يبلغ عدد السكان المسجلين في الجنوب اللبناني، وفقاً لـ”الدولية للمعلومات”، أكثر من مليون و125 ألف نسمة، لكن يقيم في الجنوب، وفقا لإحصاء خاصّ قامت به “جنوبية”، كحدّ أقصى، 500 ألف نسمة، أي أنّ أكثر من ثلاثة أرباع سكان الجنوب يعيشون خارجه، بين بيروت وضواحيها، وبين بلاد الإغتراب.
وبسبب غياب النسب الرسمية والدراسات الجدّة التي توضح وتؤكد عدد السكان المقيمين في الجنوب، قامت “جنوبية” بالبحث عن هذه النسب في المدن الجنوبية الأساسية، والقرى المحيطة فيها، لإظهار الحجم الحقيقي للسكان المقيمين في قراهم وخارج حدود قيود نفوسهم أو البلد كلّه.
في صيدا عاصمة الجنوب ومركز المحافطة، يقدر عدد السكان المقيمين، من لبنانيين وفلسطينيين، بـ200 ألف نسمة تقريباً، نصفهم فلسطينيين، إذا صدّقنا تقديرات تقول إنّ عدد سكان مخيم عين الحلوة بات يداني المئة ألف. ومعظم السكان ينتمون إلى الطائفة السنية. لكن يعيش أيضاً شيعة وآخؤون من مختلف الطوائف المسيحية، لكن بأعداد قليلة. ويقدر عدد المغتربين الصيداويين خارج لبنان، والعاملين خارج المدينة، بنحو 75 الف نسمة، غالبيتهم من الشباب. هذا رغم أن صيدا مدينة!
أما مرجعيون، التي تتميّز بتنوعها الطائفي، مع أغلبية مسيحية، لاسيما الأرثودوكس، بـ46 %، ويليهم الكاثوليك والسنة، مع أقلية من الموارنة والأرمن والشيعة، فقد أكدّ مختارها كامل رزوق لـ”جنوبية” أن الإحصاء الأخير للبلدة قد صدر منذ ستة أشهر، وحدد فيه عدد سكانها الأساسيين بـ9,900 نسمة، منهم 1700 مقيمين فيها في فصل الشتاء، يرتفع عددهم إلى الـ2500 نسمة صيفاً بعد عودة المغتربين، والذين يقدر عددهم بنصف عدد المقيمين، أي 5000 نسمة تقريباً.
ناصر سحمراني، أحد مخاتير صور، التي يغلب عليها الطابع الأثري والسياحي بسبب شاطئها والمعالم الأثرية الكثيرة ومراكز الترفيه والمطاعم العديدة المنتشرة في كل شارع من شوارعها، صور هذه يقدر سحمراني عدد السكان المسجلين في دائرة نفوسها بأكثر من 53 ألف نسمة، منهم نحو 10 الآف يقيمون خارجها، موزعون بين بيروت والإغتراب.
70 % من سكان صور ينتمون إلى الطائفة الشيعية و20% الى الطائفة السنية، والباقون يتوزعون بين أقليات تعش في هدوء وألفة بعيداً عن المشاكل السياسية المنتشرة في مختلف المدن اللبنانية.
أما عدد سكان حاصبياً فيقدرهم نائب رئيس بلديتها يوسف أبو صالح بـ12 ألف نسمة، منهم 8,400 ناخب. وبحسبه يقيم 8000 في المدينة والباقون ينقسمون بين مغتربين ومقيمين في العاصمة بيروت. والبلدة ذات أكثرية درزية (6,360 نسمة)، ويعيش فيها أيضاً من الطائفة السنية نحو 840 نسمة ونحو 1200 مسيحيا.
لا يختلف هذا المشهد وهذه النسب في مختلف القرى الجنوبية، ففي منطقة العديسة ذات الطابع الشيعي يقيم 4000 نسمة من أصل 9000، أي أن ثلاثة أرباع سكانها مقيمون بشكل دائم في بيروت والخارج ولا يزورون القرية إلا في فصل الصيف وأيام العطل.
بينما في منطقة الهبارية، التي 100 % سكانها من الطائفة السنية وفقاً لرئيس بلديتها عطوي محمد عطوي، فهناك 2000 مغترب من أصل 5500 نسمة، منهم 1500 فقط مقيمون في المنطقة والباقن في بيروت. ولا يزورها سكانها إلاّ في المناسبات وأيام الصيف فقط، كما سابقتها.
لنصل إلى بلدة كوكبا الحاصبانية، وهي قرية صغيرة مسيحية في مثلث شيعي سني درزي بين حاصبيا ومرجعيون. كوكبا هذه يعيش سكانها على زراعة الزيتون والتجارة البسيطة، ويوضح رئيس بلديتها سليم إبراهيم أن عدد المقيمين فيها يتراوح بين 600 و700 في حدّه الأقصى، من أصل ما يقارب الـ2700 نسمة، أما الباقون فنصفهم في بلاد الإغتراب ونصفهم الآخر نزح واستقر في العاصمة.
وليس بعيدا عنها بلدة عين جرفة، في القضاء نفسه، وهي قرية درزية صافية، ومن البلدات القليلة التي يبلغ عدد سكانها الدائمين حوالي 1550 نسمة من أصل 1600 تقريباً، أي أن عدد المغتربين فيها قليل جدا، على ما أكد مختارها سالم غازية.
هذه هي حال مختصرة عن 178 مدينة وقرية جنوبية، تبدأ من عاصمته صيدا لنصل إلى الحدود الغربية في الناقورة وتلك الشرقية في حاصبيا. بلاد متميّزة بتنوعها الطائفي، تتوزع فيها وفقاً لنقابة المستشفيات 22 مستشفى تنتشر في مدنها الأساسية، و225 مدرسة بحسب وزير التربية والتعليم.
وإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة، يتبين أنّه من أصل نحو 300 ألف أحصيناهم في صيدا وصور وحاصبيا والعديسة والهبارية ومرجعيون وكوكبا وعين جرفة، يقيم في البلدات والمدن نحو 125 ألفا، فإذا أسقطنا هذه النسبة على بقية البلدات والمدن، التي تتشابه من حيث التوزيع الطائفي والجغرافي، سينكتشف أنّ المقيمين في الجنوب لا يتجاوزن الأبعين في المئة، أي أنّه من مليون و125 ألفا، لن يزيد عدد المقيمين فعلا عن 467 ألفا.
ثلثا الجنوب فارغ إذا.