فتوش، وقبله فادي عبّود ونجاح واكيم والياس الهراوي….

ليس الوزير نقولا فتّوش العدواني الأوّل الذي يخرج من بين السياسيين ولن يكون الأخير، فقد سبقه الوزير فادي عبّود في ضرب مواطن، وعدد من النواب شتموا بعضهم البعض، وأحيانا ضربوا بعضهم، ولا ننسى "كفّ" الرئيس الراحل الياس الهراوي على خدّ الصحافي حسن صبرا و"سدّ بوزك" من النائب السابق نجاح واكيم... وغيرهم كثيرون.

أعلن الوزير نقولا فتوش أمس، وبعد 4 ايام على لكمته الشهيرة على وجه الموظفة منال ضو، التي اثارت حفيظة المواطنين اللبنانيين بشكل عام والجمعيات النسوية بشكل خاصّ، أعلن النائب الحالي عن مدينة زحلة أنّ “الشكوى التي قدّمتها متعلقة بزوجة الوزير ميشال فرعون ضد زوجها بتهمة الزنا”، كما كانت قناة الجديد أوردت أمس الأول في تقرير إخباري استقصائيّ عن سبب اصرار الوزير فتوش على متابعة الشكوى بنفسه، بصفته محاميا.

وتبين كما اوردت القناة انّه “حفاظا على السرية أوكل الى المحامي نقولا فتوش التقدم بشكوى من قبل زوجة النائب والوزير الحالي ميشال فرعون لفسخ عقد الزواج بينهما بعد اتهامه بالزنا والخيانة الزوجية”.

وكان وزير السياحة ميشال فرعون قد نفى الامر مدّعيا أنّ التقدم بشكوى هو من مهام المحاكم الروحية الكاثوليكية وليس المحاكم المدنية.

ونقل عن الوزير نقولا فتوش بخصوص تعرضه للموظفة منال ضو عن انه “سيحل القضية بنفسه” عندما سئل عن عدم اعتذاره.

لكن لنعد  إلى تاريخ السياسيين في لبنان، الحافل بالعنف اللفظي والكلامي، إذا حيّدنا العنف  السياسي والعسكري الذي اوصلنا الى اندلاع حروب أهلية مديدة وطويلة ومتناسلة في نصف القرن الأخير.

ففي فيديو منشور على اليوتيوب اعدته محطة mtv تحقيق عن أسلوب الوزير فادي عبود، عضو تكتل الاصلاح والتغيير ورئيس جمعية الصناعيين سابقا في التعامل مع موظفيه وموظفاته.

وهذا يعيدنا بالذاكرة الى تصرّف الرئيس الراحل الياس الهراوي حين تعرّض لرئيس تحرير مجلة “الشراع” الزميل حسن صبرا بـ”كفّ” شهير، بسبب انتقادات أوردها عنه في مجلته “الشراع”. اضافة الى تعرض الوزير الراحل جورج افرام لاعلامية في محطة mtv بالاهانات والشتائم.

ولعل  التاريخ السياسي اللبناني لا يمكن ان يغفل الالفاظ البذيئة التي يرددها النواب خلال الجلسات العامة لمجلس النواب، والتي غالبا ما تكون منقولة على الهواء مباشرة، ومنها كلام النائب نجاح واكيم والنائب حين قال لزميل له: سدّ بوزك” والنائب علي عمّار والنائب نواف الموسوي والوزير جبران باسيل، وعدد كبير من النواب لا يُعد ولا يحصى.

فهل هؤلاء نوّاب راقون أم أنّهم يمثّلون الشارع اللبناني بسيئاته قبل حسناته؟

وهل انهم، كما قال المعالج النفسي، إيلي ابو شقرا لـ”جنوبية”: “عندما يعيش اللبناني القلق يعيش عندها إحساساً بالحرمان، فيتحوّل الى العدوانية اتّجاه الاخرين. وهذه العدوانية تتمثل اتّجاه من يكون برأيه هو سبب قلقه”.

 

السابق
الإتحاد الأوروبي وتحذيرات الإحتلال بالإستمرار بالإستيطان
التالي
العميد سلامي: ايران غيرّت المعادلات السياسية في المنطقة