أسئلة الثقافة في أسبوع جنوبي متميّز

حلقة الحوار الثقافي
شهد الجنوب أسبوعاً ثقافيا بامتياز، تخلله أبرز أسئلة الثقافة وهمومها، وأبرزها حول ما إذا كان التراث الثقافي المشترك قائماً وسائداً في لبنان وأزمة الثقافة التي تعتبر بمثابة انعكاس واقعي للأزمة التي يعيشها البلد.

كرمت حلقة الحوار الثقافي عدداً من الناشطين الاجتماعيين والعاملين في ميدان الثقافية ووزعت عليها شهادات تقدير، وذلك إثر اجتماع عقدته مع هيئة تكريم العطاء المميز ظهر السبت 15 تشرين الثاني 2014 في قاعة نادي الشقيف – النبطية، وقد طرح الطرفان صورة موجزة عن نشاط كل منهما وخلصا إلى تشكيل لجنة مصغرة لوضع مسودة خطة استراتيجية للنهوض بالثقافة في لبنان.

بعد ترحيب من رئيس هية تكريم العطاء المميز الدكتور مصطفى بدر الدين، أشار إلى أن الهدف من الاجتماع محاولة إحياء الحياة الثقافية لموقعها الصحيح، وأن المثقف هو المبادر في مجتمعه ومرجعية لمحيطه. ثم عرض عضو الهيئة علي توبة لمحة سريعة عن نشاط الهيئة منذ تأسيسها 1997 وحتى الآن.
بعده، تحدث أمين عام حلقة الحوار الثقافي فرحان صالح متسائلاً: هل ما زال التراث الثقافي المشترك هو السائد في لبنان؟ وأشار إلى انهيار القيم الثقافية خلال الفترة الماضية، تبعه عضو الحلقة د. زاهي ناضر مستعرضاً النشاط المتنوع الذي تقوم به الحلقة. ودار نقاش واسع بين المجتمعين حول أزمة الثقافة التي هي تعبير واقعي للأزمة التي يعيشها البلد.

ومساء الجمعة 14 تشرين الثاني، تحدث السفير اليمني علي الدباعي والدكتور حسين صفي الدين في مركز نادي خريجي المقاصد في صيدا حول الوضع اليمني بحضور جمهور واسع من المهتمين. في مداخلته، أكد الديلمي على أهمية استمرار الحوار الوطني اليمني والتوصل إلى دستور جديد قبل إجراء الانتخابات، وأشار إلى ظهور صراحات جديدة بين القوى السياسية اليمنية وأكد على أن الحكومة الجديدة اعتمدت مبدأ الكفاءة وليست حكومة محاصصة بين المكونات السياسية اليمنية، وأنه يجري حالياً الإعداد للانتخابات.

تبعه صفي الدين الذي قدم لمحة تاريخية عن اليمن والتشكل القبلي فيه والعلاقة بين أصحاب المذهب الزيدي وأصحاب المذهب الشافعي، ثم استعرض صفي الدين للقوى السياسية الأساسية المؤثرة وهي الحراك الجنوب، حزب الإصلاح، حزب المؤتمر وأنصار الله (الحوثيين). تبع ذلك حوار واسع بين المشاركين وخصوصاً ما يجري حالياً من نزاعات عنفية في اليمن.

من جهة أخرى، تحدث الوزير والنائب السابق ادمون رزق عن اتفاق الطائف وعدم تنفيذه من قبل النخب السياسية التي توالت على الحكم منذ عام 1991، وذلك مساء الخميس 13 تشرين الثاني في مركز منسقية تيار المستقبل في مدينة صيدا وبحضور عدد كبير من المتابعين للوضع السياسي العام.

رحّب منسق تيار المستقبل في الجنوب د. ناصر حمود بالحضور، وأشار إلى أن اتفاق الطائف كان بداية خروج لبنان إلى رحابة الفكر الحضاري، وأنه خشبة خلاص للبنانيين.

ثم تحدث رزق، فأكد على أن الطائف أي في الوقت الذي استعص على اللبنانيين والعالم أن يجدوا حلاً للمعضلة القائمة فيه آنذاك، ووصف ذلك الوضع بأنه: كان لبنان ف وضع متردي جداً، ويشهد تفتتاً، كان هناك حكومتان غير شرعيتان وغير دستوريتان، وهناك جيشان، والدولة ضعيفة. وأشار رزق: إلى أن 62 نائباً من أصل 73 اجتمعوا في الطائف وتوصلوا إلى الاتفاق المذكور، لكن لبنان لم يشهد تنفيذاً لبنوده وخصوصاً توالي قوانين الانتخابات المعلبة التي تأتي بنسبة 11% من النواب عبر الانتخابات والآخرين شبه التعيين – القوانين الانتخابية لم تسمح للبنانيين بالتعبير الحرّ عن إراداتهم السياسية.

وأشار رزق إلى أن اتفاق الطائف هو اتفاق السيادة الحقيقية التي تعتمد على الشرعية لوحدها، لم يكن هناك محاصصة بل شراكة وطنية حقيقية. وأضاف: لم يُسمح لأحد بتطبيق الطائف، بقي الاتفاق معلقاً حتى الآن.
وأن بدعة الرؤساء الثلاثة هو حرق لاتفاق الطائف. وأعطى رزق بعض التفاصيل حول الأحداث التي تلت توقيع الاتفاف وتشكيل الحكومات المتعاقبة وانتخاب المجالس النيابية.

وختم رزق بالتأكيد على الصيغة التعددية في لبنان وتطبيق اللامركزية الإدارية وقال: لا نريد اختراع الديمقراطية، المطلوب تطبيقها، في لحظة سياسية يبدو فيها الكيان اللبناني مهدد والشعب مبدد.

السابق
لا علاقة لـ«النصرة» بإطلاق قيادي الجيش الحرّ عبد الله الرفاعي
التالي
«الأنباء» تنشر لائحة اسماء جديدة لمؤسسات مخالفة لسلامة الغذاء