يأخذ يوم المحرقة في السنين الاخيرة بعدا جديدا على خلفية دعوات أخذت تعلو في أنحاء العالم الى سلب دولة اسرائيل شرعيتها، ولن نتحدث عن اولئك الذين يدعون – مثل احمدي نجاد – الى القضاء على اسرائيل. هذا الكلام مصحوب في الأكثر ايضا بمحاولات واضحة لانكار المحرقة والشك في أحداثها.
حان وقت الاعتراف بالحقيقة، وهي ان إنكار المحرقة جانب مكمل للشك في حق دولة اسرائيل في الوجود، وهو في الحقيقة نوع محكم عصري من معاداة السامية التقليدية.
إن إنكار المحرقة هو في واقع الامر النقطة المفتاح في عمق عقيدة كارهي اسرائيل في العصر الحديث، ويُستعمل لإحداث سلب دولة اسرائيل شرعيتها وهي التي كانت بعثتها وتسويغ وجودها نتيجة مباشرة للمحرقة.
فلا عجب من ان واحدا من مسؤولي حماس الكبار في غزة هو عبد العزيز الرنتيسي قد زعم أن المحرقة هي "تزوير صهيوني يخدم الاحتلال"، وأن "الصهاينة كانوا من وراء اعمال النازيين". وزاد احمدي نجاد في الفعل على الجميع وهو الذي قال بلا تردد في مقابلة صحفية مع شبكة التلفاز الايرانية بالعربية "العالم" ان "عددا من الدول الاوروبية تُصر على ان هتلر أحرق خلال الحرب العالمية الثانية ملايين اليهود وحبسهم في معسكرات تجميع. كل مؤرخ أو صحفي أو عالم شك في ذلك أُخذ الى السجن أو يعاني تنديدا به. برغم ذلك نقبل هذه الدعوى. اذا افترضنا ان الدعوى صحيحة واذا كان الاوروبيون صادقين فيجب عليهم ان يعطوا الصهاينة عددا من المناطق في اوروبا كما في المانيا أو النمسا أو بلدان اخرى، ويستطيع الصهاينة ان ينشئوا دولتهم في اوروبا. إعرضوا عليهم جزءا من اوروبا وسنؤيد ذلك".
في الحقيقة ما زال منكرو المحرقة لا يحظون بشرعية واسعة، وأكثر سكان العالم ينددون بهم لكنه كلما مرت السنين وكلما مضى الناجون الذين ما زالوا يعيشون بيننا الى عالمهم – سيزيد خطر إنكار المحرقة.
بهذا فانه اليوم خاصة ونحن نتوحد مع ذكرى الكارثة التاريخية التي أصابتنا، يجب ألا نتجاهل الضرورة الملحة لمحاربة منكري المحرقة الذين أخذوا يكثرون. ما عادوا ناسا هاذين تصدر عنهم دعاوى سخيفة بل الحديث عن معادين للسامية ذوي إحكام يحاولون المس بدولة اليهود على خلفية محو التاريخ وطمسه.
إن محاربة إنكار المحرقة هي المرحلة المهمة في ذكرى الكارثة في ايامنا لان إنكار المحرقة ليس نتاج الجهل والنسيان فقط بل هو بدء طريق قد تنتهي لتصبح خطرة جدا على دولة اليهود.