الجمهورية عن مصادر: محاولات دولية تُبذل مع لبنان لتفادي انعكاسات الاحداث الجارية في سوريا

تحدثت مصادر مطلعة لـصحيفة "الجمهورية" عن محاولات دولية حثيثة تُبذل مع لبنان بهدف احياء مشروع تحييده في المرحلة الراهنة، بغية تفادي انعكاسات الاحداث الجارية في المنطقة عموما، وفي سوريا خصوصا، على ساحته.

وقالت ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تبلّغ عبر اقنية ديبلوماسية نصائح اوروبية – اميركية – اممية باعادة احياء طرح حياد لبنان، او على الاقل، تحييده في هذه الفترة بعد تزايد حدة الاصطفاف اللبناني في سياسة المحاور، سواء من "حزب الله" وحلفائه في المحور السوري – الايراني، او من الحريري وحلفائه في المحور السعودي – الخليجي"، مؤكدةً ان الاسبوع الحالي سيكون اسبوع العمل بامتياز على تحقيق هذا التحييد واقناع الاطراف المعنيين بتجميد ارتباطاتهم بالمحاور الاقليمية، لأن في ذلك مصلحة لهم لأنهم جميعهم في مأزق، وفي رأي الامم المتحدة انها فرصة مناسبة لاحياء طرح مشروع حياد لبنان، فحزب الله الذي يعلن جهارا ارتباطه بايران متخوف في الوقت نفسه من انعكاسات ارتباط اطراف آخرين بالمحور السعودي – الخليجي.

ولاحظت المصادر ان اجواء المخاوف والقلق تنسحب ايضا على اطراف في فريق 14 اذار، فهي لا توافق على الدخول في لعبة المحاور الاقليمية، ولا توافق الحريري في هجومه على ايران، كما ان اطرافا في قوى 8 اذار تبدي تخوّفها من التمركز في المحور الايراني – السوري مع بروز تطورات عدة في سوريا والتحرك المرتقب للمعارضة في ايران.
وقد برزت معالم طرح تحييد لبنان عما يجري خارجيا من خلال مواقف كل من رئيس الجمهورية الذي ذكّر "ان سياسة لبنان الخارجية ترتكز على مبدأ الابتعاد عن المحاور وتلافي جعله ساحة للصراعات الاقليمية والدولية"، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بدعوته الى "عدم الانزلاق في سياسة المحاور".
كذلك صبّت مواقف كل من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في هذا الاتجاه.
ومن هنا، قالت المصادر نفسها، ان الاسبوع الحالي سيكون اسبوع العمل لتحييد لبنان، مستبعدة بالتالي اي ولادة حكومية وشيكة قبل تهدئة الاوضاع وتوقّف الحملات المتبادلة، خصوصا وأن الخيارات الثلاثة التي كانت امام الرئيس المكلف تبدو انها امام حائط مسدود، بعد سقوط حكومة اللون الواحد بسبب الخلافات بين قوى 8 اذار، وسقوط حكومة التكنوقراط بسبب خطورة الاحداث، وسقوط حكومة الوحدة الوطنية بفعل توقف الاتصالات مع قوى 14 اذار بعد "دفتر الشروط" الذي وضعته للمشاركة فيها.

السابق
الراعي توجه إلى الفاتيكان.. لتشكيل الحكومة في اسرع وقت برئاسة ميقاتي
التالي
الجمهورية: الحكومة ثلاثينية.. موزعة 10 + 10 + 10