عن لبنان قال الموظف الاميركي السابق نفسه الذي رافق عن قرب وعلى مدى سنوات طويلة حركة اميركا في الشرق العربي: "التسلح في لبنان على قدم وساق. الجميع يتسلّحون حتى الاسنان. السنّة والشيعة والمسيحيون على تنوعهم. الله يستر. لا نعرف ماذا يمكن ان يحصل. ليست هناك ضمانات ان تسلم سوريا من الاحتجاجات الشعبية او الثورات الناشبة في العالم العربي. لا نعرف بالتحديد اذا كان ذلك سيحصل ام لا. لكن مثلما فوجئنا بما حدث في تونس ومصر ربما نفاجأ بحدوث شيء مماثل في سوريا.
ليس في السعودية وخصوصاً اليوم حكم فعلي. هناك الملك وابنه. ليست فيها مؤسسات. "الاخوان المسلمون" ليسوا حلاً في مصر وغيرها من الدول العربية والاسلامية ويجب عدم اعطائهم اسباباً تخفيفية. يجب الحذر من مبادئهم. انهم مع دولة الشريعة اي دولة "الاسلام هو الحل". ماذا يكون مصير العلمانيين والاقليات في هذه الحال؟ اكرر ان على اللبنانيين الانتباه. التسلّح فيه على قدم وساق. السعودية تسلّح السنّة وحلفاءهم ومن زمان. مثلما تسلّح الدول الاخرى الشيعة وحلفاءهم. الله يستر".
ماذا في جعبة باحث اميركي حالي اختصاصي في الشرق الاوسط عمل سابقاً في الادارة الاميركية؟
عن مصر قال: "ان "الاخوان المسلمين" سيعودون الى العمل المرخص له. والجيش المصري سيؤمن عودتهم لاستعمالهم ذريعة بغية اعادة الدولة البوليسية الى مصر، ولاستعادة الامن الذي كاد ان يفقد والذي لا تزال زعزعته ممكنة. ستكون هناك مسافة بين الحكومة الجديدة والرئيس الجديد في مصر وبين اسرائيل. وقد يؤثّر ذلك على السلام الرسمي والتعاقدي القائم بين الدولتين منذ عقود، وان كان الرئيس ليبرالياً كوائل غنيم مطلق الثورة الشبابية المصرية او عمرو موسى. كما قد تكون هناك مسافة بين مصر والولايات المتحدة. الشباب الذين قاموا بالثورة سيعودون الى شعارات فلسطين وقضيتها. مصر كتركيا. والجيش المصري مثل الجيش التركي.
ما رأيك؟" سأل. أجبت: لا اوافق على بعض ما قلته. "الاخوان المسلمون" سيصبحون جزءاً رسمياً من الحياة السياسية في مصر. هذا صحيح. وهذا حقهم. وصحيح انهم منظمون اكثر من غيرهم. لكنهم كانوا جزءاً من النظام الذي تأسس عام 1952 مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي استمر مع الرئيسين الراحل انور السادات والمخلوع حسني مبارك. السادات استعملهم للتخلص من الارث والوصاية الناصريين. واستعملهم هو ولاحقاً مبارك لاخافة الآخرين وتالياً للإستمرار في احكام السيطرة على البلاد والشعب. قبل "الاخوان" ذلك، أي قبلوا أن يكونوا أدوات. طبعاً الشعب المصري مسلم في غالبيته ومتديِّن. لكن "الاخوان" ليسوا غالبية فيه. الشعب تعاطف معهم لأنهم أستعمِلوا وتعرضوا في الوقت نفسه للقمع الشديد. لكن لا اظن ان غالبيته معهم اليوم وخصوصاً انهم تريثوا في الاشتراك في "الثورة"، ثم بقوا على هامشها فترة قبل ان ينخرطوا فيها، وقد يكونون يعملون الآن لاحتوائها.
لا اعتقد ان مسافة ستنشأ بين اميركا ومصر. قيادات الجيش المصري "تربّى" معظمها في اميركا. ولن يقوم في رأيي بأمور لها علاقة بالمنطقة والسلام مع اسرائيل الا بعد التشاور معها. اما اسرائيل فان سلم مصر معها بارد. وليس هناك تطبيع فعلي بين الدولتين والشعبين. واحياناً كثيرة تسود قطيعة ما علاقات حكومتيهما. فماذا سيتغير اذاً؟
علّق: "احترم رأيك. على كل لا يمكن اجراء انتخابات نيابية قريباً في مصر بخلاف انتخابات رئيس الجمهورية التي هي ممكنة. ذلك ان الانتخابات النيابية او التشريعية تحتاج الى دستور جديد وقانون انتخاب جديد وقانون احزاب جديد. كما يحتاج شباب الثورة الى وقت كي ينظّموا أنفسهم في احزاب وتالياً كي يتمكنوا من منافسة الاحزاب العريقة والمُمثِّلة وفي مقدمه "الاخوان المسلمون". لذلك في رأيي لا بد من الانتظار سنة على الاقل بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد لاجراء انتخابات تشريعية. على كل في مصر عدد كبير من حملة القاب واصحاب رتب علمية كبيرة. لكن النظام التعليمي السائد لم يكن مفيداً لهم او لغيرهم. لذلك يجب تغيير المناهج العلمية.
ماذا في جعبة باحث اميركي من اصل عربي نشط كثيراً على خط "التفاوض" غير المباشر بين سوريا واسرائيل منذ ايام الرئيس الراحل حافظ الأسد؟