قضت محكمة تونسية بالافراج عن شرطية اتهمت بصفع بائع الفاكهة الشاب محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في نفسه في وقت لاحق، وهوما فجر ثورات في انحاء العالم العربي.
وأضرم محمد بوعزيزي النار في نفسه امام مبنى حكومي يوم 17 ديسمبر كانون الاول قائلا ان الشرطة هي التي دفعته الى ذلك عندما صادرت العربة التي يبيع عليها الخضروات والفاكهة. وتوفي في وقت لاحق في المستشفى.
وفجر موت البوعزيزي مظاهرات احتجاج امتدت في انحاء البلاد بعد ذلك بشهر، وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على الفرار الى السعودية منهيا حكمه الذي استمر أكثر من عقدين.
وألهمت الاطاحة بالرئيس التونسي بدورها الناشطين في أنحاء المنطقة والذين تحركوا للاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك ثم امتدت الى الشوارع في اليمن والبحرين وسوريا ودول اخرى.
وقبل ان يهرب بن علي حاول تهدئة الغضب العام باصدار امر باعتقال الشرطية فادية حمدي التي اتهمت بصفع بوعزيزي. واتهمت اسرة بائع الفاكهة فادية باهانة ابنهم علانية.
"كبش فداء"
لكن والدة بوعزيزي سحبت يوم الثلاثاء شكواها ضد الشرطية عندما بدأت المحاكمة في سيدي بوزيد.
ونقلت وكالة الانباء التونسية عن والدة بوعزيزي قولها انه كان قرارا صعبا لكنه مدروس جيدا لتجنب الكراهية وللمساعدة في مصالحة سكان سيدي بوزيد.
وخارج المحكمة تجمع مئات الاشخاص الذين حمل بعضهم لافتات تدعو الى الافراج عن الشرطية وقالوا انها كانت ضحية بن علي.
وكانوا يهتفون بكلمة "حرية حرية" قائلين ان فادية حمدي استخدمت ككبش فداء.
وقالت الشرطية للمحكمة "انني بريئة. لم أصفعه" قبل ان يحكم القاضي بشطب القضية ويأمر بالافراج عنها.
وقالت بسمة نصري محامية حمدي لرويترز "هذا الامر سياسي محض. انها بريئة".