
يعتبر مركز المطالعة والتننشيط الثقافي في مدينة بنت جبيل من أحد اهم المنتديات الجنوبية، ودوره ريادي في تفعيل الأنشطة الثقافية الهادفة، حيث شهدت قاعاته ومسرحه فعاليات قيمة من خلال استضافته الكثير من النخب الأدبية والفكرية والفنية، لبنانيين وعربا.
وكما هي الحال في كل عام، وبالتحديد خلال شهر نيسان، ينظم مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في بنت جبيل الأسبوع الوطني للمطالعة، تماشياً مع هذه الاحتفالية الكبيرة التي ترعاها وزارة الثقافة اللبنانية وتدعمها، وتشارك فيها جميع المكتبات العامة في لبنان، وبعض دور النشر والمؤسسات والجمعيات والمنتديات الثقافية.
أما هذا العام، فكان لأسبوع المطالعة في بنت جبيل نكهة مختلفة، حيث توسعت الأنشطة وتعددت، وتضاعف عدد المشاركين والحضور.
أحاطت المنشطة في مركز بنت جبيل للمطالعة والتنشيط الثقافي، وأمينة المكتبة العامة فيه، ريما شرارة بهذه الاحتفالية من كل جوانبها فقالت: «كانت لمركزنا مشاركة فعالة على مدار الاسبوع، من حيث تنظيم الندوات والمباريات المتنوعة الهادفة، استقطبت عدداً كبيراً من الاهالي، الذين تختلف اهتماماتهم، وأتت هذه الأنشطة ملبية إلى حدّ كبير لتلك الاهتمامات».
أنشطة
ثمّ عددت شرارة الأنشطة التي نفذها مركز المطالعة في بنت جبيل وهي: «حكايات شعبية مع الحكواتية مريم بلحص، بمشاركة 31 تلميذاً، قراءة قصة باللغة الفرنسية ونشاط حولها مع مي العقيلي بمشاركة 17 تلميذاً، حكايات مع غوى علاّم خلال معرض الكتاب في مدرسة الإشراق بمشاركة 31 تلميذاً، مسابقة رسم بالاشتراك مع مركز الحركة الثقافية تحت عنوان «فصل الربيع – حقوق الطفل»، شارك فيه حوالى 120 تلميذاً، لقاء مع الإعلامية كوثر البشراوي بالاشتراك مع الرابطة الثقافية الاجتماعية لأبناء بنت جبيل بحضور 96 شخصاً، حكايات للأطفال رافقها عرض فيلم بالإشتراك مع UNDP في المنتدى الثقافي في بلدة عيناتا بمشاركة 17 طفلاً، سباق ماراثون بالإشتراك مع UNDP بمشاركة 130 متسابقاً، مباراة حول الأديبة إميلي نصر الله لصف السابع الأساسي بمشاركة 25 تلميذاً، مباراة حول الكاتب مارون عبّود للصف الثامن الأساسي بمشاركة 25 تلميذاً، محاضرة حول اختصاصات الجامعة مع د. علي بزي بمشاركة 74 تلميذاً، محاضرة تحت عنوان الإدمان على الأنترنت والمخدرات بالإشتراك مع النادي اللبناني الرياضي بمشاركة 49 تلميذاً، محاضرة تحت عنوان الحقوق والواجبات، بالإشتراك مع النادي اللبناني الرياضي بمشاركة 53 تلميذاً، لقاء مع مسعف حول موضوع «الإسعافات الأولية» بالإشتراك مع مركز الصليب الأحمر في بنت جبيل، بمشاركة 61 تلميذاً، مباراة حول ساعة القصة لغة عربية بمشاركة 18 تلميذاً، مباراة باللغة الفرنسية بالإشتراك مع الكتيبة الفرنسية بمشاركة 36 تلميذاً، مباراة في التصوير «أجمل بيت تراثي» بالإشتراك مع صفحة بنت جبيل الإلكترونية ومطبعة Mega Pixels بمشاركة 19 متبارياً، ورشة أشغال يدوية بالإشتراك مع مركز ذوي الاحتياجات الإضافية في عيتا الشعب، بمشاركة 33 تلميذاً، محاضرة مع د. مصطفى بزي تحت عنوان «محطات مُضيئة في التاريخ العاملي» بمشاركة 35 تلميذاً، دورة تدريبية للمعلمين بالإشتراك مع الرابطة الثقافية الإجتماعية لأبناء بنت جبيل بمشاركة 19متدرباً، نشاط مع الكاتبة سناء شيبّاني حول كتابها «حتى أنقلك إلى عالمي»، تجربة حرب تموز 2006، والتلاقي بين أبناء الوطن بمشاركة 30 تلميذاً، أمسية شعرية بالاشتراك مع مركز الحركة الثقافية بمشاركة ما يقارب 180 شخصاً، محاضرة مع فضيلة الشيخ أمين سعد، تحت عنوان: القيم الأخلاقية بمشاركة 71 تلميذاً، كتابة قصة عن الضيعة بالإشتراك مع مركز الخدمات الإجتماعية بمشاركة 19تلميذاً، نشاط عن البيئة تخلله توزيع شجرة على كلّ مشارك بالإشتراك مع طلاب ثانوية بنت جبيل الرسمية بحضور 50 تلميذاً، حفل إختتام أسبوع المطالعة تخللته كلمة لرئيس البلدية، فقرات فنية لطلاب المدارس، تكريم أعضاء الهيئة الإدارية، تكريم الطلاب الفائزين بحضور يقارب 550 شخصاً».
