الفراغ الحكومي الذي يعاني منه البلد والغياب الكامل للمعالجات، باتا يهددان بدفع القضايا الاجتماعية الملحة الى الواجهة بكل تداعياتها السياسية والامنية. وقد دفعت الزيادات المتلاحقة على اسعار المحروقات الى تحرك اتحادات النقل البري عبر مسيرتين في بيروت، والى قطع الطرق في صوفر وعاليه ليلاً بالاطارات المشتعلة. وقد حددت الاتحادات يوم غضب في 19 أيار المقبل.
فقد نفذت اتحادات قطاع النقل البري مسيرتها السيارة المقررة امس، احتجاجاً على ارتفاع اسعار المحروقات، بدعم من الإتحاد العمالي العام. وانطلقت المسيرة في العاشرة من ساحة الكولا، وجابت في شوارع العاصمة عبر الخط الآتي: الكولا – المزرعة – مار الياس – الصنائع – وزارة الداخلية – ساحة رياض الصلح – وزارة المال – برج الغزال – ساحة ساسين – مبنى وزارة الطاقة، حيث التقت مع المسيرة الثانية التي انطلقت في الحادية عشرة من ساحة الدورة بمسيرة سيارة أيضاً. وشارك فيها سائقو السيارات السياحية والفانات والأوتوبيسات والشاحنات، على أن يتوقفوا اليوم وعلى جميع الأراضي اللبنانية، اعتباراً من العاشرة ولمدة ربع ساعة، لإطلاق أبواق الزمامير تعبيراً عن معاناتهم، وصولاً إلى اليوم الكبير لغضب قطاع النقل البري والعاملين فيه الخميس 19 أيار 2011.
ومع تحرك الاتحادات، قطعت طريق بيروت – البقاع في صوفر مساء أمس بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات، عند منطقة الدخول والخروج للاتوستراد العربي في صوفر، احتجاجا على الغلاء المضطرد في اسعار المحروقات وخصوصا مادة البنزين، وادى ذلك الى زحمة سير خانقة وتوقف السير في الاتجاهين. كما قطعت طريق عاليه لاحقاً للأسباب ذاتها. في هذا الوقت يستمر الجمود سيد الموقف على الصعيد الحكومي بعد تبخر موجة التفاؤل الجديدة. وقد رأت مصادر مواكبة لمسار التشكيل ان الوقت استنفد بالكامل ولم يعد لصالح اي جهة استمرار حال المراوحة بحيث انتقل الواقع من البحث في المطالب ومحاولة ايجاد الحلول لشروط البعض، الى مرحلة البحث عن افضل المخارج لتشكيل حكومة عمل مؤلفة من فريق متجانس تنصرف الى الاهتمام بالشؤون الحياتية الداهمة للبنانيين، وقالت ان صيغا عدة مطروحة في هذا المجال قد تطلق احداها الى العلن في وقت قريب.
وفي هذا الاطار نقلت قناة otv عن مصادر ان الرئىس المكلف نجيب ميقاتي يحمل في جيبه تشكيلتين حكوميتين منذ اللحظة الاولى لتكليفه، وما زال يحتفظ بهما. واوضحت ان التشكيلة الاولى هي حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط، اما الثانية فهي تشكيلة تكنوقراط. واعتبرت المصادر ان ميقاتي سينتظر اللحظة المناسبة للاعلان عن تشكيلته. فهو يستنزف كل الاتصالات، لكنه في اللحظة المناسبة سيتخذ قراره.
وفي الاطار ذاته قالت مصادر 14 اذار ان الواقع الراهن سيحمل الرئيس المكلف على تشكيل حكومة تكنوقراط تسير شؤون البلاد والعباد حتى جلاء الصورة وبلورة المشهد السياسي الداخلي والاقليمي. الى ذلك، اتجهت قضية التعديات على الاملاك العامة نحو مزيد من التأزم في ظل مضي المعتدين في استباحة الاملاك العامة على رغم الاجراءات الامنية المتشددة.
وفي هذا المجال استغربت اوساط في المعارضة، غياب اي موقف حاسم لأقطاب الاكثرية ولا سيما منهم اولئك المعنيين مباشرة، خصوصا بعدما بلغت التعديات حداً غير مسموح في محيط مطار رفيق الحريري الدولي بات يهدد سلامة الطيران ويضع مصير السفر من والى لبنان على المحك في ما لو استمر التهديد بحيث يصبح لبنان ممرا غير آمن دولياً.