الشرق الأوسط :14 آذار تنتقد مواقف نصر الله “التخوينية” و”المستقبل” يعتبرها هروبا إلى الأمام

قوبل كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي هاجم فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وفريقه السياسي، وانتقاده لدولة البحرين ومجلس التعاون الخليجي، بردود واسعة وقاسية من فريق 14 آذار عموما، وتيار "المستقبل" خصوصا، أبدت أسفها لـ"تمادي نصر الله في الأسلوب التخويني والتحريضي"، معتبرة أن تقييمه لموقف الحريري "غير عادل ويفتقد للموضوعية".
في حين واصل حزب الله هجومه على الحريري على خلفية موقفه من التدخلات الإيرانية في لبنان والدول العربية، واصفا إياه بأنه "موقف أميركي إسرائيلي هدفه ضرب إيران وثورتها الإسلامية وإثارة الفتن العرقية والقومية". فقد اعتبر رئيس الحكومة الأسبق (رئيس كتلة نواب المستقبل) فؤاد السنيورة، أن في كلام نصر الله عن المساعدات التي قدمت للبنان خلال حرب (يوليو) تموز "إهمالا متعمدا يلجأ إليه كما يلجأ غيره، للدور الكبير والرائد الذي قامت به المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في دعم للبنان على مدى كل السنوات الماضية". وقال "إن إغفال دور الراعي الأكبر والمتبرع الأكبر والداعم الأكبر إلى لبنان ليس ظلما، بل افتراء على الحقيقة، وهي حقيقة أساسية وثابتة، بأن المملكة العربية السعودية هي التي تكفلت بقرابة نصف عدد الأبنية والوحدات السكنية التي دمرت أو التي تضررت في لبنان في عام 2006، فكيف لعاقل يمكن له أن يغفل هذه الحقيقة؟".

إلى ذلك، عبّر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب عن صدمته من كلام الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وقال "يفترض بالسيد نصر الله أن يزن أقواله قبل أن يذهب باتهاماته، فنحن (14 آذار) لا نعطي صفقات ما على لبنان، لأن لبنان ليس موضع مساومة، وهدفنا ليس السلطة". ودعا إلى "عدم التمادي في اتخاذ موقف من أي دولة يلحق الضرر باللبنانيين ويعرضهم لخسارات"، متسائلا "كيف يمكن لأحد الاستناد إلى كلام منسوب لسفير دولة (أميركا) يقولون إنها الشيطان الأكبر، لاتهام شريكه في الوطن؟"، متأسفا لـ"مستوى الكلام السياسي التحريضي والتخويني الذي صدر عن نصر الله". واعتبر عضو تكتل لبنان أولا، النائب عمار حوري، أن "ظهور الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، على شاشات التلفزة، لم يكن موفقا"، مشددا على أن "لغة التخوين أصبحت مملة، ومنطق الدويلة التي تتفوق على الدولة لا يخدم ولا يفيد". ورأى في كلامه "تقييما غير عادل في موضوع ساحل العاج، وهجوما على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يفتقد للموضوعية، وابتعادا كاملا في مسألة البحرين وإيران". في المقابل، واصل حزب الله هجومه على رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، فرأى النائب نواف الموسوي أن موقف الحريري من إيران هو "موقف أميركي إسرائيلي يسعى إلى ضرب إيران وعزلها منذ انتصار الثورة الإسلامية، ومحاصرة إرادة المقاومة الإسلامية والعربية". وقال "ثمة في لبنان من يموه بطالته الحكومية بالاشتغال بوظيفة أسندت إليه من جانب محور أميركي إسرائيلي له امتداداته العربية، وهذا الذي أصبح في مرحلة البطالة الحكومية يشتغل في هذه الآونة بمهمة إثارة الفتنة، تارة بالفتنة المذهبية، وطورا بالفتن العرقية والقومية، وكل ذلك بهدف تصديع المجتمعات العربية والإسلامية المقاومة للهيمنة الأميركية وللعدوان والاحتلال الإسرائيليين".
واتهم عضو كتلة حزب الله، النائب علي فياض، الرئيس الحريري بـ"السعي عن قصد إلى تسميم المناخ السياسي الداخلي على قاعدة (ومن بعدي الطوفان)"، معتبرا أن "الحريري وفريقه السياسي فقدوا التوازن، ويتصرفون بتوتر ورعونة"، منبها إلى أن "اللعب على النعرة القومية مثله كمثل النعرة الطائفية يخدم المشروع التقسيمي في المنطقة، ويجر لبنان إلى مزيد من التعقيدات"، مشيرا إلى أن "الحريري وما دام في موقعه الرسمي كرئيس لحكومة لبنان، لا يستطيع أن يتجاوز مجلس الوزراء ويطلق موقفا يتجاوز فيه صلاحياته، ويأخذ البلد إلى سياسات جديدة غير مقررة رسميا وتتناقض أساسا مع مصالح لبنان، وتنعكس سلبا على استقراره وعلاقاته الخارجية". وقال "إن هذه المواقف التقسيمية التي تسعى إلى إثارة الفرقة والفتن وتمزيق جسد الأمة، لن تجرنا إلى أي رهانات خاطئة، فخيارنا هو العمل على وحدة لبنان واستقراره وحماية سيادته ووحدة الأمة بكل مكوناتها الدينية والطائفية مسيحيين ومسلمين، سنة وشيعة ودروزا وكل الطوائف الأخرى".

السابق
المستقبل عن أوساط ميقاتي: تشكيل الحكومة بلغ مرحلة الأسماء والحقائب
التالي
الحياة: جنبلاط يشكو من الأضرار السياسية الناتجة من تأخير ولادة الحكومة