وداعا ً يا أرزة لبنان.. يا أسطورة الفن

صباح
خسر لبنان الشحرورة صباح، بعد عمر حافل بالإبداعات الفنية، من خلال صوتها الهدار الجميل ذات اللون الجبلي "الضيعوي"، مستوحى من التراث والفلكلور اللبناني..

غابت شمس لبنان عن لبنان، غابت صاحبة السعادة، والإبتسامة، والفرح، والضحكة الجميلة، غابت معها صوت الميجانا، ابو الزلف، والمواويل، وغطى الثلج الأبيض جسدها، ودمعت أعمدة بعلبك على فراقها، بعدما انطفأت روحها الهادئة كشمعة الى الأبد، انها “الصبوحة” صباح، صباح الخير وشمس الشموس.

خسر لبنان الشحرورة صباح، بعد عمر حافل بالإبداعات الفنية، من خلال صوتها الهدار الجميل ذات اللون الجبلي “الضيعوي”، مستوحى من التراث والفلكلور اللبناني، “مرحبتين ومرحبتين وينن هالدبيكة وين”، “عالضيعة يما عالضيعة”، “ع لبنان لاقونا”، “عالندا الندا الندا والورد مفتح على خدا”، كما خصت صباح الوطن باغانيها، “تسلم يا عسكر لبنان”، “يا لبنان دخل ترابك”، جميع هذه الأغاني ستبقى خالدة في وجداننا، وسنظل نرددها نحن والأجيال القادمة.

صباح، يا شحرورة لبنان، يا صاحبة المجد، وأسطورة تاريخ الفن اللبناني والمصري العريق، بعد ان دخلته من بابه العريض، ها هي اليوم تفارقنا مودعة لبنان ومحبيها ومعجبيها، تفارقنا الى دنيا الابدية، لتلحق برفاق دربها الفني الكبار بعد ان سبقوها إليه، من امثال وديع الصافي، ونصري شمس الدين، وزكي ناصيف.

وداعا ً صباح، وداعا ً يا صخرة لبنان، وداعا ً ايتها الشحرورة، وحبيبتك بيروت تبكي حزنا ً على غيابك ورحيلك مودعة إياكِ “ألو ألو ألو بيروت من فضلك يا عينيي”، وداعا ً يا زارعة الابتهاج وفرح الاعياد “بوكرا بتشرق شمس العيد وبتبشر بنهار جديد”، وداعا ً يا مطربة كل العصور، يا صوت وديان لبنان وجباله، وداعا ً يا أرزة لبنان.

السابق
الاب فادي ضو: جائزة أديان للتنوع الروحي
التالي
القهوة تحارب السُمنة!