مقاهي صيدا بين الكورنيش القديم والجديد

«الثالثة ثابتة». هذا ما يمكن قوله عن قرار بلدية صيدا تحرير الكورنيش القديم من المقاهي الشعبية المنتشرة عليه. لكن، هل يبدو حلّ الانتقال إلى الكورنيش الجديد منطقياً؟

«كرّ وفرّ» شهده أخيراً الكورنيش البحري القديم في صيدا. أصحاب «فانات» نشروا كراسيهم وطاولاتهم وخيمهم كمقاهٍ شعبية، طلباً لكسب شريف، فسارع عناصر شرطة بلدية صيدا ثلاث مرات إلى إزالتها إنفاذاً لقرار بلدي قضى بتحرير الكورنيش القديم من مقاهٍ شعبية منتشرة عليه ونقلها إلى الكورنيش الجديد، وإفساحاً في المجال أمام حرية الحركة للمتريّضين والمتنزّهين وكي يستقبل الشاطئ «موسم السباحة» بحلّة جديدة ونظيفة. فهل تكون ثالثة «إزالة» الشرطة البلدية للكراسي والخيم «ثابتة» وأخيرة، ويلتزم من خرق القرار البلدي «بتسوية» جديدة قضت بتشطير الكورنيش القديم إلى منطقة حدّدت من جامع الزعتري إلى الاستراحة، يسمح فيها لأصحاب الفانات بنشر كراسيهم وخيمهم وطاولاتهم عليها، بينما تبقى منطقة شمال مسجد الزعتري منطقة يحظر نشر الكراسي والطاولات فيها، مع تأكيد بلدية صيدا أنها لن تتراخى ولن تتهاون مع أي خرق جديد، أم أن التسوية «آيلة الى السقوط» فيعاود متضررون من القرار البلدي نشر «مقاهيهم» في أماكن الحظر، ولا سيما أن بعضهم استبق «إعادة انتشار» متوقعة، برفع لافتات ورقية جاء فيها «من حقنا أن نعيش نحن وعائلاتنا، دون أي قيود».
«النقلة» إلى الكورنيش الجديد (الممتدّ من مدرسة المقاصد الإسلامية حتى أطراف مكبّ النفايات) «غير عملية، وبعيدة عن المنطق»، يقول بائع القهوة محمد المصري مبرراً رفضه النقلة بالقول «ستحصل طوشة راس، بين جماعة المقيمين على الكورنيش الجديد والوافدين إليه من جماعة الكورنيش القديم، وكل مين له نفوذه». أبو أحمد يقيم كل «صيفية»، منذ سنوات بـ«نراجيله» على الكورنيش الجديد، أشار «إلى اكتظاظ الكورنيش بمئات الكراسي والطاولات المنتشرة عليه، وأصلاً ليس هناك موطئ قدم»، مضيفاً «شو هالمنطق؟ ليش حشر المعترين اللي بدن يستفيدوا بقرشين نظيفين بالكورنيش الجديد، صرنا مكدسين فوق بعضنا البعض، كيف بدنا نرتزق». ارتضى كثيرون بالتسوية الأخيرة، فنشروا فاناتهم وكراسيهم وطاولاتهم على جزء من رصيف الكورنيش القديم، خيمهم الملونة حجبت رؤية مشهد القلعة البحرية عن المتنزّهين. هم ملتزمون بقرار البلدية اليوم «لكن في الغد ما حدا بيعرف كيف تتجه الأمور» قالها بنبرة متحدّية. صاحب فان، زميل له حاول تهدئة خواطره قائلاً «همنا ليس قتل الناطور، بل أكل العنب، لماذا يضعون عراقيل على رزقتنا، فساعة يتذرعون بتوسيخنا للشاطئ، ومرة يقولون إننا نشوّه الكورنيش. ما المطلوب؟» يسأل قبل أن يجيب بنفسه «الحالة تعباني، وقد لا نلتزم بقرار البلدية، ومع دخول فصل الصيف ليس باستطاعتنا التقيد بمكان محدد، لقمة عيش أطفالنا أهم، بدنا نعيش حاجي تلحقونا عالدعسة، رزقتنا سنلحقها أينما كانت، حتى ولو في البحر».
الحديث عن عدم الالتزام مستقبلاً ترافق أمس مع أنباء عن تحركات قد ينفذها أصحاب مقاهٍ وخيم على الكورنيش وعن عقد مؤتمر صحافي لمتضررين من القرار، لكن لم تسجّل أي حركة احتجاجية على الأرض.

السابق
بلديات النبطية في مواجهة النفايات
التالي
طه قليلات يعترف: أخذت أموالاً