المغترب اللبناني ينهض كطائر الفينيق رغماً عما يحصل له

يختار الجنوبي بشكل خاص شطر أفريقيا والأميركيتين، منذ زمن البواخر ووسائل الهجرة الأولية إلى يومنا هذا، فيما يُعاني العديد من المآسي، مع كل توترٍ يحصل في أحد هذه البلدان، حيث ينعكس ذلك سلباً على مصالحه فيها.

اليوم تكثر المخاطر التي تحدث للمغترب اللبناني، بعد ما تعرّضت له الجالية اللبنانية في ساحل العاج، حيث يقيم أكثر من 100 ألف مغترب لبناني غالبيته من الجنوب، الذي يعتبر أكبر تجمّع اغترابي جنوبي.

بدوره، المغترب محمد فردون، قال: بدأت أكبر عملية ترحيل للجالية منذ وصولها على تلك الأرض، ومر اللبنانيون المغتربون في ظروفٍ صعبة، فأقفلت المطارات وقطعت طرق المواصلات، حيث حضر وفدٌ رسمي وعسكري وإنساني لمواكبة هذه العملية المعقدة.

وناشد "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وكل المسؤولين الإتصال بالدول المؤثرة في ساحل العاج وغيرها من أجل حفظ أرزاق اللبنانيين، والإتصال بالرئيس المنتخب وتارا، وحثّه على الإهتمام بالمغتربين اللبنانيين الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من أبناء ساحل العاج".

وطالب "الدولة النظر باهتمامٍ إلى الجالية اللبنانية، من أجل الحفاظ على كل المغتربين، وفي ساحل العاج على وجه الخصوص، لما يمثلونه من شريحة تدر إلى بلدهم الأم روافد إقتصادية هامة".

وأمل، بعد إستلام وتارا سدة الرئاسة "أن يعم الأمن والإستقرار والإزدهار في ربوع ساحل العاج، هذا البلد الذي فتح صدره وقلبه للبنانيين، وأملنا كبيرٌ بالرئيس وتارا والدولة اللبنانية وفتح آفاقٍ جديدة معه بما فيه مصلحة المغترب اللبناني وديمومة استمرار عمله في بلاد الإغتراب".

واعتبر "أن يداً واحدة لا تصفق، فالسفير اللبناني في ساحل العاج الدكتور علي عجمي صنع من الضعف قوة، وكان خير إنسان وأول سفير تشهده ساحل العاج بهذه الديناميكية والمتابعة، حتى أنه ضحى بحياته وبكل مقدراته من أجل حماية اللبنانيين والمحافظة على حياتهم، إن من خلال عملية التواصل معهم أو من خلال عملية تسهيل الإجلاء لمن كان يرغب، داعياً الدولة اللبنانية إلى مكافأة السفير عجمي ومنحه وساماً تقديرياً".

كما أشاد فردون "برئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر، الذي فتح بيته هناك وحوّله إلى مكتبٍ لمتابعة قضايا الجالية".

من ناحيته، المغترب رضا فردون، أشار إلى "أن ما حصل يُمكن أن يحصل في أي بلد آخر قد يشهد نوعاً من الحروب، وعلى الرغم من كل ما حدث، سنعود إلى ساحل العاج في أقرب وقتٍ ممكن، وسنعاود إلى العمل هناك مع هذا الشعب الطيب الذي بات يشكل جزءاً من حياتنا اليومية، وعلينا أن نتجاوز كل الأمور لتعاود الحركة الإقتصادية الدوران، لأننا كطائر الفينيق ننهض من تحت الرماد ونستمد من الضعف قوة لنبني مستقبلنا ومستقبل أطفالنا"•

من جانبه، أحد أركان الإغتراب اللبناني في ساحل العاج الحاج محمود برجي "أبو كريم"، لم يغادر تلك البلاد، أبلغنا في إتصالٍ هاتفي معه "أن الوضع بشكلٍ عام مال نحو التهدئة، وخاصةً بعد تسلم الرئيس وتارا الحكم وضبط الأمن وسحب المسلحين من الشوارع، ومع عودة العجلة الإقتصادية إلى الدوران، وذلك من خلال وعود على أن تعاود المصارف أعمالها في أقرب وقتٍ ممكن"•

وأشاد "بالشعب العاجي" المضياف على ما يتحلى به بحسن الضيافة وبالمواطنية العالية، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي لحقت بالمغتربين وغيرهم، فإن الكثير منهم لا يشعر بالغربة في ساحل العاج من حيث حرية التملك والعمل الحر"، منوّهاً "بالدور الفرنسي البارز الذي ساعد الكثير من العائلات المحاصرة بترحيلهم إلى البلدان المجاورة"•

وناشد "الدولة اللبنانية "بضرورة تشكيل لجنة طوارئ دائمة لمد يد العون إلى كافة الجاليات المنتشرة في أرجاء المعمورة، خصوصاً في البلاد الأفريقية، التي نكن لها كل خير وتقدم وازدهار، وأن يتم تجاوز الأزمات والمحن الطارئة"، حاثاً "المسؤولين المغتربين عدم بث الشائعات المغرضة وتضخيم الأحداث، كون المغترب اللبناني لا يتدخل بالسياسات الداخلية على الإطلاق"•

وختم برجي متمنياً "لشاطئ العاج البلد الثاني، كل الخير والتقدم والإزدهار، وأن تعتبر الحكومة العاجية الجديدة المغترب اللبناني عنصر مساعدة وليس طرفاً في النزاع"•

السابق
الاتفاق على الثوابت المسيحية هل يلحق ضرراً بحلفاء من 8 و14 آذار؟
التالي
لقاء سليمان وبري في قصر بعبدا