المركز
وعن المركز وتاريخه تقول شرارة: «أنشىء هذا المركز بالتعاون بين المنظمة الفرنكوفونية الدولية، ووزارة الثقافة وبلدية بنت جبيل سنة 2001. أي بعد التحرير مباشرة، يتضمن المركــز حوالى 7600 كتاب باللغتين العربية والفرنسية ومجموعـــة كتب باللغة الانكليزية، بالإضافة الى بعض الألعاب التربويةبالإضافة إلى بعض الأقراص المدمجة من أفلام للأطفال وغيرها».
وتتابع: «يستقبل شهرياً أكثر من ألف زائر، جلهم من الأطفال وطلاب المدارس، وتبلغ إعارة ما يقارب 400 كتاب في الشهر الواحد، ويستفيد من هذه الخدمة مواطنون من جميع قرى وبلدات قضاء بنت جبيل، علمـاً أن خدماته مجانية (إعارة مجانية)، هذا بالاضافة إلى تأمين خدمة الانترنت للأبحاث».
وتضيف شرارة: «يقوم المركز بنشاطات ثقافية متنوعة كالمحاضرات، والاحتفالات، وسرد القصص خصوصا نهار السبت من كل أسبوع، ونشاطات مدرسية ورياضية، مسابقات، ورحلات، وعـرض أفلام للأطفال».
وتضيف شرارة: «كما أن عدد رواد المركز يتزايد يوماً بعد آخر، نظرا لتوفير الكتب الجديدة باستمرار، وتوفير كل ما يلزم الباحث، ما جعل المركز محط أنظار أبناء المنطقة، فعلى سبيل المثال، أعلنت الهيئة الإدارية بأن عام 2011 سيكون عام الأنشطة بامتياز، ومع نهاية شهر نيسان يكون المركز قد نفّذ 68 نشاطاً، علماً بأن نشاطات السنة المنصرمة كانت ما بين 70 – 77، ما رفع عدد الرواد ليصل إلى 2300 زائر خلال شهر آذار، وعدد الكتب المعارة تجاوز 450 كتابا في شهر واحد».
من تحت الرماد
يذكر أن مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في بنت جبيل، والذي يشغل قسماً أرضياً من مبنى الثانوية الرسمية حالياً، تعرض عام 2006، أثناء العدوان الصهيوني على لبنان إلى أضرار جسيمة، لكن أعيد ترميمه من قبل دولة قطر، وتجهيزه من قبل المجلس الإقليمي لـ«ألب ماريتيم» عبر وزارة الثقافة، وتمّ استحداث قاعة جديدة عام 2007 وتجهيزها من قبل مؤسسة «كريك الإيطالية»، كما تمّ تأمين معدات ووسائل من شأنها تطوير المركز».
الدعم البلدي
وتعزو شرارة سبب نجاح هذا العمل إلى «الدور الايجابي الذي يقوم به المجلس البلدي على الصعيد الثقافي، ومن خلال مركز المطالعة تحديداً، حيث نراه السبّاق لدعم كل حدث، كما لا بد من التنويه بالدور الذي لعبه رئيس البلدية الحالي على صعيد بناء مركز مطالعة جديد، والانتهاء من كافة الأعمال، علماً بأنه سيتم الإنتقال إليه في غضون شهر تقريباً، أي بعد إتمام تجهيز الطابق الثاني، كما لا بدّ من ذكر دور وزارة الثقافة، على هذا الصعيد، وهي التي أمّنت تجهيزات ضرورية لهذه الغاية، ومجموعة كبيرة من الكتب، وتمّ استلامها، والآن نحن على أبواب الانتقال إلى المبنى الجديد، الذي كان في السابق سرايا، ومساحته كبيرة جداً، حيث تصل مساحة المكتبة العامة إلى 500 متر مربع، أما الطابق الثاني فسيشغله مسرح وقاعات للدورات التدريبية، والأرشيف، والمعلوماتية، طبعاً كل هذا سيليق بعاصمة المقاومة والتحرير التي أرادها العدو الصهيوني أرض الدمار والخراب، في حرب تموز، فنهضت من جديد في أجمل حلّة، وهذا طبعاً بفضل دماء الشهداء، وإرادة الحياة والصمود التي يعتنقها أبناء المنطقة».