ربيع مغدوشة.. بدء قطاف زهر الليمون

بين الربيع وبلدة مغدوشة قصة حب عابقة برائحة زهر الليمون تتجدد في مثل هذه الأيام من كل عام، فما يكاد الربيع يطل حتى تتعطر سيدة المنطرة برائحة الزهر تستقبل بها الزائرين حتى قبل ان تطأ أقدامهم ارضها، فتفتح زهر الليمون والبوصفير الذي تشتهر مغدوشة بزراعته، يطلق سباق قطاف الموسم الذي يبلغ خط نهايته بتقطير انتاج ماء الزهر ومشتقاته.
موسم القطاف بدأ في مغدوشة وهي من المناطق القليلة في الجنوب لا تزال تحافظ على هذه المساحات الواسعة من اشجار البوصفير المخصصة لإنتاج ماء الزهر. حتى ذاعت شهرتها به داخل لبنان وخارجه.
وتتولى تعاونية زهر الليمون والبوصفير في مغدوشة والتي تأسست في العام 1995، الاشراف على كل ما له علاقة بموسم الزهر والقسم الأكبر من انتاج البلدة البالغ بين ثمانين ومئة طن في السنة، ومن ماء الزهر الذي يتراوح انتاج التعاونية وحدها منه سنويا بين خمسة وستة آلاف عبوة زجاجية. اذ يقطر الزهر في المعمل الذي أسس لهذه الغاية في البلدة والذي يعتبر الأكبر والأول من نوعه في الجنوب .
تنتج مغدوشة بين 80 و100 طن من الزهر سنويا، ويعتمد الكثير من عائلاتها على رعاية وقطاف موسم الزهر في معيشتهم وبعض المزارعين يقوم بـ "ضمان" أشجار البوصفير كل موسم حيث يقوم وافراد عائلته بقطافه توفيرا لليد العاملة التي تزيد الكلفة الى جانب كلفة السماد وأدوية مكافحة الأمراض التي يمكن ان تصاب بها هذه الأشجار. وتعد الرياح الخمسينية او الهواء الساخن "الشلوق" العدو الأول لموسم زهر الليمون والبوصفير اذا ما هب عليه قبل اكتمال تفتحه.
موسم جيد
تعتمد تعاونية زهر الليمون والبوصفير في البلدة بشكل اساسي على حجوزات سنوية للزهر او مائه من قبل مؤسسات وجمعيات وافراد، أبرزها واكثرها مساهمة في دعم هذا الانتاج مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة. وتعول التعاونية حسب رئيسها نبيل خوري، كثيراً على الترويج للإنتاج كعامل اساسي في تسويقه. ويقول ان موسم الزهر جيد هذه السنة، ونحن كتعاونية بدأنا باستقبال وشراء المحصول كما اعتدنا كل سنة، لنقوم بدورنا اما ببيعه زهرا أو بتقطيره ماء زهر في معمل البلدة .
ويقول نائب رئيس التعاونية حنا الحكيم: مهمتنا كتعاونية أن نساعد المزارع ليكون السعر مقبولاً وليفي المزارع تعبه. فالإيجار مكلف وقطاف زهر البوصفير يكلف وقتا كبيرا. وشجر البوصفير في مغدوشة معروف في كل لبنان انه من أجود الأنواع وماء زهره نقي وطيب ويصمد وقتاً طويلاً، لأن شجر مغدوشة مزروع على بعل ولا يسقى في الصيف ابداً. وارض مغدوشة ومناخها ملائم كثيرا لمناخ شجرة ليمون البوصفير. وانتاج مغدوشة ككل نحو 80 الى 100 طن حسب الحمل، تشتري التعاونية منها نحو 15 طنا لها لتقطرها ماء زهر. والأهالي في الضيعة يقطرون نحو عشرة اطنان.
وتوجه الحكيم بالشكر الى كل الذين يدعمون التعاونية وخص بالشكر مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بشخص رئيستها النائب بهية الحريري على دعمها كل سنة للتعاونية.
وفي احد بساتين البوصفير ينهمك "ابو روبير" وعائلته في قطاف الزهر الذي اعتاد على ضمان موسمه كل سنة. ويقول "القطاف يبدأ في بداية آذار. نقطفه حبة حبة. احيانا نأخذ بالحصة واحيانا نضمن ونقطف الزهر وننظفه ونسلمه للتعاونية". ويضيف: هذه السنة هناك حمل جيد، ونقول "الله يبعد الهوا الشرقي"، لأنه اذا هبّ يقضي على كل الموسم.

السابق
احصاء يظهر رفض الطائفية وحكومة اللون الواحد
التالي
الخازن ينفي وجود أزمة بين أطراف الموالاة الجديدة حول تشكيل الحكومة