«الحر» في كوباني وتليه البيشمركة بتنسيق بين أكراد سوريا والعراق

دخلت طلائع من قوات تابعة لـ”الجيش السوري الحر” قوامها بضع عشرات من المقاتلين مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا للمشاركة الى جانب “وحدات حماية الشعب” الكردية في الحرب ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، فيما شقت قافلة من مقاتلي البيشمركة الكردية العراقية بعتادهم طريقها في جنوب شرق تركيا في طريقها إلى المدينة التي مضى على حصارها اكثر من 50 يوماً.

ودخلت قوات “الحر” فجر أمس وهي دفعة أولى من قوة قوامها 1300 رجل يتوقع دخولها في الايام المقبلة، أما بالنسبة الى قوات البشمركة فقوامها 150 رجلاً انقسمت قسمين، القسم الاول مجهز بأسلحة ثقيلة توجه من اربيل برا نحو كوباني عبر الاراضي التركية، والثاني انتقل جوا من مطار اربيل الى تركيا.
وخرج آلاف الأشخاص الى شوارع مدينة سروج التركية الحدودية ونزلوا الى ميدانها الرئيسي الذي تحفه الأشجار وانتشروا في الشوارع الجانبية ورسم البعض على وجوههم ألوان العلم الكردي ووقفوا في انتظار القافلة للترحيب بها.
وبثت قناة تلفزيونية كردية لقطات لما قالت إنها قافلة من مركبات البشمركة محملة بالأسلحة في طريقها إلى المنطقة. وشقت الشاحنات طريقها عبر جنوب تركيا نحو كوباني بعد عبورها شمال العراق.
ووضع دخول مجموعات “الحر” عين عرب حدا لرفض بعض القوى الكردية وخصوصا حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم، وهو الحزب ذو الثقل العسكري الأكبر في المناطق الكردية بسوريا، مشاركة “الجيش السوري الحر” الى جانب الاكراد السوريين في المعركة ضد “داعش”.
وصرح مسلم لـ”النهار” بأن “دخول هذه القوات الى كوباني لا يغير في الموقف السياسي العام للحزب”، الذي ينتهج منذ بدء الازمة السورية ربيع 2011 خطأ سياسيا معارضا للنظام السوري من خارج المعارضة الائتلافية التي استبعدته عن مفاوضات جنيف.
وأكد مسلم أن الاتفاق على دخول مجموعات “الحر” والبشمركة جرى بين هذه المجموعات و”وحدات حماية الشعب” الكردية السورية بعد مفاوضات تنسيقية غير مباشرة جرت بين أنقرة و”وحدات حماية الشعب” أجراها الجانب الكردي العراقي.
وأوضحت مصادر المعارضة السورية في اسطنبول لـ”النهار” أن الأميركيين ضغطوا على تركيا من أجل السماح بادخال الاسلحة الثقيلة التابعة للبشمركة الى كوباني. وقالت إن تركيا، نظرا الى علاقتها الجيدة مع أربيل، لا تعارض دخول قوات من البشمركة الى جانب قوات من “الجيش السوري الحر” الى عين عرب. وفي المقابل، نفى عضو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اسطنبول فايز سارة وجود مفاوضات من أجل دخول قوات “الحر” الى عين العرب “فهذه مدينة سورية ومشاركة قوة من الجيش الحر السورية الى جانب الاكراد السوريين هو شكل من أشكال التضامن بين الطرفين”.
ورأى منسق الائتلاف الدولي لمواجهة “داعش” الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن أن قوات البشمركة التي وصلت من العراق ستمنع سقوط كوباني في ايدي التنظيم المتطرف.
واضاف في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها: “لا نعتقد أن كوباني على وشك السقوط في ايدي” التنظيم المتطرف. واكد ان “دخول قوات البشمركة سيمنع ذلك”.
في غضون ذلك، اعلنت القيادة المركزية الاميركية ان مقاتلاتها شنت ثماني غارات استهدفت مواقع تنظيم “الدولة الاسلامية” الثلثاء والاربعاء قرب كوباني ودمرت خمسة مواقع للمسلحين الاسلاميين.
على صعيد آخر، أفاد مسؤول كردي و”المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، إن متشددي “داعش” أفرجوا عن 25 تلميذا هم الدفعة الأخيرة يفرج عنها من أكثر من 150 ولداً كردياً خطفوا في أيار.
وقالت جماعات حقوقية إن الجماعة المتشددة التي قاتلت قوات كردية في سوريا وفي العراق خطفت الاولاد الذين تراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة من بلدة كوباني السورية لدى عودتهم من مدينة حلب حيث كانوا يؤدون امتحانات.
وقال نائب وزير خارجية منطقة كوباني إدريس نعسان لـ”رويترز” في اتصال هاتفي : “هذا صحيح. لقد أفرجوا عنهم من منبج (السورية). وهذا آخر جزء من المفرج عنهم”. وأضاف انه لا يعلم لماذا أفرج عن الاولاد، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يكون جزءا من حملة “دعائية”.
وأكد المرصد عملية الإفراج. وقال إن خمسة آخرين سمح لهم بالرحيل خلال الأيام الأخيرة قبل الإفراج عن الدفعة الأخيرة وهي 25 ولداً.

مروحية قصفت نازحين
وروى سكان مخيم عابدين للنازحين في محافظة ادلب بشمال سوريا ان طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري أسقطت برميلين متفجرين على المخيم.
وأظهرت لقطات وضعت على موقع يوتيوب جثث نساء وأطفال وخياما محترقة بينما يتدافع الناس لانقاذ الجرحى. وقال صوت لم يظهر أمام الكاميرا: “إنها مذبحة للاجئين”.
وقال شخص في شريط فيديو آخر من مخيم عابدين الذي يؤوي الفارين من القتال في محافظة حماه المجاورة ان نحو 75 شخصا قتلوا.
ولم تشر وسائل الاعلام السورية الى القصف. وقال المرصد السوري ان عشرة مدنيين قضوا.

السابق
السفير المصري الجديد محمد بدر الدين زايد يصل الثلثاء المقبل
التالي
محكمة المطبوعات تغرم «المستقبل» وخشان