هل خسر حزب الله في طرابلس؟

قلناها بالامس ونقولها اليوم:  ما جرى في طرابلس مؤخرا، يثبت أن اللبنانيين قادرون على التغلب على الارهاب ودحره، هنا على ترابهم، ودون الحاجة الى الذهاب الى سوريا

التماسك الداخلي، والالتفاف، الشعبي والسياسي، حول منطق الدولة والمؤسسات الشرعية، وتقديم الولاء للوطن على ما عداه من زواريب مذهبية، حسم معركة طرابلس الأخيرة. رغم الترغيب والترهيب والأثمان المدفوعة، كسبت عاصمة الشمال جولة، وحصّنت نافذة في البيت اللبناني المتصدع.

لم تعد حجة الذهاب الى سوريا للدفاع عن لبنان، قابلة للصرف عند من يُحكّم المنطق. الواقع الميداني يقول، وبلا مواربة، إن وجود حزب الله المسلح في البلد الجار، هو دفاع عن بشار الأسد ونظامه. وإن سلوك طريق الاياب، فرصة متاحة لانقاذ البشر والحجر، وماء الوجه.

خلال المواجهات الاخيرة في طرابلس، طلب “السيد حسن نصرالله” من الله ان يعين المسؤولين والقيادات العسكرية والسياسية والامنية على التعاون والتعاضد في مواجهة خطر الفتنة. ورأى أن الموقف يتطلب حسن إدارة وحكمة ومتابعة. السيد كان على حق، وقد شكل وعي الناس، وحكمة المسؤولين، حجر أساس مواجهة الفتنةفي حدود تلك الجولة. فهل ينسحب الأمر على مواجهةالفتنة الكبرىعلى مستوى الوطن؟

هذه المواجهة تقع على عاتق الجميع، أفرادا ومؤسسات، مدنيين وعسكريين، رجال دين وسياسيين. لماذا؟ لاننا كلنا سواء في مركب تتقاذفه أمواج التغيير والصراعات المتلاطمة في المنطقة. لا شيء يضمن عبورنا سالمين، الا العمل على تحصينه بالمنعة الداخلية، ورفع مستوى الوعي، والخروج من أزقة الولاءات الضيقة الى رحاب وطن، طال وقت مخاضه.

وطن لفظ في تاريخه، القديم والحديث، كل محاولات استقواء أحد الأطراف على الآخرين. وأنهكته الولاءات المستمرة للخارج، والرهانات الخاسرة على دعم من هنا او هناك، ينتهي حتما بنهاية التقاء المصالح، أو هدف الاستخدام.

المسؤولية، كما ذكرنا، على اللبنانيين جميعا، أكثريات وأقليات. لكن لا بد وان نخص بالذكر حزب الله لعدة أسباب، تبدأ بفائض القوة الذي يتمتع به، ولا تنتهي بقراراته المصيرية المنفردة، وآخرها شن حرب استباقية في سوريا، تلفح وجه لبنان بقوة الآن.

من توجهات الحزب المكتوبة نقتطع ما يلي: يهتم حزب الله بمصير ومستقبل لبنان، ويساهم مع بقية القوى السياسية اللبنانية في إقامة مجتمع أكثر عدالة وحرية..

المرحلة حقا مصيرية، ومستقبل الوطن على المحك، فإلى أين سيتوجه الحزب؟

السابق
الجيش يستكمل العملية الاستباقية بالدهم وحملة «تدوير زوايا» تمهّد للتمديد
التالي
 قهوجي : لا مُساومة ولا مُهادنة ولا اتّفاقات سريّة