سجل أمس تطور أمني ايجابي تمثل في بدء قوى الامن ازالة المخالفات قرب سور مطار رفيق الحريري الدولي، لكنه تزامن وتطورا تراجعيا في المساعي المبذولة لتأليف الحكومة الجديدة، مع تبدد المعطيات التي استجدت في الساعات الـ24 الاخيرة وأشاعت تفاؤلا بقرب انجاز هذه المهمة. فقد انجلى أمس غبار الحديث عن تقدم في عملية تأليف الحكومة عن معطيات قديمة – جديدة مفادها أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، كما علمت "النهار"، لن يتنازل عن حقيبة الداخلية اطلاقا، إلا أنه قد لا يتمسك بالوزير الحالي زياد بارود اذا اقتضى الحل ذلك ولكن على أساس الاتيان بوزير آخر يكون محسوبا عليه. على أن مصادر معنية بالتأليف وصفت هذا التطور في موقف الرئيس سليمان بأنه بداية ايجابية يمكن ان تتبلور نتائجها الاسبوع المقبل بعد عيد العمال وخصوصا في ضوء تحرك المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب والامين العام لـ"حزب الله" النائب علي حسن خليل والسيد حسين الخليل في اتجاه بعبدا حيث استقبلهما أمس رئيس الجمهورية وفي اتجاه الرابية مع النائب العماد ميشال عون.
وعلمت "النهار" من مصادر متابعة للتأليف استقت معلوماتها من قياديين في قوى 8 آذار، أن الجزء الأساسي من العراقيل في تأخير تأليف الحكومة الجديدة يتصل بالخلاف على التعيينات في الفئة الاولى التي لا تزال عالقة منذ سنوات عدة وقبل 2005. ويرى "التيار الوطني الحر"، مدعوما من "حزب الله"، ان فرصة التأليف الحالية قد لا تتكرر وتالياً يجب تنسيق الضغوط على رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من أجل عقد صفقة التعيينات شرطاً مسبقاً للانطلاق في عملية التأليف. وفي جوهر هذه الصفقة اعطاء "التيار" حق تسمية المرشحين المسيحيين لملء شواغر الفئة الأولى، مما يبلور معالم السلطة الجديدة التي يتطلع اليها "التيار" و"الحزب".
كما يتطلع الجانبان الى وضع قانون جديد للانتخاب يمهد الطريق أيضاً لتثبيت دعائم هذه السلطة المرتجاة. على صعيد آخر، نجحت قوى الأمن أمس في ازالة بعض الأبنية المخالفة التي شيدت قرب سور المطار في منطقة الاوزاعي بمساعدة مسؤولين في حركة "أمل" و"حزب الله" واكبوا عملها بعد صدامات محدودة مع عدد من الأهالي المعترضين على الشروع في عملية الهدم في الاوزاعي من دون المناطق الأخرى. وأدت الصدامات الى جرح ثلاثة ضباط من قوى الأمن الداخلي وثلاثة مواطنين واصابتهم طفيفة.
وقال مصدر أمني لـ"النهار" ليلاً إن العملية استمرت بعدما نجحت نهاراً في ازالة الأبنية المخالفة التي لامست سور المطار وهي مؤلفة من أكثر من طبقة، الأمر الذي شكل تهديداً لحركة الطيران. لكن المخالفات كاملة تحتاج الى وقت لازالتها وهي تعد بالمئات.
وعلمت "النهار" أيضاً أن ثورة المخالفات امتدت الى مخيم برج البراجنة حيث اقتربت ورش البناء من طريق المطار القديمة قرب مدخل المخيم. وقد أخفقت شرطة بلدية الغبيري التي تعود الى "حزب الله" في ردعها. وفي الجنوب، عملت قوى الأمن على تنظيم محاضر ضبط في حق المخالفين وأنذرت أكثر من 150 مخالفاً بازالة ورش البناء ضمن مهلة اسبوع لتجنب الملاحقة القضائية. وشملت حملة قوى الأمن مناطق عدلون وصور والعباسية وعمدت هذه القوى الى اقامة حواجز واستطاعت حجز عدد من جبالات الباطون. وتأتي هذه التطورات قبل أيام من انعقاد لجنة الأشغال النيابية الثلثاء المقبل بدعوة من النائب محمد قباني وذلك لكشف كل خفايا موجة الاعتداءات على الأملاك العامة.