ما خاب من سمّاك “ناصراً”

«يا الله وحسن الخاتمة»! عبارة جميلة لطالما رددها الكويتيون الذين يبتغون وجه الله في دنياهم فتكون خاتمة حياتهم كلمة خير أو عملا صالحا، هكذا جسد المرحوم ناصر الخرافي فكانت خاتمة حياته مقاله الأخير في جريدة «الراي» تحت عنوان «عيش العزة أو موت الكرامة» يرد فيها تحية الشكر التي قدمها له سماحة السيد حسن نصرالله في معرض المواقف الشجاعة التي كان يبديها المرحوم الخرافي تجاه حزب الله في مقاومته للعدو الصهيوني.

الوضع السائد هو ان الرجل الملياردير يغوص في عالم المال والاستثمار، هذا العالم الذي يقال عنه إنه جبان يهرب عند أي إشارة إلى أي اضراب سياسي حفاظا على معدلات النمو المالي، ولكن هذا الرجل خرج عن هذا الوضع فكانت أمواله واستثماراته في كفة والكفة الأخرى اهتماماته الوطنية والإنسانية وأجلها هموم أمته وأعلاها المقاومة الإسلامية ضد الكيان الاسرائيلي، هم يجلب وجع الرأس ويثير زوابع الريبة والتردد عند ضياع القرار السياسي وهم مفاتيح أبواب الاستثمار في أي بلد، لم يهمه ذلك واستمر في نهجه وختمها كذلك، لذلك احبه الجميع وبكى عليه الجميع، حتى من اختلفوا معه في الرأي والموقف والنهج لم يصمدوا امام عبراتهم التي خنقتهم وهم يرثونه بالقول أو الكتابة لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم ان الرجل صادق ووفيّ لمبادئ دعت اليها فطرة الإنسان حتى قبل ان تفتي بها الشرائع، كان غنيا في نفسه قبل أمواله، رحمك الله يا أبا مرزوق كنت استاذا في الاقتصاد الوطني والعربي والعالمي واستاذا سياسيا لايزال الكثيرون من أمتنا لا يعون درسه فيرسبون مرة تلو المرة وربما لن يعوا إلا عندما يصطدمون على حين غرة بالحقيقة المرة..

كان الناس ـ جل الناس ـ كما رأيتهم يحنون اليك في حياتك مثلما رأيتهم اليوم يبكون عليك في موتك، فكنت مصداقا لقول الإمام علي عليه السلام «خالطوا الناس مخالطة ان متم معها بكوا عليكم، وان عشتم حنوا اليكم».

كل التعازي والمواساة لأمتنا ولوطننا ولأسرة الخرافي الكرام في هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة والحمد لله على قدره وقضائه.

والسلام عليك يا ناصر الحق يا فاعل الخير.

فوالله ما خاب أبوك عندما سماك ناصرا.

السابق
البناء: تردّي الأوضاع الداخلية وضغط الظروف المحيطة يفرضان الإسراع في تشكيل الحكومة
التالي
الوطن السورية: تيار المستقبل يحرك ذراعه السلفي للتظاهر غداً الجمعة