جيران الأكراد الأربعة.. المتآمرين على المشروع الكردي

الاكراد
تقبع أرض الميعاد الكردية تقبع أربع دول هي ايران، العراق، سورية وتركيا. شكّلت حولها طوقا أشبة بالمثلث، وحدّت من قدرتها على أن تجد حيّزاً خاص تحافظ من خلاله على كيانها.

حرب معاقبة الأكراد مستمرة منذ عقود وتحديداً منذ أن بدأ أحفاد إبن تيمية و إخوة صلاح الدين بالهمس وسراً. فقد حلموا بقيام دولة قومية شبيهة بالأيوبية التي حكمت استثنائياً أثناء ضعف الخلافة العباسية. فما بالك وقد أمسى لهؤلاء الـ 58 مليون نسمة تقريباً ( بالإستناد الى آخر إحصاء ) إقليم أشبه بنسخة مصغرة عن الدولة الموعودة بالتزامن مع غياب أي شكل من أشكال القوة أو التماسك بين الدول المجاورة؟ الحرب عليها إذاً بالتأكيد ستتكرّر وهي بالطبع لن تتوقف.
فأرض الميعاد الكردية تقبع (وأظنها ليست مصادفة) بين أربع دول (ايران، العراق، سوريا، تركيا) شكلت حولها طوقا أشبة بالمثلث، وحدّت من قدرتها على أن تجد حيّزاً خاص تحافظ من خلاله على كيانها.

حكاية الأكراد تنطبق عليها قصة إبريق الزيت وبطلها القديس مار إلياس الذي اعتبر يوماً أن بيت شفيعه صار قديماً فطلب من أبناء ضيعته أن يقدموا الزيت، المنتج الوحيد المتوفر حينها، لبيعه والاستفادة منه لبناء الهيكل. وبحسب الرواية كان هو من بشّرهم بأن الله سيبارك لهم في الخيرات، فكان كلما تأخر إنجاز البناء أعاد عليهم قصة الزيت، وهكذا الكرد فعلوا عبر الزمان فهم قدموا ما أنتجته بطون نسائهم في غياهب الأرض، وكلما تأخر بناء الدولة.. عادوا إلى قصة الزيت.

إقليم أقلق الدول المجاورة، فكرد النوروز من غرب أسيا إلى شمال الشرق الاوسط ينتشرون، هم في شمال شرق العراق و شمال غرب إيران و شمال شرق سوريا و جنوب شرق تركيا شكلوا نواة لأكبر قومية تسعى لامتلاك دولة مستقلة معترف بها.

أدخل هذا المطلب بداية الرعب إلى نفوس الدول المحاذية وتلك الواقعة بين خطوط الطول والعرض ذاتها، فكردستان الكبرى باقتصادها وسياسة جذبها لرؤوس الاموال وبعد فض العروض من المستعمر الأميركي الجديد، فرضت نفسها على أنّها حليف له في هذا العالم الحديث. ما أخاف عروش الملوك والأمراء والأئمة وأحفاد السلاطين السياسيين كما الإقتصاديين، فتتالت النوايا على إفشال مشروعهم الكردي… في حين سلم الاكراد بطيب خاطر أمرهم للغرب وفاتهم أن الحلفاء التاريخيين للأميركيين والغرب قد أغاظهم هذا النجاح. فدخلوا المزاد وساتخدموا داعش، على الأرجح، لضرب المشروع الكردي.
وفُتحت أبواب جهنم على الكرد المنقسمين جغرافياً وسياسياً ولغوياً وقبائلياً وايديولوجياً من جديد وأُدخلوا حرباً ظنوها يعلمون بدايتها لكن من المؤكد أنهم لن يدركوا أو يصلوا الى نهايتها. لقد فاتهم أن يعتبروا مما أصاب شعوب قبلهم حلمت بقومية تكون في عداد الامم. فلقد تعمد الجميع بالدم والحرب تبتلع كما الثقب الأسود كل من يجرأ عليها ويقترب.

السابق
(بالفيديو) مارادونا يضرب زوجته السابقة
التالي
عن العولمة والسلفيات الجهادية