عودة نتنياهو إلى عادته القديمة!

بدا في نهاية الاسبوع الماضي أن التغييرات الجارية في الشرق الاوسط والضغط الدولي المتصاعد لتحريك العملية السياسية لم تمر من فوق رئيس الحكومة.
ففي لقاء مع كتلة الليكود في الكنيست صد نتنياهو الانتقاد الموجه إليه بسبب الابطاء في وتيرة البناء في المستوطنات. وأفيد انه قال في احاديث مغلقة ان الدولة ثنائية القومية ستكون "كارثة على اسرائيل"، وانه لمنع ذلك يقوم ببلورة خطة سياسية، تخترق الطريق المسدود في المفاوضات. وحتى انه وعد المستشارة الالمانية ان يعرض قريبا خطته في "خطاب بار ايلان 2".
يبدو أن الامل في أن يكون نتنياهو قد فهم بان التسويف في القناة الفلسطينية لا يخدم المصلحة الاسرائيلية، كان مبالغا فيه. ففي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا، عاد نتنياهو والقى بالمسؤولية عن الجمود السياسي على الفلسطينيين. وادعى بان اسرائيل قامت بخطوات عديدة لتقدم السلام وانها مستعدة للحلول الوسط فيما ان الفلسطينيين يعلقون آمالهم على تسوية مفروضة من المجتمع الدولية.
ليس واضحا ما الذي قصده نتنياهو بـ "خطوات عديدة لتقدم السلام": فهل قصد رفضه تجميد البناء في المستوطنات في اثناء المفاوضات على مصيرها؟ معارضته استئناف المفاوضات من المكان الذي توقفت عنده في عهد الحكومة السابقة، او على أساس حدود 1967؟ مطالبته المتكررة بان تكون فلسطين الدولة العربية الوحيدة التي تعترف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي؟
حسب شائعات عنيدة، فان "الحلول الوسط" التي ذكرها نتنياهو أول أمس تتعلق بخطة اساسها اقامة دولة فلسطينية على نحو 50 في المائة من اراضي الضفة. الاتفاق على الحدود الدائمة، التسويات في شرقي القدس ومشكلة اللاجئين ستؤجل إلى موعد غير معروف. القيادة الفلسطينية عادت ورفضت الخطة، استنادا إلى خريطة الطريق واعلان انابوليس اللذين قضيا بان تفضي المفاوضات إلى انهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967، وحتى أنهما (خريطة الطريق وأنابوليس) عرضا جدولا زمنيا لتحقيق التسوية الدائمة.
الخطب الرائعة والقوية ودحرجة المسؤولية إلى الاخرين لا تشكل بديلا عن الفعل السياسي الجدي والشجاع. اذا لم يكن بوسع نتنياهو ان يمنع "الكارثة"، بحسب قوله، فان عليه أن يعيد التفويض إلى الجمهور.

السابق
سفير إسبانيا رعى تسليم معدات زراعية في مرجعيون
التالي
المتطرفون ينتظرون