الجراح: نرفض تدخل سورية في لبنان ولبنان في سورية

استغرب عضو كتلة المستقبل النائب عن منطقة البقاع الغربي جمال الجراح الاتهامات التي يسوقها البعض عن تورط تيار المستقبل بالأحداث التي تشهدها سورية، وأشار الى ان هذا الكلام مصدره فريق سياسي معين هدفه الإساءة الى العلاقة بين لبنان وسورية. وأكد أن تيار المستقبل لا يملك السلاح ليدافع به عن نفسه عندما يتم الاعتداء عليه، فكيف ـ والحال هذه ـ يكون لديه سلاح ليصدره؟! نافيا كل ما يتم تداوله في هذا الشأن من قبل وسائل إعلام معروفة الاهداف. لافتا الى ان تيار المستقبل لا يعتمد هذا الاسلوب في العمل السياسي ولا مصلحة له ليصدر السلاح الى الخارج أيا يكن هذا الخارج، رافضا تدخل سورية في الشأن اللبناني وتدخل لبنان في سورية.

ورأى النائب الجراح في تصريح لـ «الأنباء» ان الاتهام الموجه زورا الى تيار المستقبل يجب أن يكون مبنيا على إثباتات وأدلة، داعيا الجانب السوري الرسمي الى أن يبرز ما لديه من أدلة ووقائع، مؤكدا ان تيار المستقبل لا علاقة له بما يحصل في سورية، وهو لديه قرار بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري وبعدم التعليق على ما يجري في سورية. مشيرا الى انه لا مصلحة لتيار المستقبل بأن يمارس على الآخرين ما يرفضه تجاه ما يمارس عليه من اعتداء. وأكد أن الوقائع الأمنية والعسكرية التي جرت في لبنان يوم السابع من مايو حتى اليوم أثبتت أن تيار المستقبل لا يملك السلاح، ولن يكون مسلحا يوما إلا بالطرق الديموقراطية والسلمية في نظامنا السياسي.

وعما أوردته بعض الصحف عن لقائه بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام في العاصمة الفرنسية باريس، أكد النائب الجراح ان اللقاء الذي جمعه مع خدام لا يمت بصلة لما تشهده سورية، مشددا على عمق العلاقة التي تجمع بينهما، لافتا الى انه يقوم بزيارة خدام عندما تحين الفرصة نظرا لعمق العلاقة العائلية التي يعتز بها.

ورأى النائب الجراح ان المناخ السائد في المنطقة هو مناخ تغييري لا يعني بالضرورة تغيير أنظمة بل تغيير في منهجية وتعاطي هذه الانظمة مع شعوبها، معلقا على ما تشهده سورية من مظاهرات بالقول ان لكل دولة خصوصياتها وان الشكوى تختلف من دولة الى دولة لجهة المطالب، معربا عن اعتقاده أن النموذجين التونسي والمصري أعطيا نوعا من الدفع للشعوب العربية للتحرك باتجاه المطالبة بحقوقها وبالإصلاح والاحتجاج لنيل بعض الحقوق والمكتسبات التي يعتبرها المواطن العربي أصبحت أساسية وضرورية، لافتا الى سلسلة الاجراءات التي اتخذتها سورية لناحية إلغاء قانون الطوارئ الذي يعمل به منذ 48 عاما والذي تتم تحت غطائه ارتكابات، متمنيا لو كان تم اتخاذ هذه الاجراءات دون سقوط عدد كبير من الشهداء في درعا واللاذقية وغيرهما من المناطق، خصوصا ان المنطقة تعيش نوعا من الثورة على بعض القوانين والاجراءات التي كانت تتخذ بحق الشعوب.
وردا على سؤال حول ردة الفعل العربية تجاه ما يحصل في سورية وتأكيد عدد من الدول العربية الوقوف الى جانب سورية، أكد النائب الجراح ان سياسة المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وغيرها من الدول العربية هي الاستقرار في المنطقة ودعم كل ما يؤدي الى هذا الاستقرار سواء في سورية أو غيرها من الدول العربية وشجبها للعنف وكل ما يؤدي الى إراقة الدماء وتدعو دائما الى الحوار بين الاطراف وحل كل الاشكالات عن طريق الحوار.

وفي الشأن المتصل بتأليف الحكومة، أعرب النائب الجراح عن اعتقاده أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي يرفض منطق المحاصرة الذي يحاول بعض الاطراف السياسية ضربه حوله لجهة عدد الوزراء ونوعية الحقائب، لافتا الى ان الرئيس ميقاتي يواجه العقد من قبل من لديهم شهوة الاستيزار والحصول على حقائب معينة والإصرار عليها واللعب في الساحة السياسية وكأن هناك فريقا واحدا هو المقرر في الحياة السياسية اللبنانية، معتبرا ان تدخل الراعي الاقليمي يحسم هذا الموضوع ويحل
وردا ع‍لى سؤال حول احتمال اعتذار الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة بسبب ما يواجهه من صعوبة التفاهم مع الغالبية النيابية، اعتبر النائب الجراح ان الفريق الذي أتى بالرئيس ميقاتي الى الحكومة سيمنعه من الاعتذار حتى لو طال الوقت، مشيرا الى أن المحاولات ستبقى قائمة لتذليل العقد والعقبات للابقاء على ميقاتي رئيسا مكلفا.

وعن السلاح في الداخل قال الجراح لو لم يستخدم هذا السلاح في الداخل، ولو احترمت مقررات الدوحة لما كان من طرح كهذا لموضوع السلاح.

السابق
سعيد لـ”السياسة”: الأسد تكلم عن الماضي وليس عن المستقبل
التالي
قوات واتارا تهاجم قوات غباغبو بالأسلحة الثقيلة في محيط القصر الرئاسي