا: من هنا يجب أن نتوقف نحن اللبنانيين جميعا لندرك أن المواجهة التي يخوضها حزب الله، هي ليست مع هذا الطرف في لبنان أو ذاك، فقد يكون ثمة خلاف في الرأي في الموقف السياسي حول هذا الموضوع أو ذاك، لكن قضية حزب الله هي أنه يتعرض لهجمة أميريكية إسرائيلية تستهدف استئصاله لكسر إرادة المقاومة في الأمة، بحيث تكون تابعة للهيمنة الأمريكية وخاضعة أمام الاحتلال الإسرائيلي، لذا يجب أن تتوقف الأطراف جميعا عند ما قاله الرئيس الأميريكي وأن تسأل نفسها أي موقع تختار، ونحن لا نفرض على أحد مسبقا أن يكون معنا، ولسنا من القائلين بأن من ليس معنا فهو ضدنا، بل لعلنا من القائلين لمعادلة إن من ليس ضدنا فهو معنا، وهي معادلة ينبغي أن تنتبه إليها جميع الأطراف اللبنانية وأن تحدد خيارها في ما إذا كانت تريد أن تكون جزءا من الهجمات الأميريكية على شريك في الوطن، أو تختار أن تبتعد عن هذه الأدوات الأميركية.

وفي هذا الإطار، نوه النائب الموسوي بموقف وزير الشؤون الاجتماعية الذي ينتمي إلى فريق وحزب هو حزب خصم أو نختلف معه في السياسة، إذ أصدر بيانا رد فيه على السفارة الأميركية التي وجهت لوما إلى وزارته على ما وصفته بالتلكؤ في تقديم الإغاثة للنازحين السوريين، وقال في بيانه أولا إن الوزارة تدرك واجباتها من دون أن تحتاج إلى نصح من أحد أو إملاء من أحد، وهذا أمر جيد، وشدد ثانيا على التمييز بين التسييس في التعاطي مع مسألة النازحين وبين التعاطي الإنساني مع هذه المسألة.

وختم بالقول: واذ أنوه بهذا الموقف، فإني أسلط الضوء عليه لأقول ان بوسع الأطراف اللبنانية الأخرى التي تختلف معنا أن تميز نفسها عن الهجمة الأميريكية من دون أن تتخلى عن اختلافها السياسي معنا، ودعوتنا هذه تنطلق من رغبتنا في الحفاظ على طبيعة الصراع الحقيقية التي لم تكن يوما بيننا وبين أحد في لبنان صراعا مذهبيا أو طائفيا أو عرقيا أو ما إلى ذلك، ولطالما كان الصراع في لبنان صراعا في مواجهة المحتل الإسرائيلي ورغبة في تحرير القرار الوطني اللبناني من الهيمنة الأميركية والهيمنة الغربية، مؤكدا الثقة بالقدرة على خوض هذه المواجهة والانتصار فيها. 

السابق
الصفدي:على سليمان دعوة أركان الحوار إلى إيجاد مخرج وطني
التالي
قباني: استهداف اليونيفيل عمل اجرامي