ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء "التي رحلت عن الدنيا في عينها دمعة وفي قلبها غصة إذ عاشت وماتت مظلومة، ومع ذلك فإنها انتصرت للحق وحاربت الباطل وتحدت الظلم وأصرت على موقفها، إن السيدة الزهراء إنسية ملائكية نتأسى بها ونعمل على طريقتها ونبتعد عن كل ضلالة وفساد وشر. إن أهل البيت رحمة للعباد وامن للبلاد بهم نستضيء ومن علمهم نتثقف ونتربى، وفي أيام المحن والهزات والاضطرابات علينا أن نعود إلى اهل البيت فنعمل عملهم ونتبنى مقالتهم ونسير سيرهم فكل راع مسؤول عن رعيته وأهل البيت هم رعاة الأمة ومصابيح نورها نستضيء بنور علمهم فنسير على خطاهم في نهج الاستقامة والتنظيم فنبتعد عن الفوضى والمهاترات والشر والفساد والغي والمنكر".
وأضاف:" إن أهل البيت علماء وأدلة إلى الحق ينبغي أن نقتدي بهم ونتبرأ من كل ظالم فاسد. لذلك علينا أن نبحث أمورنا التي نعيشها من خلال اهل البيت، وأولها ما جرى ويجري في البحرين من هدم المساجد وتمزيق للمصاحف وعدم احترام النفوس البريئة والدماء الطاهرة، اننا نستنكر ما قام به البعض من حرق للقرآن فالصور التي نشاهدها عن هدم للحسينيات والمساجد في البحرين أعمال مدانة نرفضها إذ إن ظلم ذوي القربى اشد إيلاما لأنها تأتي من أناس يدعون الإسلام في حين لا يوجد أصوات تستنكر ما يجري لشعب البحرين المسالم والمؤمن فشعب البحرين يريد العافية والسلامة وحسن الجوار فلماذا تحدي شعب البحرين وانتهاك المقدسات؟".
وتابع:"نقول للحكام: إن للصبر حدودا، ونرفض مطلقا ما يتعرض له شعب البحرين والمساجد والحسينيات والمصاحف من انتهاك واعتداء ونطالب المسلمين إن يحافظوا على اهل البحرين لان المحافظة على شعب البحرين محافظة على كل شعوب الخليج لذلك انصح أهل الخليج وحكامه ان يحفظوا شعب البحرين ومساجد وحسينيات البحرين ،إن حفظ شعب البحرين حفظ للخليج فإذا ضيعتم البحرين فان الخليج بأسره سيضيع واذكر الجميع أن دم المسلم على المسلم حرام وعليكم ايها الحكام والشوب أن تحفظوا الناس وكراماتها ومقدساتها، لذلك نرفع الصوت عاليا لحفظ البحرين وليتأمل الجميع بثورة شعب مصر هذا الشعب الحضاري الذي يصحح مسيرته كما شعب تونس وليبيا. فاذا ثار الشعب تحطمت القيود وانهار الظلم لذلك ننصح الجميع بالروية والحكمة فالقوة لا تستعمل إلا لرد الظالم اما المظلوم فان الله ينصره لانه ناصر كل مظلوم، ونطالب بأن تنسحب قوات درع الخليج من البحرين وليتعاون اهل البحرين في ما بينهم على البر والتقوى".
وتحدث عن الوضع في لبنان، فقال:"على الرغم من كل الأزمات التي يعيشها شعب لبنان فان الوضع فيه أفضل من غيره ولكن علينا إن نعمل لما يحمي البلاد، فالفوضى لا تخدم احدا بل تهدم وتخرب وتبعد الناس عن الحق والحقيقة، نطالب اللبنانيين أن يحترموا أنفسهم ويبتعدوا عن الشحناء والبغضاء والارتجال والفوضى فيكونوا محبين محافظين على وطنهم، وعلينا إن نقوم بدراسة شاملة لكل المشاعات في لبنان فلا نظلم الفقير الذي بنى غرفتين ليسكن فيها ونترك الغني الذي يبني فنادق والمنتجعات في المشاعات فنتجاوز التعدي على الممتلكات البحرية ، نحن لا نقبل الفوضى ونرفض الخروج عن النظام ولكن نرفض إن يكون هناك ابن ست وابن جارية في نفس الوقت، فالجميع يجب أن يتساووا أمام القانون. كما نرفض أن يبني أحدا في أملاك الوقف وأدعو قوى الأمن الداخلي والجيش إن يتعاطوا بحزم وعدل وإنصاف، فالضحيتان في صور قتلا ظلما وعدوانا بسلاح الدولة، لذلك نطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسببين ونحن نرفض أن يبني أحد دون رخصة وعلينا أن ننظم شأننا كما أمرنا الإمام علي حين قال: الله في نظم أمركم وعليكم أن تنظموا شأنكم وتصلحوا أمركم لان رسول الله قال "إصلاح ذات البين أفضل من عموم الصلاة والصوم"، ومن هنا نطالب السياسيين بالإسراع في تشكيل حكومة انقاذ وطني تعالج كل المشاكل والازمات التي يعاني منها اللبنانيون فتتفرغ الحكومة العتيدة لرعاية شؤون الناس وحل مشاكلها الاجتماعية والمعيشية والصحية والتربوية".
وختم:"إن بلادنا تعيش في كرب وبلاء، فما يجري في ليبيا لا يمكن أن نسكت عليه وما يجري في اليمن لا نقبل به وعلى الجميع أن يبتعدوا عن الاعتداء والظلم ويجب أن يحترم الإنسان في بلادنا ويتم التعامل معه بالحسنى والخير والبركة نريد بلادنا أن تكون مزدهرة وشعبنا مطمئنا يعيش حالة السخاء والهناء، ونطالب الجميع إن يكونوا بعون شعوبهم فيتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان".