المستقبل: 14 آذار تحذّر من جعل أرض لبنانية أرضاً للأزمة السورية

بعد الإضراب الشامل للقطاع التربوي أمس، وما يلوح في الأفق من تداعيات خطيرة لحركة الشارع، جراء عجز فريق 8 آذار عن تأليف الحكومة الجديدة، تصدت حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس سعد الحريري لوجع الناس، ونجحت في سحب فتيل إضراب السائقين العموميين الذي كان مقرراً اليوم، وتم تعليقه بقرار من اتحادات النقل البري، بعد الاستجابة لمبادرة وزيرة المال ريا الحسن إلى تأمين الدعم لكل سائق سيارة عمومية أو صاحب شاحنة بقيمة 12 صفيحة بنزين ونصف الصفيحة شهرياً لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد لثلاثة أشهر أخرى في حال استمر التأخير في تأليف الحكومة برعاية فريق 8 آذار، أو في حال عدم انخفاض سعر صفيحة البنزين إلى ما دون الـ25 ألف ليرة لبنانية.

وجاء هذه الإنجاز الذي حققته حكومة الرئيس الحريري لينقذ البلاد من إضراب كان يمكن أن ينحرف عن مساره، في وقت تستمر الأزمة الحكومية، من دون أن ترفّ جفون أقطاب فريق 8 آذار المتلهين عن حاجات الناس بتقاسم الجبنة الحكومية، رغم ما يصيب البلاد والعباد من أزمات معيشية واقتصادية وأمنية، ليس آخرها الوضع في الشمال، في ضوء عمليات النزوح من سوريا إلى منطقة وادي خالد.

وفيما تستمر المراوحة الحكومية، لم ينجح رئيس مجلس النواب نبيه بري في تمرير اقتراحه بعقد جلسة تشريعية، بحجة ملء الفراغ الناجم عن تأخير تشكيل الحكومة، بغية التمديد لعمل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والعفو عن سجناء على خلفية الأحداث السياسية والمطلبية في سجن رومية، فلم تخرج هيئة مكتب المجلس بعد اجتماعها بقرار يسمح بعقد الجلسة، في ظل انقسام الآراء في ساحة النجمة، لا سيما مع إعلان كتلة المستقبل النيابية عدم المشاركة في أي جلسة تنال من صلاحيات الرئاسة الثالثة، وتأكيد نوابها مع الحلفاء في 14 آذار أن هذا الاقتراح غير دستوري.

وعلى هذا الأساس، رسا الاتفاق على إمهال النواب 10 أيام للتشاور في محاولة لتأمين إجماع حول الموقف، في وقت كثرت التساؤلات عما إذا كان بري سيدعو إلى جلسة بعد انقضاء مهلة التشاور، لكن عدداً من النواب قالوا لـالمستقبل إن الرئيس بري بحنكته لن يقدم على مثل هذه الخطوة من دون تفاهم مع بقية الشركاء في الوطن، سيما وأن الأجواء ليست في اتجاه خلق مزيد من الأزمات، مشيرين إلى أن العامل السوري أعجز من أن يضغط لعقد مثل هذه الجلسة، وهو غير قادر، حتى اللحظة، على الدفع صوب تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

أما على خط التأليف، فتقاطعت المعطيات على أن لا جديد، بل إن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، بفعل تصلب النائب ميشال عون، في وقت برزت زيارة رئيس حزب الكتائب أمين الجميل للرئيس ميقاتي أمس، حيث أكد أنَّه لم يتم خلال اللقاء الدخول في تفاصيل المشكلة القائمة في الشأن الحكومي للقول إنني أقوم بمسعى معين، نافياً أن يكون مكلفاً من قبل أحد لـزيارة ميقاتي.

وإذ أكد تأييده لـحكومة انقاذ وطني، أوضح أنَّ البدائل من حكومة الانقاذ جربت، متمنياً على من كلّف ميقاتي أن يتعاون معه ويسهل مهمته، لأنَّه يبدو أنَّ هناك انقلاباً من الأكثرية على نفسها وهذا لا يجوز.

السفير السوري
ولفت الانتباه موقف للسفير السوري علي عبد الكريم علي من الملف الحكومي، إذ قال: نحن نراقب، ونتمنى للبنان ولادة حكومية تحمل عافية وأماناً واستجابة لمطالب الشعب اللبناني، معتبراً أنَّ أمن سوريا ولبنان مترابط ويستوجب أن يكون هناك عمل حكومي مدروس ومسؤول لكي يحصّن العلاقة.
وإذ طمأن الجميع إلى أنَّ سوريا بخير وقوية وهي أكثر مناعة في مواجهة كل الاستحقاقات، نفى أي نزوح سوري الى لبنان، مدرجاً قدوم السوريين في إطار الزيارات بين الأهل، آملاً أن يكون لبنان ممسكاً بواجباته تجاه نفسه لا سيما عند الحدود، بمعنى منع العبث بالأمن اللبناني الذي هو منع للعبث بالأمن السوري. مشيراً إلى أنّ هناك حدوداً مشتركة متداخلة، وعائلات موزعة على ضفتي الحدود، فيحسن بالأداء الإعلامي والتحقيقات والرصد أن يراعي المنطقة والحيادية والمهنية، معرباً عن اعتقاده أنَّ بعض وسائل الإعلام تجاوز هذا الأمر.

في المقابل، حذّرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار من أي محاولة لجعل أرضٍ لبنانية أرضاً للأزمة السورية، ومن أي محاولة سورية بالتالي لتجاوز الحدود اللبنانية. وأكّدت وجوب رعاية النازحين باعتبار أنهم أصبحوا في عهدة الدولة اللبنانية، مطالبةً رئيس الجمهورية ميشال سليمان وقيادة الجيش بالتزام هذا المبدأ الحقوقي الإنساني.
وأعربت عن دعمها للجهود التي تبذلها الهيئة العليا للإغاثة وسائر الجهات الإنسانية لمساعدة النازحين في كل ما يحتاجونه بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري، من منطلق أن حياة الإنسان فوق أيّ اعتبار آخر لأن الاعتبار الأخلاقي هو الأهم.
كما أشارت الأمانة العامة لقوى 14 آذار الى الإرهاب الذي تعرّض له أحد فنادق العاصمة بالأمس لمنعه من استقبال لقاء لناشطين في المجتمع المدني اللبناني متضامنين مع الشعب السوري، معلنةً شجبها للإرهاب والترهيب اللذين يمارسهما فريق 8 آذار، ورفضها أسر بيروت تحت ضغطهما، مشددةً على أن الترهيب المستقوي بالسلاح لن يمرّ، خصوصاً في عصر الربيع العربي.

السابق
الديار: مقاربة جديدة لتوزيع الحقائب رفضها عون
التالي
بيع ذخائر أميرية