صلاة فلسطينيّة لم تحصل في مارون الراس

لم يشبه نهار مارون الراس، أمس، ما كان عليه الأسبوع الماضي. كان نهاراً هادئاً بامتياز، رغم توقعات الأهالي هناك وفي بنت جبيل، بأن يكون الجنوب هذه «الجمعة» أيضاً على موعدٍ مع اللاجئين الفلسطينيين، بعدما سرت في الأيام الأخيرة أخبار عن أن هؤلاء سيؤدّون صلاة الجمعة حيث سقط 12 شهيداً، قد يليها اعتصام تكريمي لهم.

لكن خابت كل التوقعات؛ فالهدوء في مارون سيطر على كل شيء؛ إذ كانت يوميات السكان والزائرين عادية، وربما «أكثر من عادية»، كما يجمع الكثيرون. ثمة شيء واحد مخالف ليوميات المنطقة الحدودية، هو الانتشار الكثيف لعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، الذين حلّوا على حين غفلة على المنطقة. أما السبب، فيقول الأهالي «ربمّا تحسباً لأي طارئ قد يحدث». وبحسب مصدر أمني، «استنفرت القوى الأمنية عدداً من قواتها في بلدة مارون الرّاس، اعتقاداً منها أنّ حشداً فلسطينياً قد يصل لأداء الصلاة في المكان نفسه الذي اعتصم فيه الآلاف يوم الأحد الماضي، لكننا فوجئنا بأنّه لا أحد أتى. لذلك، لم يكن أمامنا خيار سوى الانتظار بعض الوقت».

«الحياة طبيعية في مارون»، يقول أحد العابرين، ثم يكمل بعد صمت قصير، قائلاً: «يعني لولا هالطلعات الجوية الإسرائيلية والآليات التي تسير على طول الحدود». ما يقوله الرجل يبدو واضحاً؛ إذ استأنف الكل عملهم، فالحديقة العامة في البلدة مقابل مستعمرة «أفيفيم» الإسرائيلية، لم تنقطع عن استقبال الزوار، من بينهم عدد من طلاب المدارس والثانويات الرسمية، «ربما لمشاركة الفلسطينيين في الصلاة»، يقول عادل قازان، وهو آتٍ من بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون «للمشاركة معهم». وثمة أسباب أخرى؛ إذ يقول الشاب إيهاب حمدان، من بلدة ميس الجبل، إنّ «ما حصل في مارون الراس زاد من عدد الذين يقصدون الحديقة العامة، على مقربة من مكان اعتصام الأحد الماضي، وخصوصاً بعدما باتت للمكان رمزية، فهم ما عادوا يخافون على أنفسهم، بل يتحمسون للمجيء والمشاركة في أي نشاط قد تشهده المنطقة». ويعطي دليلاً على قوله، فيشير إلى أن «الحديقة هنا هي أقرب مكان إلى الحدود». لكن، لحسين كرنيب ابن مارون الراس رأي آخر، فهذا الأخير توقّع «تدنّي عدد زوار مارون الراس وحديقتها العامة بعد ما حصل يوم الأحد الماضي، لكننا فوجئنا بحضور العشرات من الأهالي من خارج المنطقة، منهم الكثير من طلاب المدارس». ويعلّق بقوله: «على ما يبدو، ما قبل مارون الراس لا يشبه ما بعد مارون، فقاصدو المدينة باتوا يفوقون عدد أبنائها بكثير». ويختم بالقول: «ربما لأنها أقرب نقطة إلى الحدود، وبدهم يحطّو على عين إسرائيل».

السابق
السعودي بحث ترميم مواقع أثرية وسياحية
التالي
أزمة نفايات النبطية… مَكانك راوِح