في واشنطن تتجه الأنظار مرة أخرى إلى إيران حيث تأسست قبل أيام لجنة عمل جديدة من أجل "التركيز والدعم" لحركات الديمقراطية ومطالب حقوق الإنسان في إيران وتتألف اللجنة من أعضاء معروفين من المحافظين الجدد المساندين للصهيونية مثل أندرو أبوستولو من منظمة فريدوم هاوس وجوشوا بلوك من منظمة أيباك.
American Israel public Affairs Committee
تهدف اللجنة الجديدة إلى تشكيل تحالفات سياسية إضافية للضغط على الرئيس الأمريكي أوباما، من أجل تصعيد مطالب القصاص الدولي ضد إيران. تريد اللجنة من الإدارة الأمريكية أن تتبنى موقفاً أكثر تطرفاً بحيث تصبح خيارات عقاب إيران "مفتوحة لكل الاحتمالات" بما فيها الخيار العسكري والإطاحة بالنظام. منذ زمن أعلنت إسرائيل ودول عربية أخرى (ويكيليكس) عن دعمها لخطة الاعتداء على إيران باعتبارها تشكل خطراً على سلامتهم وأمن دولة الصهاينة وأجرت إسرائيل التمرينات العسكرية لـ "قصف" إيران ووقفت بانتظار الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، وفي ذات الوقت اصطف بعض الإعلام العربي للنفخ في بوق الخطر إلى درجة أن الكاتب أشرف أبو الهول من جريدة الأهرام المصرية نشر مقالاً يصف فيه رئيس الموساد داغان بالسوبرمان ويثني عليه لأنه "أنقذنا" عندنا اغتال عدداً من النشطاء العرب وعلماء من إيران والمعروف عن داغان ولعه في استعمال السكين لذبح الفلسطينيين ليموتوا نزفاً أمامه وقد أشار شارون عندما عينه رئيساً للموساد بقدراته الفائقة وهوايته المتمثلة في فصل رأس العربي عن جسده.
ترجع أطروحة المحافظين الجدد الصهاينة (Neo-Zion Conservative) للإطاحة بالأنظمة المعادية لإسرائيل وخلق شرق أوسط جديد إلى أعوام كثيرة مضت فقد قدمت جماعة- استراتيجية إسرائيل الجديدة- بإشراف ريتشارد بيرل ودوغلاس فايث، ورقة عمل إلى رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، تحدد فيها الخطوات اللازمة من أجل التخلص من أعداء إسرائيل وتحقيق الأهداف الصهيونية الكبرى لسيادة منطقة الشرق الأوسط، تؤكد التوصية أن تحقيق سيطرة إسرائيل على المنطقة لن يكون عن طريق مفاوضات السلام ومبدأ " الأرض مقابل السلام" وإنما عن طريق التخلص من الأنظمة المعادية لإسرائيل وتفتيت بلادهم بدءاً بالعراق مروراً بسورية وانتهاء بإيران، واتفقت المجموعة على برنامج توظيف واستغلال للاختلافات العرقية والدينية في المنطقة وتعميق الخلافات الإقليمية لتجنيد دول عربية وإسلامية من أجل تحقيق أهدافهم. اسم الوثيقة:
AClean Break: Anew Strategy for Securing the Realm
بدأ التطبيق العملي لإعادة تصفيف الشرق الأوسط بعد أن شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق بهدف التخلص من صدام حسين، حينها ارتفعت أصوات المحافظين الجدد للحض على قصف دمشق وطهران ومن بينها صوت نائب الرئيس ديك تشيني الذي مثل تيار تحقيق سياسة تغيير الأنظمة القوة العسكرية، بينما فضل الليبراليون فرض التغيير تحت شعار حركات الديمقراطية وقد كشف الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك في مقابلة تلفزيونية حديثة أن قرار غزو العراق اتخذ بعد أن شاهد مذكرة صادرة من مكتب رامسفيلد في البنتاغون تفيد بأن النتيجة المستهدفة هي تدمير Take downكل من العراق، سورية، لبنان، ليبيا، السودان، الصومال، وإيران واللافت أن الإدارة الأمريكية لم تنكر الخبر.
فشلت حرب إسرائيل الدموية ضد لبنان في تحقيق مخططها في تهميش المنظمات والأنظمة المعادية للخطط الصهيونية وعاد بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية وعادت معه أجندة المحافظين الصهيو- جدد التي تهدف إلى تدمير نظام إيران وبرنامجها النووي المدني الذي تعتبره إسرائيل مهدداً لها، لكن العديد من المحللين الأمريكيين عبروا عن استيائهم من سياسات الصهاينة الأمريكيين الرامية لتوريط بلادهم في حروب تخدم إسرائيل، ويرى كثير من المواطنين أن أنصار الصهيونية يخدمون مصلحة إسرائيل على حساب المصلحة الوطنية الأمريكية، لذلك بات المحافظون- الجدد يفضلون اللجوء إلى الغطاء الدولي أو الإقليمي لإقناع الإدارة الأمريكية للتورط بحروب جديدة بحجة دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان واستطاع أنصار المحافظين وبمساعدة الجامعة العربية توفير الغطاء المطلوب للتدخل في ليبيا.
لقد كشفت وثائق ويكيليكس حقيقة مواقف بعض الحكومات العربية وعرفنا أنهم قرروا أن من مصلحتهم تقسيم العرب إلى عربين، فتصاعدت صرخات مؤيدي هذه الأجندة وادعوا زوراً أن أخطر الأخطار الخارجية تتسلل إلى البلاد من إيران وكأن المواطن العربي أعمى وأطرش ولايفقه أن العدو سالب الوطن والكرامة والممتلك للأسلحة النووية الفتاكة يقبع في القدس، الهدف الذي يريده أنصار الصهيونية حسب مقال الجروسلم بوست هو أن تصبح إسرائيل الأمل الوحيد أمام فريق من المسلمين لهزيمة الفريق الآخر، وهكذا يركع كل العرب وتتحقق سيطرة إسرائيل على الشرق الأوسط الجديد. هذه السياسة ليست مؤامرة سرية بل مخطط تم تفصيله وإعلانه منذ ربع قرن والواجب الوطني لكل مثقف عربي أن يقف بالمرصاد ضد الذين يريدون التضحية بالوحدة الوطنية على مذبح الهيكل الصهيوني.