على الرغم من أن حملات الإفتراء السياسي على "تيار المستقبل" ونوابه من قبل حلفاء النظام السوري حاولت يائسة تعكير صفو عيد الفصح المجيد، وتحويل الأنظار عن الهم الحكومي وما يتفرع عنه من هموم أمنية وإقتصادية وإجتماعية بفضل نهج فريق "8 آذار" الإنقلابي، وضعت عظات العيد الإصبع على الجرح، وانتقدت تعطيل المؤسسات، وتناتش الحصص الذي يؤخر تأليف الحكومة. وأبرز ما حمله العيد إلى اللبنانيين سلسلة مواقف لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، إثر خلوة جمعته بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على هامش مشاركته في قداس العيد في بكركي، إذ أكد "أن ثغرات تأليف الحكومة ليست خارجية بل داخلية تكمن في مطالب الكتل النيابية"، مشددا على "ضرورة معالجة هذه المطالب بالحوار وتحت سقف الدستور"، ولافتاً إلى أن " الدستور لا يعطي الحصص للأطراف وهو يحمل رئيس الجمهورية مسؤولية احترامه". وإذ أمل في "تأليف الحكومة بعد الاعياد"، اعتبر أن "اللقاء الرباعي بين القيادات المسيحية في بكركي هو ترجمة لشعار البطريرك الراعي شركة ومحبة، لافتا الى "أن المهم متابعة اللقاء وترجمته للعمل من أجل المصلحة الوطنية". وتجاوز سليمان الوضع الداخلي إلى ما يجري في سوريا، فأشار إلى أنه على "تواصل دائم مع الرئيس السوري بشار الاسد"، مؤكدا "وقوف لبنان دائما الى جانب سوريا لأن أمن البلدين مترابط"، ومؤيداً في الوقت نفسه "أحقية المطالب الاصلاحية في سوريا".
أما البطريرك الراعي فأكد في عظة العيد "ان لبنان بحاجة الى ان يقوم من تعطيل مؤسساته الدستورية وفي مقدمها تاليف حكومة تكون على مستوى التحديات الحاضرة داخليا واقليميا ودوليا، ومن شلل حياته العامة وادارته وشواغره". ولفت الى ان "لبنان بحاجة الى النهوض بمؤسساته الدستورية ومن تجربة الإنجرار في محاور إقليمية ودولية وتجربة التمحور في أحداث خارجية تخوض حروب المصالح على أرضه. لبنان بقيامته يستعيد دوره كعنصر استقرار وسلام في محيطه العربي الذي يعيش أدق المراحل في سلامه ووحدته ومصيره ويحتاج هذا العالم العربي الى ديمقراطية تعترف بحقوق الإنسان الأساسية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والمشاركة بمسؤولية في الحكم والإدارة والى مناخ من الحريات العامة".
على أي حال، يُنتظر أن تستأنف الاتصالات لتأليف الحكومة مع انتهاء عطلة عيد الفصح غداً الثلاثاء، على الرغم من تقاطع المعطيات على استبعاد أي خرق ينهي الأزمة الحكومية، بدليل استمرار العقد على حالها، نتيجة المطالب التي تحدث عنها رئيس الجمهورية من بكركي، والتي انتقدها بشدة متروبوليت بيروت للروم الارثوذوكس المطران الياس عودة بقوله: "عوضا عن تشكيل حكومة قوية تقوم بانقاذ لبنان نعجز عن تشكيل حكومة لان كل فريق يهتم بما لجماعته ويسأل عن حصته لا عن خلاص المواطنيين، ويضع شروطا بدل ان يذلل العقبات ويمزق الوطن فيما الوطن يحتاج الى لمّ الشمل"، معتبراً أن "مشكلة لبنان تكمن في ابنائه وانانيتهم وتعلقهم بمصالحهم الفردية".