مسيرة

صعًد المعتصمون في «خيمة إسقاط النظام الطائفي» المنصوبة في ساحة الشهداء في صيدا من تحركاتهم الميدانية على الأرض أمس، حيث فاجأوا المدينة وهيئاتها الرسمية والسياسية والتربوية بمسيرة حاشدة كانت ركيزتها الأساسية طلاب المدارس الرسمية في صيدا، فجالت في شوارع عاصمة الجنوب نحو مبنى «شركة الكهرباء» في المدينة. ورفع فيها المتظاهرون العلم اللبناني والأرغفة والشعارات المتحدثة عن القهر والجوع، هاتفين لإسقاط النظام الطائفي.
وانطلقت المسيرة الشبابية من أمام مخيم الاعتصام في ساحة الشهداء باتجاه المدارس المنتشرة في المدينة، وراحت تتجمع تحت زخات المطر في «مستديرة إيليا»، وشارع جزين، وفي الشارع المتفرع من حي الست نفيسة وفؤاد شهاب، ثم انطلقت باتجاه مبنى شركة الكهرباء الذي يقع على بعد نحو 500 متر، إلى الشرق من ساحة النجمة وسط المدينة، واللافت في المسيرة انضمام الشيخ علي الصياد إليها، الذي سار في مقدمتها إلى جانب عدد من نشطاء «خيمة إسقاط النظام الطائفي».
وكان قد سبق وصول المسيرة إلى مبنى شركة الكهرباء حضور عناصر من قوى الأمن الداخلي، ومن الجيش اللبناني، ضربوا طوقاً أمنيا حولها، في حين أطل عدد من الموظفين من نوافذ مكاتبهم على الطريق، ملوحين بأياديهم للمسيرة وللمشاركين فيها. وأعرب عدد كبير من الموظفين عن تضامنه مع شعاراتهم.
وأمام مبنى شركة الكهرباء، ووسط الهتافات وصيحات المشاركين في المسيرة، تحدث الصياد عن «أهمية المشاركة في مثل هذه المسيرات الشبابية، وتحت عباءة الشعارات المرفوعة، ورفضا لكل أنواع الطائفية والمذهبية وقهر الإنسان، ورفضا للظلم والجوع والإذلال». واعتبر الصياد أن «رجل الدين مع تلك الشعارت، ما دامت تحقق العدالة بين الناس ولا تفرق بين مواطن وآخر، لا بل تمنع الفساد والإفساد بين البشر والرشوة وتؤمن الاستقرار للبلد».
كما ألقى الناشط في المسيرة وفي خيمة الاعتصام أسعد حمود كلمة استهلها بقوله: «نحن الشباب اللبناني، انطلقنا من صيدا في مسيرتنا لنؤكد للجميع على أن الشباب لن يعودوا إلى الوراء. ونعبّر عن حراك سياسي قائم بحد ذاته على امتداد البلد، ننشد الإصلاح عبر إسقاط جميع المفاهيم العائدة للنظام الطائفي ورموزه، وإسقاط الفساد والإفساد»، مطالباً بـ «إنشاء هيئة إلغاء الطائفية وبتخفيض سن الاقتراع إلى 18 عاماً، وتحويل لبنان إلى دائرة انتخابية واحدة، ومن ثم محاسبة كل من له علاقة بالفساد كائناً من كان». وأشار حمود إلى «اننا نجتمع كشباب لبناني من جميع الطوائف والمذاهب، لنقول: إن عهد التغيير الحقيقي آت لا محالة. وما الأنشطة التي دعونا وندعو إليها إلا مقدمة للتغيير».
ثم انطلقت المسيرة باتجاه شارع رياض الصلح، فمحلة البوابة الوفوقا، وصولاً إلى ساحة الشهداء حيث خيمة الاعتصام.
وكان المسؤول السياسي في «الجماعة الإسلامية» في الجنوب بسام حمود قد زار مخيم الاعتصام الشبابي في ساحة الشهداء في صيدا، في خطوة وصفت بأنها «تأييد لتحرك الشباب ودعماً للشعار السياسي الذي يرفعونه وهو إلغاء الطائفية»، ونظمت خلال الزيارة جلسة حوارية بين حمود والشباب المعتصمين.
واعتبر حمود أن الجماعة «حركة إصلاحية تدعو إلى إصلاح المجتمع بشكل عام. ونعتبر أن أول لبنة في الاصلاح يجب أن تكون الإصلاح السياسي»، مشدداً على أن «إلغاء الطائفية السياسية لا يعني إلغاء الدين. ونحن مع الإصلاح الاجتماعي ونرفض البطالة ونحارب الفقر ونحاربها»، مؤيداً «التحرك الذي هو عنوان جامع للكثير من القوى السياسية والشبابية الموجودة في لبنان، والحريصة على بناء وطن يتمتع فيه الإنسان بصفة المواطنية من الدرجة الأولى». وأشار إلى أنه «ليس هناك صيف وشتاء تحت سقف واحد، وليس هنالك مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية، نحن نريد الوظيفة بناء على نظافة الكفّ وبناء على الكفاءة والعلم وليس بناء على الطائفة والمصلحة والانتماء الحزبي أو الطائفي أو المذهبي». وطالب حمود بـ «دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية والإنسانية التي يستطيع الإنسان أن يعيش فيها بحرية وكرامة».

السابق
“شباب صور” يطردون الفساد بالتحركات
التالي
مسيرة «إسقاط النظام الطائفي» تجول في صيدا رفضاً للظلم والإذلال