وجه وزير البيئة محمد المشنوق تعميماً الى الجمعيات الاهلية التي تعنى بالبيئة ركز على اهمية ترشيد استهلاك المياه. وتضمّن التعميم بعض التعليمات اليومية التي يساهم تطبيقها في المحافظة على المياه مثل توفير كميات كبيرة من المياه من خلال اتباع تغييرات بسيطة في حياتنا اليومية، منها: اصلاح تسرب المياه، الكشف على جميع التجهيزات (الحنفيات، الدش، الأنابيب، المراحيض…)، استخدام الحنفيات والصمامات التلقائية والمراحيض التي توفر استهلاك المياه، فضلاً عن تجنب الإفراط في ري العشب أو الحديقة من خلال استخدام مرشات المياه الأوتوماتيكية لري العشب واستخدام mulch حول الشجيرات ونباتات الحديقة لتقليل تبخر المياه من سطح التربة.
استخدام النشارة حول الشجيرات لتقليل تبخر المياه من سطح التربة.
هذا التعميم أثار الرعب الكامن في نفوس المواطنين، خصوصا المزارعين في الجنوب ومختلف المناطق. وفي اتصال خاص لـ”جنوبية” قال رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل إنّ “التعميم في محلّة، والناس بدأت تتخذ احتياطاتها. وما ستقوم به البلديات في هذا الاطار هو أن تحضّر بيانات توعوية لتوزيعها تتضمن الارشادات كي لا تُهدر المياه عل الطرق لأنّ هناك من يستعملون المياه بهدر كبير”.
وتابع كحيل: “كما ستقوم البلدية بتوزيع كليشيهات حول هذا الموضوع على الطرق العامة والداخلية، وعلى موقع البلدية على الانترنت، اضافة الى صفحة الفايسبوك. والاهم بالنسبة الينا هو قيام فريق خاص من البلدية بالبحث عن قساطل الهدر في البساتين والبنايات، وسنعمل بطريقة مباشرة في هذا الموضوع”.
رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل.
اما طرق التوعية فقال: “اضافة الى المحاضرات نتعاون مع مؤسسة جهاد البناء بخصوصها حول كيفية الاستفادة من المياه، وتسليط الضوء على ان هذه الازمة قد تمتد ما بين 4 إلى 5 سنوات”.
لذا يدعو الدكتور كحيل “الناس لتحضير نفسها، وهذا كلّه سيجبر المزارعين على الاعتماد على المياه الجوفية وتصحيح طريقة ريّهم للاراضي لأنّ طريقة الريّ خاطئة، وفي معظمها هدر للمياه. اضافة الى ضرورة عودة القرى للاعتماد على بركة الضيعة في الريّ”.
وختم قائلا: “هذه المسؤولية تتوزع على ثلاث جهات: الدولة وشركات المياه والناس. وستكون البلدية هي الوسيط بين الاطراف الثلاثة للتعاون على تخطيّ الازمة”.
خلاصة الامر أنّ تخليّ وزارة الطاقة والموارد المائية والكهربائية عن دورها، على مرّ الحكومات المتعاقبة، وسياستها اللامبالية حالت دون الاهتمام بالمتساقطات وبناء السدود وشق الآبار لحفظ المياه التي تذهب هدرا في البحر، وهي التي قد تدخل المواطنين في معاناة جراء الشح وانخفاض نسبة هطول المطر هذا العام.. والأخطر: في الأعوام الـ5 الآتية.