عن التدابير التي فرضتها الإنتحارية خديجة حميّد

بعد المعلومات الأمنية التي تحدثت عن إنتحارية عرسالية من آل حميد قد تفجر نفسها في الضاحية الجنوبية تزامناً مع إقامة المجالس العاشورائية، رفع جهاز الأمن التابع لحزب الله جهوزيته الى أعلى المستويات لمساندة القوى الأمنية المولجة حماية مداخل المنطقة منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية، في منع أي عمل إرهابي قد يستهدفها. هذه المعلومات أعادت تفعيل خطوط الإتصال الأمنية بين الحزب والأجهزة المعنية، وراح جهاز أمن الحزب منذ تلك اللحظة، يزود قادة الأجهزة بما لديه من معلومات، أكانت هذه المعلومات تتعلق بسيارات مفخخة أم بإرهابيين ينشطون داخل المخيمات الفلسطنية، التي يستطيع الحزب أن يرصد في داخلها نشاط هذه الخلايا أكثر بكثير من الأجهزة الرسمية.

فمنذ ورود معلومة خديجة حميد، أعلن الإستنفار داخل شارع الحزب وإنطلقت التحريات المنسقة مع القوى الأمنية التي وضعت بكل التفاصيل. على الفور عممت مواصفات السيارات المشبوهة على الحواجز الأمنية المنتشرة من البقاع الى ضاحية بيروت الجنوبية. هذه التدابير المنسقة، سرعان ما انسحبت على المناطق البعيدة عن الطوق الأمني المفروض، كالنبطية والهرمل التي لجأ اليها المفجرون سابقاً بعدما أصبح الدخول الى الضاحية أصعب من غيرها من المناطق ولكن ليس بالأمر المستحيل. ومن الإجراءات التي إتخذت وقائياً، تقول المصادر المتابعة ان الحزب المتخوف من خيانة قد تحصل بين المقيمين في الضاحية، ركّز نشاطه على الأشخاص المشبوهين وأعطى الأجهزة الأمنية لوائح بأسماء هؤلاء كي تتم مراقبتهم عبر تعقب حركة الإتصالات الخاصة بهم.

وفي موازاة ذلك، رفع الحزب من منسوب رصده ومتابعته لكاميرات المراقبة المركبة سابقاً، أكان عند مداخل الضاحية، أو في النبطية وبعلبك والهرمل إضافة الى طريق اللبوة الذي يشكل المخرج الوحيد لعرسال الى قرى البقاع.

بعد الضاحية والهرمل كان التركيز الأمني على مداخل المخيمات خصوصاً بعدما ترددت معلومات أن السيارات المفخخة كما الأحزمة الناسفة قد تجهز بالعبوات داخل هذه المخيمات لذلك تكثفت الإجراءات الصارمة حيال المقيمين والقادمين الى المخيمات وخصوصاً في مخيم برج البراجنة الواقع عملياً في الضاحية ولهذه الغاية نشر الحزب عناصر بلباس مدني أو عسكري في كل الشوارع والاحياء المؤدية الى مداخل المخيمات.

إذاً عندما يشعر الحزب بأن شارعه بخطر، يتخطى كل الحملات السياسية التي تشن على سلاحه وجهازه الأمني وسرايا المقاومة وينتشر الى جانب القوى الأمنية التي يبدو أنها متفهمة لهذا الواقع ومتعاونة مع الجهاز المذكور بهدف منع وقوع أي عمل تخريبي ارهابي.

السابق
إدوارد سنودن يكشف فضيحة تطال أمير داعش
التالي
واشنطن «مصدومة» ازاء الهجوم على مخيم للنازحين في سوريا