يطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء عبر شاشة المنار غد السبت، ليتطرق الى الاوضاع السياسية. وتأتي اطلالة السيد نصرالله غير مترافقة مع اي مناسبة حزبية او دينية، كما درجت العادة في اكثر اطلالاته. لذا يرجح ان يتناول السيد نصرالله في عناوين حديثه الى الموقف الاخير والمستجد للرئيس سعد الحريري من ايران، الذي اتهم ايران بالتدخل في الشؤون اللبنانية كما العربية. وهو موقف يحيله مراقبون الى اسباب يتصل جزء منها بالانقسام اللبناني الداخلي. واخر بالموقف الذي اصدره مجلس التعاون الخليجي خلال احتجاجات المعارضة في البحرين ضد النظام الحاكم.
وفيما يتوقع ان يتطرق السيد نصرالله الى موضوع تشكيل الحكومة، يرجح ان يجدد تأكيد حزب الله على عدم منافسة حلفائه على الحصص الوزارية، ليؤكد على انه سيتهاون في شأن حصته من اجل تأمين التوافق داخل جبهة الاكثرية. ولن يغيب عن خطاب نصرالله كم جرت العادة التطرق الى موضوع المقاومة والسلاح والمخاطر الاسرائيلية على لبنان. الى ذلك يتوقع ان يحاذر السيد نصرالله التطرق الى الاحداث الجارية في سورية وتلك الجارية في ليبيا. من دون ان يغيب عن خطابه الموقف الذي يؤيد فيه ارادة الشعوب ومطالبها في الحرية والتحرر. ويعتقد متابعون انه سوف يتوجه من الحكومة اللبناننية للقيام بواجباتها اتجاه المغتربين اللبنانيين سواء في عملية انتقالهم الى لبنان او تأمين شروط الاستقبال في لبنان عبر ايجاد فرص عمل للقادمين وفرص استثمار جديدة.
المرجح ان يأخذ حيز الرد على كلام الحريري اهتمام السيد نصرالله، خصوصا ان ما قاله الحريري لا يعكس وجهة خاصة بقدر ما هو تعبير عن تصعيد المواجهة الايرانية-الخليجية اثر احداث البحرين. وكما يعبر موقف الحريري عن محاولة عربية لتقديم المخاطر الايرانية، على مسار الثورات والدعوات الاصلاحية داخل الدول العربية، فان الامين العام لحزب الله لا يبدو انه في اتجاه ادراج التحركات الاصلاحية في العالم العربي(باستثناء البحرين) في مقدمة اهتمامات الحزب في موازاة خطاب المقاومة ضد اسرائيل.
في الخلاصة ينتظر المتابعون ان يحمل السيد نصرالله كلاما حاسما بشأن تشكيل الحكومة كرد عملي على الرئيس الحريري الذي يستبعد حصول هذا التشكيل كما يصرح المقربون منه. هذا الرد المحتمل لا يخل بالحيز المشترك بينهما، وعبر وسيلة المواجهة. هذا الحيز هو معركة جديدة بين نهج داع الى التصدي للسياسة الايرانية وأخر متمسك باولوية الصراع مع اسرائيل. منهجان يتقاطعان موضوعيا على الحد من التفاعل مع دعوات الاصلاح والثورة على الاستبداد في الدول العربية "الممانعة" و"المعتدلة".