وقعت اشتباكات بين الأهالي وقوى الأمن الداخلي اللبنانية أمس، على خلفية ازالة مخالفات البناء على الاملاك العامة، في حي المساكن الشعبية في صور، حيث تجمهر الاهالي واعترضوا القوى الامنية لمنعها من القيام بمهامها، مما استدعى الاخيرة الى اطلاق أعيرة نارية في الهواء أدى الى مقتل شخصين هما: الفلسطيني وسام الطويل وعلي ناصر (لبناني من بلدة شيحين)، كذلك اصيب كل من ابراهيم طالب وجهاد حمود (من بلدة حداثا) بجروح.
وعلى الفور تجمع الاهالي، وعمدوا الى احراق آليتين عسكريتين تابعتين لقوى الامن الداخلي في منتصف الطريق الذي قطع بالإطارات المطاطية. وعم الغضب الاهالي الذين ظلوا في الشارع، احتجاجا على ما حصل.
وعقد اجتماع طارئ في ثكنة صور العسكرية ضم: مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، وقائد منطقة جنوب الليطاني في الجيش العميد صادق طليس، ومسؤول المخابرات في صور العقيد مدحت حميد، وعضو قيادة حركة «أمل» محمد زراقط وعن «حزب الله» جهاد شري.
وبحث المجتمعون في الإشكال الذي حصل، وخلصوا الى تشكيل لجنة تحقيق ميدانية برئاسة قاضي التحقيق نبيل وهبي للوقوف على أسباب مقتل الشخصين.
في السياق، وقع إشكال بين الأهالي وقوى الأمن الداخلي في محلّة الأوزاعي على خلفية محاولة الأخيرة قمع مخالفة بناء لـ»هنغار» من التنك من أجل تشييد محل للعمل.
وعمد الأهالي الى قطع الطريق ومحاصرة سيارة تابعة للقوى الامنية، ووضعوا أطفالهم ونساءهم أمام الجرافة التي أتت الى مكان مخالفة البناء لهدم ما يتم بناؤه، وقطعوا الطرقات كما وضعوا حجارة في وسط الطريق.
وأفادت مراسلة قناة الـ»ال بي سي» بأن القوى الأمنية كانت أوقفت أحد المتظاهرين من الأهالي في الأوزاعي، لكن الأطفال والنسوة حاصروا السيارة العسكرية ولم يتركوه الا بعد ان أنزلوا الموقوف منها، وتلقّت القوى الامنية وعوداً من الأهالي بان يسلّم نفسه لكي تعود الأمور الى طبيعتها.
في غضون ذلك، نفى رئيس المكتب الاعلامي لـ»حزب التحرير» أحمد قصص خلال مؤتمر صحافي أمس أي علاقة للحزب بالبيان الذي وزع أمس الأول الذي تمت الاشارة فيه الى تعاون الحزب مع حزب «القوات» و»الكتائب اللبنانية» و»تيار المستقبل» في تنظيم المظاهرة اليوم، آسفاً «لتعمد بعض الصحف والإذاعات نشر هذا الخبر الكاذب دون التحقق من صحته».
واعتبر القصص ان «محاولة قمع المظاهرة أتت بإيعاز من النظام السوري الى بعض الأجهزة الرسمية والأحزاب الموالية للنظام السوري في لبنان»، مؤكداً أن الذين سيشاركون في المظاهرة «غدا الجمعة» غير آبهين بقرار السلطات اللبنانية منع التظاهر مؤكدا انهم سيخرجون بعد الصلاة من المسجد مباشرة الى الشوارع المتصلة بساحة النور احتجاجاً على ممارسة النظام السوري ضد الشعب الذي يطالبه بحقوقه».